قال الله تعالى : ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ﴾ إبراهيم: 24-26 .
الكلمة الطيبة رسالة : تزكو بها الأنفس والأرواح ويفتح الله بها قلوب عباده ، والكلمة دعوة إلى الله : فهي أحسن ما يقال في الأرض ويصعد إلى السماء ، والكلمة الطيبة إصلاح وجهاد : فهي معراج للطهر وسبيل إلى الصلاح وأفضل جهاد في مواجهة السلطان الظالم ،
والكلمة أمانة وشهادة : فهي السبيل لوصول الولاية لمن يستحقها عبر صندوق الانتخاب فبها لا يصل إلى الولاية إلا مستحقيها فالناخب إما أن يكون شاهد حق ، أو شاهدة زور ، ومن ثم فمن حقوق الناخب : أن يعرفة المهمة التي التي يقوم بها للمرشح حال فوزه و من واجب العلم بشخصية المرشح وسماته قبل إنتخابه .
وبيان ذلك في الصفحات الآتية :
أولا : الكلمة الطيبة تزكية للنفس ودعوة للغير :
أ - الكلمة تزكية للنفس :
فالكلمة الطيبة تخرج من لسان العبد الصالح تكون عنوانه ودليله ولباسه الساتر وجماله الظاهر وعطره الفواح ، فيفتح الله بها قلوب العباد وتزكو بها أرواحهم .
والكلمة الطيبة ذكر لله تعالى وتسبيح وتهليل وتكبير، وحمد ودعاء، وشكر وقراءة قرآن ، وعلم نافع، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونصيحة نافعة، وغير ذلك من العبادات القولية.
قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ فاطر: 10
والمؤمن الحق يعلم أن سلامة إيمانه مرتبط بنزاهة لسانه قال صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) رواه البخاري ومسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً من رضوان الله يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم ) رواه البخاري ومسلم .
ب - الكلمة الحسنة دعوة إلى الله :
قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 33) سورة فصلت
وكلمة الدعوة هي أحسن كلمة تقال في الأرض ، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء . ولكن مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ؛ ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات . فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ .
والكلمة الطيبة الخالية من السباب وتجريح الأعراض، وإيذاء الأسماع وإيلام القلوب ووغر الصدور تنزع العداوة من القلوب وتزرع المحبة والولاية بين المؤمنين ، قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) 34 سورة فصلت
وليس للداعية أن يرد بالسيئة ، فإن الحسنة لا يستوي أثرها كما لا تستوي قيمتها مع السيئة والصبر والتسامح ، والاستعلاء على رغبة النفس في مقابلة الشر بالشر ، يرد النفوس الجامحة إلى الهدوء والثقة ، فتنقلب من الخصومة إلى الولاء ، ومن الجماح إلى اللين .
ثانيا : الكلمة الطيبة إصلاح وجهاد :
.
أ - الكلمة منهج إصلاح :
والمؤمن الحق يشعر بقيمة كلمته فهي معراج للطهر وسبيل إلى الصلاح والإصلاح في الدنيا ، والفوز والنجاة في الآخرة ، يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أعمالكم وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ * وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيْمًا ) سورة الأحزاب: الآيتان 70-71 .
وللكلمة الطيبة قوة عظيمة في الانتصار على النفس خاصة عند الخصام والجدال والعداوة حينما تصدر من المؤمن القوي الحق الذي ينتصر على نفسه. عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) :ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ( متفق عليه .
والكلمة الطيبة لها آثارها الحسنة العاجلة والآجلة على صاحبها وعلى من بلغته ، فكم من كلمة طيبة غيرت مجتمعاً من الشر إلى الخير ، ومن الذل إلى العز، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة.
ب - الكلمة أفضل جهاد :
إن كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا قيلت في مواجهة صاحب السلطان فقد يتعرض من قالها للأذى والهلاك ، لذلك كان أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف .
أخرج الإمام أحمد في مسنده : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل قال : ( كلمة حق عند سلطان جائر ( .
وإنما صار ذلك أفضل الجهاد لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو جم غفير ، فإذا نهاه عن الظلم فقد أوصل النفع إلى خلق كثير ، وإن مات فى سبيلها فهو سيد الشهداء كقوله صلى الله عليه وسلم ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله )
.
ثالثا : الكلمة أمانة وشهادة :
من أعظم الأمانات ولاية أمور الناس ، وقد تكون الولاية عامة وضخمة كرئيس الدولة الذي يحكم أو البرلمان الذي يسن التشريعات والقوانين ، وقد تكون الولاية خاصة وبسيطة كاختيار مجلس إدارة نادي أو جمعية .
ومن الأمانة أن تعطى الولاية لمن يستحقها من أهلها ، وتستحق هذه الولاية بكلمة يدلي بها الناخب في انتخاب يشهد بها على كفاءة المرشح على تولي الولاية ، لذلك كانت الانتخابات أمانة وشهادة .
أ - معنى الانتخاب :
1 . الانتخابات لغة :
انتخب الشيءَ : اختارَه.
ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم : خِيارُهم.
2 . الانتخابات اصطلاحا :
هي تلك العملية التي بواسطتها يقوم المواطنون باختيار ممثليهم لاستلام مناصب السلطة التشريعية أو التنفيذية أو المؤسسات المحلية، وذلك من خلال التصويت .
3 . والتصويت :
هو قيام الفرد باختيار أحد المرشحين لتمثيله في الهيئات المنتخبة التي تتولى إعداد القوانين أو في بعض مناصب اتخاذ القرارات.
ب - الانتخابات أمانة :
قال الله تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء :58 .
والانتخاب أمانة للناخبين كي يولوا هذه الولايات مستحقيها ، ممن هم كفؤ لها ، فإن الناخب أعطي هذه الأمانة وهي تولية من يعتقد أنه الأصلح للمنصب الذي ينتخب له ، وعلى الناخب أن يؤدي الأمانة ولا يضيعها .
سأل أبو ذر الرسول صلى الله عليه وسلم الإمارة ، فكان الجواب صريحا وواضحا قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها ) .
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة ، ذلك أكثر ما أخاف عليك ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ) .
وأخرج الشيخان عن معقل قال : سمعت رسول الله يقول : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) .
وفي كتاب السياسة الشرعية يقول ابن تيمية رحمه الله : فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود ، وقد لا يكون في موجودة من هو صالح لتلك الولاية ، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه ، فإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام ، وأخذ الولاية بحقها ، فقد أدى الأمانـة وقام بالواجب في هذا .
ج - الانتخـاب شهادة :
الشاهد مشاهد لما غاب عن غيره ، لقول ابن عباس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال : ( أترى الشمس ؟ قال نعم ، فقال : على مثلها فاشهد ، أو دع ) رواه
والشهادة أمر خطير دنيا ودينا ، لذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم في شهادة الزور ، وجعلها صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر فقال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) رواه مسلم .
فكلمة الناخب إما أن تكون شهادة حق ، أو شهادة زور ، فإذا تحققت شروط الناخب ، وأدى الشهادة كما يرضي الله ورسوله فهذه شهادة حق يثاب عليها حال إدلائه بصوته ، وتبقى صدقة جارية يثاب هذا الناخب على كل عمل خير يقوم به هذا المرشح بعد فوزه .
أما إذا أعطى صوته لمرشح ليس كفئاً ، وكان بين المرشحين من هو أرضى منه لله ورسوله ، فهذا الانتخاب شهادة زور والعياذ بالله ، وقد سبق تشديد الوعيد لشهادة الزور ، وأنها تعدل الشرك بالله .
د - حق الناخب وواجبه :
1 . الحق في معرفة المهمة التي يرشح لها :
فمن حق الناخب على الجهة المشرفة على الانتخاب أن تحيطه علما بالمهام والواجبات التي تقع على عاتق من يشغل الموقع المرشح له ، وكذلك بيان دوره في المجتمع وأهميته .
2 . واجب العلم بشخصية المرشح وسماته :
ولقد لخص القرآن الكريم السمات العامة للمسئول في القوة والأمانة حال ذكر حكاية عن بنت الرجل الصالح شعيب ، فقال الله تعالى : ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) القصص : 26 .
