سألني صديقي بدهشة واستغراب : بالله عليك هل هؤلاء بشر ؟؟؟؟
وقال : أراهم في ميادين وشوارع مصر أطفال وشباب وشيوخ رجال ونساء ، بصدور عارية وأيدي فارغة ، يقفون في وجه الانقلابيين المدججين بمدافع الدبابات وقذائف الرشاشات ، تخترق القذائف صدور من حولهم ويتقدمون ، وتحترق أجساد بعضهم ولا يتساقطون ، وتخنقهم قنابل الدموع ويهتفون ، وينتزعون من بين أزواجهم وأبنائهم في وقت السحر وهم صوب السجون فيبتسمون .
وأجاب : أبدا ليسوا بشرا وليس ذلك من طباع البشر ، كل البشر يحبون الحياة ويكرهون الموت والقتل ، يسعون إلى السلامة ويتجنبون آلام الجرح والقطع ، يعشقون الحرية ويفرون من الاعتقال والحبس.
وقلت له بعد ابتسم له ثغري ودمعت من قوله عيني :
إنهم الأحرار من المصريين الذين قتلوا خوفهم في ميدان التحرير ، وتنسـموا الحرية والكرامة يوم 25 يناير ، وعايشوا من يؤمن بأن الله غايته والموت في سبيله أمنيته في مدرستي رابعة والنهضة ومن ثم تربوا على الإيمان والصبر والثبات .
هم خير جند الأرض كما قال قدوتهم سيد الأنام ، وهم صورة جديدة من صحبه الكرام الذين انخلعت أجسادهم عن جواذب الأرض والحياة ، وانتصرت عقيدتهم على الألم ، وتفوق إيمانهم على الفتنة .
وأضفت له قائلا : إنهم اليوم كجعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة يوم أن أخذ راية رسول الله فقاتل بها، حتى إذا أرهقه القتال عقر فرسه ثم قاتل حتى قطعت يمينه ، فأخذ الراية بيساره فقطعت فاحتضن الراية بعضديه، حتى قتل وما بين صدره ومنكبيه تسعين جرحا، ما بين ضربة بسيف وطعنه برمح، كلها من الأمام ، ومات فتى الفتيان وهو يحنُّ إلى الجنة، ويتغنى بنعمائها، ويستهين بزخارف الدنيا.
رحم الله شهداءنا و فك قيد أسرانا وفرج كرب الأمة الاسلامية
محمد أبوغدير المحامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق