هيا نتدبر الآيات الكريمة الآتية :
لنشكر الله المنعم علينا وعلى آبائنا ،
ونسآله العمل المرضي وصحبة الصالحين
وإصلاح الذرية ، متضرعين بالتوبة والإستسلام للرب الكريم .
قال الله تعالى : ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين ) سورة النمل ، الآية : 19.
كما قال الله تعالى : ( ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) سورة الأحقاف، الآية : 15.
وقد تماثلت الفقرة الأولي في الآيتين السالف بيانهم ، حيث قال الله تعالى ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ) .
وإنتهت الآية من سورة النمل بقوله تعالى : ( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين ) .
في حين إنتهت الآية من سورة الأحقاف بقوله تعالى ( وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) .
وهكذا بدأ اللَّه تعالى في الفقرة المتماثلة من الآيتين في السورتين بالدعاء للوالدين لكونهما كانا سبباً في الجود في هذه الحياة الدنيا بعد اللَّه عز وجل وبالإحسان إليهما وبرِّهما ، ثم طلب التوفيق للعمل الصالح ألذي يرضي الله وتعالى .
وكان معنى الدعاء : ربي ألهمني ووفقني لشكر نعمائك وأفضالك عليَّ وعلى والدي بالنعم الكثيرة التي لا تعدُّ ولا تُحصى ، والتي أعظمها نعمة الإسلام التي مغبون فيها كثير من الناس .
وبعد الوالدين كَان سؤال اللَّه تعالى التوفيق بالقيام بالأعمال الجليلة والكثيرة التي تستوجب رضاه الذي وهو أمنية كل مؤمن ، فإن تمام الشكر وأكمله أن يكون باللسان والقلب والأركان ، وقد تضمن هذا السؤال طلب الآتي :
1- التوفيق للشكر على النعم الدنيوية والشرعية .
2- أداء الطاعات المرضية لله تعالى المصحوبة بالمتابعة والإخلاص.
الفقرة الثانية من الآية الأولى : ( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين ) معناها :
أسالك اللهم أن تدخلني الجنة دار رحمتك التي لا يدخلها أحد إلا أن تتغمَّده برحمتك وفضلك ، والإلتحاق بالصالحين من عباد الله تعالى في جنات الخلد التي لا يدخلها إلا الصالحون .
والفقرة الثانية من الآية الثانية : ( وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) معناها :
أن طلب الصلاح في الذرية راسخاً فيهم متمكنين منه ، ولا شك أن صلاح الآباء يورث صلاح الأبناء ، وفي ذلك كمال السعادة البشرية المرجوة في الدنيا والآخرة ، وفيه أيضا تجديد التوبة والاستسلام للَّه تعالى في أمره ونهيه .