ومن ثم ينبغي أن تتوفر في المراد انتخابه ثلاث صفات رئيسة هي :
* أن يكون لديه معرفة وإلمام بالحاجات المرتبطة بالناس وبالقوانين الخاصة بالشأن المرشح له حتى يتمكن من أداء دوره بنجاح.
* أن يمتلك القوة والجرأة التي تمكنه من الدفاع عن حقوق المواطنين ضمن إطارها الطبيعي.
* أن يكون لديه شعور بالمسؤولية تجاه الناس الوطن ، والأمانة المانعة من أن يستغل الموقع لمصالحه الشخصية .
وعليه يجب على الناخب أن يتحقق من وجود تلك السمات في شخصية المرشح حتى ينتخبه .
3 . وسؤال أهـل الـذكر إن كان لا يعلم :
بهذا العلم يتمكن الناخب من المقارنة بين المرشحين ، ويعرف الأفضل منهم والأرضى لله ورسوله فينتخبه أو يشهده بأنه هو الأصلح لهذه المهمة ، وعندئذ تكون شهادته صحيحة ، وموافقة للشرع .
أما إذا كان الناخب لا يقدر على أداء الشهادة صحيحة على النحو السالف بيانه ، لكونه لا يعرف المرشحين ، فيتعين عليه أن يسأل عنهم من يثق بدينهم وعلمهم ليعرف من هو الأرضى لله ورسوله فيقدم له صوته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من استعمل رجلا ً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) رواه الحاكم3 والتصويت :
هو قيام الفرد باختيار أحد المرشحين لتمثيله في الهيئات المنتخبة التي تتولى إعداد القوانين أو في بعض مناصب اتخاذ القرارات.
ب - الانتخابات أمانة :
قال الله تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء :58 .
والانتخاب أمانة للناخبين كي يولوا هذه الولايات مستحقيها ، ممن هم كفؤ لها ، فإن الناخب أعطي هذه الأمانة وهي تولية من يعتقد أنه الأصلح للمنصب الذي ينتخب له ، وعلى الناخب أن يؤدي الأمانة ولا يضيعها .
سأل أبو ذر الرسول صلى الله عليه وسلم الإمارة ، فكان الجواب صريحا وواضحا قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها ) .
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة ، ذلك أكثر ما أخاف عليك ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ) .
وأخرج الشيخان عن معقل قال : سمعت رسول الله يقول : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) .
وفي كتاب السياسة الشرعية يقول ابن تيمية رحمه الله : فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود ، وقد لا يكون في موجودة من هو صالح لتلك الولاية ، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه ، فإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام ، وأخذ الولاية بحقها ، فقد أدى الأمانـة وقام بالواجب في هذا .
ج - الانتخـاب شهادة :
الشاهد مشاهد لما غاب عن غيره ، لقول ابن عباس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال : ( أترى الشمس ؟ قال نعم ، فقال : على مثلها فاشهد ، أو دع ) رواه
والشهادة أمر خطير دنيا ودينا ، لذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم في شهادة الزور ، وجعلها صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر فقال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) رواه مسلم .
فكلمة الناخب إما أن تكون شهادة حق ، أو شهادة زور ، فإذا تحققت شروط الناخب ، وأدى الشهادة كما يرضي الله ورسوله فهذه شهادة حق يثاب عليها حال إدلائه بصوته ، وتبقى صدقة جارية يثاب هذا الناخب على كل عمل خير يقوم به هذا المرشح بعد فوزه .
أما إذا أعطى صوته لمرشح ليس كفئاً ، وكان بين المرشحين من هو أرضى منه لله ورسوله ، فهذا الانتخاب شهادة زور والعياذ بالله ، وقد سبق تشديد الوعيد لشهادة الزور ، وأنها تعدل الشرك بالله .
د - حق الناخب وواجبه :
. 1 الحق في معرفة المهمة التي يرشح لها :
فمن حق الناخب على الجهة المشرفة على الانتخاب أن تحيطه علما بالمهام والواجبات التي تقع على عاتق من يشغل الموقع المرشح له ، وكذلك بيان دوره في المجتمع وأهميته .
. 2 واجب العلم بشخصية المرشح وسماته :
ولقد لخص القرآن الكريم السمات العامة للمسئول في القوة والأمانة حال ذكر حكاية عن بنت الرجل الصالح شعيب ، فقال الله تعالى : ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) القصص : 26 .
ومن ثم ينبغي أن تتوفر في المراد انتخابه ثلاث صفات رئيسة هي :
* أن يكون لديه معرفة وإلمام بالحاجات المرتبطة بالناس وبالقوانين الخاصة بالشأن المرشح له حتى يتمكن من أداء دوره بنجاح.
* أن يمتلك القوة والجرأة التي تمكنه من الدفاع عن حقوق المواطنين ضمن إطارها الطبيعي.
* أن يكون لديه شعور بالمسؤولية تجاه الناس الوطن ، والأمانة المانعة من أن يستغل الموقع لمصالحه الشخصية .
وعليه يجب على الناخب أن يتحقق من وجود تلك السمات في شخصية المرشح حتى ينتخبه .
. 3 وسؤال أهـل الـذكر إن كان لا يعلم :
بهذا العلم يتمكن الناخب من المقارنة بين المرشحين ، ويعرف الأفضل منهم والأرضى لله ورسوله فينتخبه أو يشهده بأنه هو الأصلح لهذه المهمة ، وعندئذ تكون شهادته صحيحة ، وموافقة للشرع .
أما إذا كان الناخب لا يقدر على أداء الشهادة صحيحة على النحو السالف بيانه ، لكونه لا يعرف المرشحين ، فيتعين عليه أن يسأل عنهم من يثق بدينهم وعلمهم ليعرف من هو الأرضى لله ورسوله فيقدم له صوته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من استعمل رجلا ً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) رواه الحاكم
الكلمة الطيبة رسالة : تزكو بها الأنفس والأرواح ويفتح الله بها قلوب عباده ، والكلمة دعوة إلى الله : فهي أحسن ما يقال في الأرض ويصعد إلى السماء ، والكلمة الطيبة إصلاح وجهاد : فهي معراج للطهر وسبيل إلى الصلاح وأفضل جهاد في مواجهة السلطان الظالم ،
والكلمة أمانة وشهادة : فهي السبيل لوصول الولاية لمن يستحقها عبر صندوق الانتخاب فبها لا يصل إلى الولاية إلا مستحقيها فالناخب إما أن يكون شاهد حق ، أو شاهدة زور ، ومن ثم فمن حقوق الناخب : أن يعرفة المهمة التي التي يقوم بها للمرشح حال فوزه و من واجب العلم بشخصية المرشح وسماته قبل إنتخابه .
وبيان ذلك في الصفحات الآتية :
أولا : الكلمة الطيبة تزكية للنفس ودعوة للغير :
أ - الكلمة تزكية للنفس :
فالكلمة الطيبة تخرج من لسان العبد الصالح تكون عنوانه ودليله ولباسه الساتر وجماله الظاهر وعطره الفواح ، فيفتح الله بها قلوب العباد وتزكو بها أرواحهم .
والكلمة الطيبة ذكر لله تعالى وتسبيح وتهليل وتكبير، وحمد ودعاء، وشكر وقراءة قرآن ، وعلم نافع، وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ونصيحة نافعة، وغير ذلك من العبادات القولية.
قال تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ فاطر: 10
والمؤمن الحق يعلم أن سلامة إيمانه مرتبط بنزاهة لسانه قال صلى الله عليه وسلم: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) رواه البخاري ومسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً من رضوان الله يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوى بها في جهنم ) رواه البخاري ومسلم .
ب - الكلمة الحسنة دعوة إلى الله :
قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 33) سورة فصلت
وكلمة الدعوة هي أحسن كلمة تقال في الأرض ، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء . ولكن مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة ؛ ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات . فتصبح الدعوة خالصة لله ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ .
