مقدمة
من غير الثقة بأن القوة من الله القوي يسقط الإنسان في مواجهة مُعضلات الحياة ، ومن غير الثقة برحمة الله الرؤف الرحيم يقنط المذنبون ، ومن غير الثقة بأن الصبر من الله تعالى نعجز فلا نصبر على البلاء .
ومن غير الثقة بأن الله قادر وقاهر لعجز أصحاب الحق عن مواجه الجبارين والظالمين ، ولولا الثقة بأن الله تعالى هو الناصر والمعين لعجز المجاهدون عن مواجهة أعداء الله تعالى الذين يفوقوهم عددا وعدة .
لذلك فإن الثقة بالله تعالى صرح شامخ في قلب المؤمن لا تهزه عواصف المصائب والمحن، بل تزيده شموخاً ورسوخاً، ولا يهدمه إلا سوء الظن بالله، والشك في حصول فرجه، وكثرة التعلق بالمخلوقين، وتناسي الخالق جل وعلا .
أولا : مفهوم الثقة بالله تعالى :
تنوعت مفاهيم الثقة بالله تعالى وتعددت تعريفاتها فنذكر منها الآتي :
الثقة بالله تعني : اليقين الراسخ بأن الله لا يخلف وعده وأنه على كل شيء قدير ، والإيمان الصادق بكل ما أخبر به سبحانه وأن ما قدره سوف يكون.
والثقة بالله تعالى كذلك : أن يكون العبد أوثق بالله من نفسه، ومن ما يملكه بيده، أو مما يملكه الآخرون في أيديهم وهذا كله من علامات التوكل على الله .
والثقة بالله تعالى أيضاً : أن تبذل ما في قدرتك ووسعك من الأسباب لتحصيل المحبوبات ودفع المكروهات ، ثم تفوض أمرك إلى الكريم وتعلق قلبك به، وتتوكل في أمرك كله عليه .
ثانيا : فضل الثقة بالله :
1. الثقة بالله تجعل العبد راضيا بالله :
قال حاتم الأصم: "من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله: أولها الثقة بالله، ثم التوكل، ثم الإخلاص، ثم المعرفة، والأشياء كلها تتم بالمعرفة ،
2. الثقة بالله نجاة من كل كرب :
ومن وثق بالله نجاه من كل كرب أهمه؛ قال أبو العالية: "إن الله -تعالى- قضى على نفسه أن من آمن به هداه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَه ُ} التغابن11 .
3. ومن وثق بالله نجاه من كل كرب أهمه :
مادام واثقا به ، متوكلا عليه ، معتصما به ، قال أبو العالية: "إن الله -تعالى- قضى على نفسه أن من آمن به هداه، قال الله تعالى : {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} التغابن11) ،
ومن توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } الطلاق 3 ،
ومن أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة ً} البقرة 245 .
ومن استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا}آل عمران 103 .
والاعتصام الثقة بالله، ومن دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة 186 ،
4. من تحلى بهذه الصفة فقد فاز بالجنة :
قال شقيق البلخي رحمه الله : من عمل بثلاث خصال أعطاه الله الجنة:
أولها : معرفة الله -عز وجل- بقلبه ولسانه وسمعه وجميع جوارحه،
والثاني : أن يكون بما في يد الله أوثق مما في يديه،
والثالث : يرضى بما قسم الله له، وهو مستيقن أن الله تعالى مطلع عليه, ولا يحرك شيئا من جوارحه إلا بإقامة الحجة عند الله، فذلك حق المعرفة
5. الثقة بالله تعالى حصن المؤمنين من الشيطان وعدة المجاهدين :
قال -تعالى-: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 268 ، فمن لا يثق بالله تتخطفه وساوس الشيطان من الفقر فيسقط في كل رذيلة، ويُلبّس الشيطان عليه الحق بالباطل فيستحل الحرام وينقض عرى الإسلام عروة عروة.
ثالثا : الثقة بالله من صفات الأنبياء :
لقد كان أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام واثقين بالله تعالى ثقة لم تزعزعها رياح الابتلاءات وأعاصير الرزايا، فكان ذلك من أسباب نجاتهم ونصر الله لهم.
1. ثقة إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار :
حينما ألقي خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- في النار كان على ثقة عظيمة بالله؛ فقال :"حسبنا الله ونعم الوكيل" فكفاه الله شر ما أرادوا به من كيد، وحفظه من أن تصيبه النار بسوء، قال تعالى: { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم َ} الأنبياء69 .
2. ثقة نوح عليه السلام حين كذبه قومه :
يقول تعالى عن نبيه نوح عليه السلام حال خطابه لقومه حين كذبوه : ﴿ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴾ يونس: 71-73 .
3. ثقة موسى عليه السلام حال حصاره بين العدو والبحر :
حينما خرج ببني إسرائيل من مصر والبحر أمامهم والعدو خلفهم ، تظهر ثقة موسى عليه السلام فيقول الله تعالى : ﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾ الشعراء: 61-64 .
4. ثقة محمد صلى الله عليه وسلم وهو في الغار :
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أن أبا بكر الصديق حدثه، قال: نظرتُ إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: ( يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) مسلم ،
فيسجل الله هذا الحدث بقوله تعالى : { إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } التوبة 40 ،
وفعلا كان الله مع نبيه عليه الصلاة والسلام فحفظه وأيده ونصره، وجعل العاقبة له ولأتباعه من المؤمنين والمؤمنات.
رابعا : أسباب الثقة بالله تعالى :
لماذا يثق المؤمن بربه ويتوكل عليه؟
1. لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ولأن الأمر كله لله ، يورث الأرض من يشاء من عباده :
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّه ) سورة آل عمران 154،
وقال الله تعالى : ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) سورة ) يس82 ،
وقال تعالى : ( إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) الأعراف:128.
2. لأن الأمور عنده سبحانه وليس إلى غيره، لأنه شديد المحال، فهو عزيز لا يُغلب،
قال ألله عز وجل: ( وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُور ) ُالبقرة:210 ، كما قال تعالى: ( وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ) الرعد:13،
3. ولأنه سبحانه وتعالى له جنود السموات والأرض وجمع القوة والعزة و قاهر من يخرج عن أمره وهو القوة المتين القابض الباسط الذي يُؤتي مُلكه من يشاء :
قال الله عز وجل: ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الفتح:7، كما قال تعالى : ( وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ) الأحزاب : 25، قال الله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) الزمر :4 ، وقال الله تعالى :( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) الذاريات: 58 ، وقال الله تعالى : ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ) آل عمران:189،
5. ولأنه سبحانه وتعالى هو الذي يضُر وينفع والذي يخادع المنافقين ويمكر بأعداء الأمة :
قال عز وجل: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) النساء : 142 وقال تعالى : ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال :31 ،
6. ولأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقدّر الاقتتال وعدمه ، القادر على إمضائه أو وقفه ، والقادر على نصر المؤمنين :
فأخبر سبحانه نبيه ﷺ فقال : ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ) المائدة : 64 ،
وقال الله تعالى : ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) سورة المائدة 52 .
خامسا : ثمرات الثقة بما عند الله تعالى:
إنَّ للثقة بما عند الله تعالى ثماراً عديدة تتجلَّى في حياة المؤمنين في معانٍ عدَّة أبرزها:
1- راحة النفس وطمأنينة القلب :
وذلك أنَّ الذي يثق بما عند الله تعالى يكثر من ذكره سبحانه وتعالى ويتعلّق به حبّاً وطاعة، ومن فعل ذلك حصلت له الطمأنينة، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} الرعد: 28 .
لقد كان ذكر الله تعالى من أعظم المثبتات التي ثبتت الشباب في لحظات الفتنة وهجوم البلطجية، لقد سمعنا صيحات التكبير والتهليل في مختلف مفاصل المواجهة مع فلول الأنظمة البائدة، ممَّا يدل فعلاً على اطمئنان القلوب بذكر الله، وأثر هذا الاطمئنان في الصمود.
2- حصول الأمن والاستقرار وعدم الخوف :
ذلك أن المؤمن يعلم أن الله تعالى معه، وأن الأمّة لو اجتمعت على أن يضروه لم يضروه إلاَّ بشيء قد كتبه الله عليه، وقد بيّن الله تعالى أنَّ الأمن لا يكون إلاَّ للمؤمن، قال تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون}.الأنعام: 82 .
فالطغاة يظنون أنَّهم بإرهابهم للمحتجين سيجعلونهم يتفرقون، إنهم يجهلون ذلك الأمان الذي يستشعره المؤمنون المعتصمون بحبل الله المتين.
3- فتح باب الرِّزق والخير وإجابة الدُّعاء :
ذلك أنَّ الواثق بما عند الله تعالى قريب من ربّه متوكل عليه، قال تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} الطلاق: 3 . وهذا يعني أنَّه سبحانه وتعالى كافيه وشافيه ورازقه ومعطيه، وقد رأينا هذه الثمرة في أنَّ الكثيرين كانوا يضحون بوظائفهم لخدمة الثورة وأهدافها غير آبهين بما ينتظرهم من حرمان من الوظيفة عقوبة على تفاعلهم مع الثورة، لم يأبه مئات الآلاف في مصر واليمن وتونس بتهديدات أعوان النّظام بالقصاص منهم متوكلين على الله تعالى، وواثقين بأنَّ رزقهم عند الله مكفول لا تنتقصه القرارات ولا تمنعه الاقصاءات.
4- فتح باب القبول والمحبَّة عند الناس :
ذلك أنَّ الواثق بما عند الله تعالى لا يحسد الناس، ولا ينافسهم في أمور دنياهم، لأنَّه يعلم أنَّ ما عند الله خير ممَّا في أيـدي الناس، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الِلَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنِ الْتَمَسَ رضى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الِلَّهِ عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ الِلَّهِ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ) رواه ابن حبَّان بإسناد حسن .
سادسا : الثقة بالله صفة الصفوة من الرجال والنساء :
أ - والثقة من صفات الأولياء الصادقين والعباد الزهاد :
1. قال يحيى بن معاذ: "ثلاث خصال من صفة الأولياء: الثقة بالله في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء "شعب الإيمان للبيهقي .
2. وقد جاء رجل إلى حاتم الأصم فقال: "يا أبا عبد الرحمن أي شيء رأس الزهد ووسط الزهد وآخر الزهد؟ فقال: "رأس الزهد الثقة بالله ووسطه الصبر وآخره الإخلاص"،
صور من ثقة المرأة في الله تعالى :
ب - لقد ضربت المرأة المسلمة أيضاً أمثلة رائعة من الثقة بالله تعالى،
1. فها هي أم إسماعيل عليهما السلام حينما وضعها إبراهيم عليه السلام في مكة بوادٍ غير ذي زرع بلا أنيس ولا شيء قالت وهو يودعها وابنها: (يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا) .
فحسن بعد ذلك حال هذه الأسرة المؤمنة هناك وجاءها القوت والجيران الصالحون.
2. وهذه أم موسى عليهما السلام أيضاً تضرب مثلاً آخر في الثقة بالله تعالى، فهي لما خافت على ولدها من ذبح فرعون ألهمها الله تعالى أن تلقي فلذة كبدها في الماء الذي هو مظنة الهلاك المحقق،
قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * ﴾ [ القصص: 13.