والكلمة الطيبة الخالية من السباب وتجريح الأعراض، وإيذاء الأسماع وإيلام القلوب ووغر الصدور تنزع العداوة من القلوب وتزرع المحبة والولاية بين المؤمنين ، قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) 34 سورة فصلت
وليس للداعية أن يرد بالسيئة ، فإن الحسنة لا يستوي أثرها كما لا تستوي قيمتها مع السيئة والصبر والتسامح ، والاستعلاء على رغبة النفس في مقابلة الشر بالشر ، يرد النفوس الجامحة إلى الهدوء والثقة ، فتنقلب من الخصومة إلى الولاء ، ومن الجماح إلى اللين .
ثانيا : الكلمة الطيبة إصلاح وجهاد :
.
أ - الكلمة منهج إصلاح :
والمؤمن الحق يشعر بقيمة كلمته فهي معراج للطهر وسبيل إلى الصلاح والإصلاح في الدنيا ، والفوز والنجاة في الآخرة ، يقول الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أعمالكم وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ * وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيْمًا ) سورة الأحزاب: الآيتان 70-71 .
وللكلمة الطيبة قوة عظيمة في الانتصار على النفس خاصة عند الخصام والجدال والعداوة حينما تصدر من المؤمن القوي الحق الذي ينتصر على نفسه. عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم ) :ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ( متفق عليه .
والكلمة الطيبة لها آثارها الحسنة العاجلة والآجلة على صاحبها وعلى من بلغته ، فكم من كلمة طيبة غيرت مجتمعاً من الشر إلى الخير ، ومن الذل إلى العز، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة.
ب - الكلمة أفضل جهاد :
إن كلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا قيلت في مواجهة صاحب السلطان فقد يتعرض من قالها للأذى والهلاك ، لذلك كان أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف .
أخرج الإمام أحمد في مسنده : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الجهاد أفضل قال : ( كلمة حق عند سلطان جائر ( .
وإنما صار ذلك أفضل الجهاد لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو جم غفير ، فإذا نهاه عن الظلم فقد أوصل النفع إلى خلق كثير ، وإن مات فى سبيلها فهو سيد الشهداء كقوله صلى الله عليه وسلم ( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله )
.
ثالثا : الكلمة أمانة وشهادة :
من أعظم الأمانات ولاية أمور الناس ، وقد تكون الولاية عامة وضخمة كرئيس الدولة الذي يحكم أو البرلمان الذي يسن التشريعات والقوانين ، وقد تكون الولاية خاصة وبسيطة كاختيار مجلس إدارة نادي أو جمعية .
ومن الأمانة أن تعطى الولاية لمن يستحقها من أهلها ، وتستحق هذه الولاية بكلمة يدلي بها الناخب في انتخاب يشهد بها على كفاءة المرشح على تولي الولاية ، لذلك كانت الانتخابات أمانة وشهادة .
أ - معنى الانتخاب :
1 . الانتخابات لغة :
انتخب الشيءَ : اختارَه.
ونُخْبةُ القَوم ونُخَبَتُهم : خِيارُهم.
2 . الانتخابات اصطلاحا :
هي تلك العملية التي بواسطتها يقوم المواطنون باختيار ممثليهم لاستلام مناصب السلطة التشريعية أو التنفيذية أو المؤسسات المحلية، وذلك من خلال التصويت .
3 . والتصويت :
هو قيام الفرد باختيار أحد المرشحين لتمثيله في الهيئات المنتخبة التي تتولى إعداد القوانين أو في بعض مناصب اتخاذ القرارات.
ب - الانتخابات أمانة :
قال الله تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء :58 .
والانتخاب أمانة للناخبين كي يولوا هذه الولايات مستحقيها ، ممن هم كفؤ لها ، فإن الناخب أعطي هذه الأمانة وهي تولية من يعتقد أنه الأصلح للمنصب الذي ينتخب له ، وعلى الناخب أن يؤدي الأمانة ولا يضيعها .
سأل أبو ذر الرسول صلى الله عليه وسلم الإمارة ، فكان الجواب صريحا وواضحا قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها ) .
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة ، ذلك أكثر ما أخاف عليك ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ) .
وأخرج الشيخان عن معقل قال : سمعت رسول الله يقول : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) .
وفي كتاب السياسة الشرعية يقول ابن تيمية رحمه الله : فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود ، وقد لا يكون في موجودة من هو صالح لتلك الولاية ، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه ، فإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام ، وأخذ الولاية بحقها ، فقد أدى الأمانـة وقام بالواجب في هذا .
ج - الانتخـاب شهادة :
الشاهد مشاهد لما غاب عن غيره ، لقول ابن عباس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال : ( أترى الشمس ؟ قال نعم ، فقال : على مثلها فاشهد ، أو دع ) رواه
والشهادة أمر خطير دنيا ودينا ، لذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم في شهادة الزور ، وجعلها صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر فقال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) رواه مسلم .
فكلمة الناخب إما أن تكون شهادة حق ، أو شهادة زور ، فإذا تحققت شروط الناخب ، وأدى الشهادة كما يرضي الله ورسوله فهذه شهادة حق يثاب عليها حال إدلائه بصوته ، وتبقى صدقة جارية يثاب هذا الناخب على كل عمل خير يقوم به هذا المرشح بعد فوزه .
أما إذا أعطى صوته لمرشح ليس كفئاً ، وكان بين المرشحين من هو أرضى منه لله ورسوله ، فهذا الانتخاب شهادة زور والعياذ بالله ، وقد سبق تشديد الوعيد لشهادة الزور ، وأنها تعدل الشرك بالله .
د - حق الناخب وواجبه :
1 . الحق في معرفة المهمة التي يرشح لها :
فمن حق الناخب على الجهة المشرفة على الانتخاب أن تحيطه علما بالمهام والواجبات التي تقع على عاتق من يشغل الموقع المرشح له ، وكذلك بيان دوره في المجتمع وأهميته .
2 . واجب العلم بشخصية المرشح وسماته :
ولقد لخص القرآن الكريم السمات العامة للمسئول في القوة والأمانة حال ذكر حكاية عن بنت الرجل الصالح شعيب ، فقال الله تعالى : ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) القصص : 26 .
ومن ثم ينبغي أن تتوفر في المراد انتخابه ثلاث صفات رئيسة هي :
* أن يكون لديه معرفة وإلمام بالحاجات المرتبطة بالناس وبالقوانين الخاصة بالشأن المرشح له حتى يتمكن من أداء دوره بنجاح.
* أن يمتلك القوة والجرأة التي تمكنه من الدفاع عن حقوق المواطنين ضمن إطارها الطبيعي.
* أن يكون لديه شعور بالمسؤولية تجاه الناس الوطن ، والأمانة المانعة من أن يستغل الموقع لمصالحه الشخصية .
وعليه يجب على الناخب أن يتحقق من وجود تلك السمات في شخصية المرشح حتى ينتخبه .
3 . وسؤال أهـل الـذكر إن كان لا يعلم :
بهذا العلم يتمكن الناخب من المقارنة بين المرشحين ، ويعرف الأفضل منهم والأرضى لله ورسوله فينتخبه أو يشهده بأنه هو الأصلح لهذه المهمة ، وعندئذ تكون شهادته صحيحة ، وموافقة للشرع .
أما إذا كان الناخب لا يقدر على أداء الشهادة صحيحة على النحو السالف بيانه ، لكونه لا يعرف المرشحين ، فيتعين عليه أن يسأل عنهم من يثق بدينهم وعلمهم ليعرف من هو الأرضى لله ورسوله فيقدم له صوته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من استعمل رجلا ً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) رواه الحاكم3 والتصويت :
هو قيام الفرد باختيار أحد المرشحين لتمثيله في الهيئات المنتخبة التي تتولى إعداد القوانين أو في بعض مناصب اتخاذ القرارات.
ب - الانتخابات أمانة :
قال الله تعالى : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء :58 .
والانتخاب أمانة للناخبين كي يولوا هذه الولايات مستحقيها ، ممن هم كفؤ لها ، فإن الناخب أعطي هذه الأمانة وهي تولية من يعتقد أنه الأصلح للمنصب الذي ينتخب له ، وعلى الناخب أن يؤدي الأمانة ولا يضيعها .
سأل أبو ذر الرسول صلى الله عليه وسلم الإمارة ، فكان الجواب صريحا وواضحا قال صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها ) .
روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن يزيد بن أبي سفيان قال : قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام يا يزيد إن لك قرابة عسيت أن تؤثرهم بالإمارة ، ذلك أكثر ما أخاف عليك ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ) .
وأخرج الشيخان عن معقل قال : سمعت رسول الله يقول : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) .
وفي كتاب السياسة الشرعية يقول ابن تيمية رحمه الله : فليس عليه أن يستعمل إلا الأصلح الموجود ، وقد لا يكون في موجودة من هو صالح لتلك الولاية ، فيختار الأمثل فالأمثل في كل منصب بحسبه ، فإذا فعل ذلك بعد الاجتهاد التام ، وأخذ الولاية بحقها ، فقد أدى الأمانـة وقام بالواجب في هذا .
ج - الانتخـاب شهادة :
الشاهد مشاهد لما غاب عن غيره ، لقول ابن عباس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة فقال : ( أترى الشمس ؟ قال نعم ، فقال : على مثلها فاشهد ، أو دع ) رواه
والشهادة أمر خطير دنيا ودينا ، لذلك شدد النبي صلى الله عليه وسلم في شهادة الزور ، وجعلها صلى الله عليه وسلم من أكبر الكبائر فقال : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثاً : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور أو قول الزور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً فجلس ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ) رواه مسلم .
فكلمة الناخب إما أن تكون شهادة حق ، أو شهادة زور ، فإذا تحققت شروط الناخب ، وأدى الشهادة كما يرضي الله ورسوله فهذه شهادة حق يثاب عليها حال إدلائه بصوته ، وتبقى صدقة جارية يثاب هذا الناخب على كل عمل خير يقوم به هذا المرشح بعد فوزه .
أما إذا أعطى صوته لمرشح ليس كفئاً ، وكان بين المرشحين من هو أرضى منه لله ورسوله ، فهذا الانتخاب شهادة زور والعياذ بالله ، وقد سبق تشديد الوعيد لشهادة الزور ، وأنها تعدل الشرك بالله .
د - حق الناخب وواجبه :
. 1 الحق في معرفة المهمة التي يرشح لها :
فمن حق الناخب على الجهة المشرفة على الانتخاب أن تحيطه علما بالمهام والواجبات التي تقع على عاتق من يشغل الموقع المرشح له ، وكذلك بيان دوره في المجتمع وأهميته .
. 2 واجب العلم بشخصية المرشح وسماته :
ولقد لخص القرآن الكريم السمات العامة للمسئول في القوة والأمانة حال ذكر حكاية عن بنت الرجل الصالح شعيب ، فقال الله تعالى : ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ) القصص : 26 .
ومن ثم ينبغي أن تتوفر في المراد انتخابه ثلاث صفات رئيسة هي :
* أن يكون لديه معرفة وإلمام بالحاجات المرتبطة بالناس وبالقوانين الخاصة بالشأن المرشح له حتى يتمكن من أداء دوره بنجاح.
* أن يمتلك القوة والجرأة التي تمكنه من الدفاع عن حقوق المواطنين ضمن إطارها الطبيعي.
* أن يكون لديه شعور بالمسؤولية تجاه الناس الوطن ، والأمانة المانعة من أن يستغل الموقع لمصالحه الشخصية .
وعليه يجب على الناخب أن يتحقق من وجود تلك السمات في شخصية المرشح حتى ينتخبه .
. 3 وسؤال أهـل الـذكر إن كان لا يعلم :
بهذا العلم يتمكن الناخب من المقارنة بين المرشحين ، ويعرف الأفضل منهم والأرضى لله ورسوله فينتخبه أو يشهده بأنه هو الأصلح لهذه المهمة ، وعندئذ تكون شهادته صحيحة ، وموافقة للشرع .
أما إذا كان الناخب لا يقدر على أداء الشهادة صحيحة على النحو السالف بيانه ، لكونه لا يعرف المرشحين ، فيتعين عليه أن يسأل عنهم من يثق بدينهم وعلمهم ليعرف من هو الأرضى لله ورسوله فيقدم له صوته .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من استعمل رجلا ً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ) رواه الحاكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق