كل المصريين الأحرار يؤمنون بأنهم مسلمون ومسيحيون هم نسيج الوطن الواحد ، وهم شركاء الوطن حاضره ومستقبله آماله وآلامه ، وان المواثيق الدولية والدساتير الوطنية تكفل حرية العقيدة وحق ممارسة الشعائر، وتأمنهم على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم .
والإسلاميون المعتدلون من المصريين يسلمون بالتعددية الدينية واختلاف العقائد ، فهي مشيئة الله وإرادته فقد قال تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) يونس 99 ، ويتعبد المسلمون لله بالبر والقسط لجميع الملل والأديان ماداموا مسالمين غير محاربين ولقد قال الله تعالى: ) لا نهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ( ( 8 ) سورة الممتحنة ،
وفي القرن قبل الماضي بهرت وحدة المصرين العالم فجاء في كتاب' مصر الحديثة' الذي ألفه اللورد كرومر يصف القبطي بأنه : من قمة رأسه إلي أخمص قدمه في السلوك واللغة والروح, مسلم! وإن لم يدر كيف؟ ، وفي الوقت الراهن أثبتت ثورة 25 يناير 2011 توحدًا عجيبًا وغير مسبوق بين المسلمين والمسيحيين ، ولقد نجحت هذه الثورة المباركة بوحدتهم وقوتهم ، ولم يعكر صفو هذه العلاقة الطيبة سوى تدخل النظم الحاكمة المستبدة التي أيقنت أن وجودها مرهون بالتفريق بينهم .
ولقد ثبت يقينا أن اغلب الفتن الطائفية التي حدثت على أرض المحروسة - خلال الخمسين عاما الماضية - كانت من صنع وتدبير النظم الدكتاتورية الظالمة وآخرها حادثة كنيسة القديسين تم أحداث ماسبيرو بعد الثورة ، ولقد أحدث السيسي فتنة بين المصريين حينما سعى جاهدا - بكافة الوسائل غير المشروعة - للقضاء على الإسلاميين - أكبر فصيل سياسي في مصر – الذين كسبوا ثقة الشعب وحصلوا على أكثرية الأصوات في خمس انتخابات جرت حلال عامين، فمد ازرعا له في كافة وسائل الإعلام لنشر العداوة والبغضاء بين الشعب للرئيس وأنصاره ، وصنع حركة تمرد على عينه لتكون أداة لانقلابه على الشرعية ، فخطف الرئيس وأوقف الدستور وحل البرلمان .
وبعد أن اعتلى السيسي سلطة الحكم بدبابات القوات المسلحة وأعلن حرب الإبادة على معارضي انقلابه بقتله الآلاف منهم ، فصنع مجزرة المصلين في الحرس الجمهوري وأخرى أمام مجلس الوزراء وثالثة بالنصب التذكاري وأباد معتصمي رابعة والنهضة قتلا وحرقا ، ومن نجا من القتل خطف حيا وادع السجون والمعتقلات ، ولم ينجوا من بطشه النساء والأطفال قتلا وخطفا وحبسا.
وليس غريب على من غدر وقتل وحرق البشر ، وعجز عن إخماد اقوي وأوسع حركة احتجاج على الانقلاب ، أن يسلك طريق الفتنة بين عنصري الشعب ، فيعتدي على كنيسة الوراق ، ولقد أعلنت ذلك حركة مسيحيون ضد الانقلاب على لسان زعيمها رامي جان عبر حسابه علي الفيس بوك أن المستفيد الأول هو العسكر لتشويه جماعه الإخوان أمام الشعب بعدما كسبت تعاطف في الشارع و الطرف الأخر هم بعض رجال الأعمال الذين يتلقوا تمويل علي أساس فكره إن الأقباط مظلومين و يحب دعمهم ، وأضاف أن هؤلاء يصنعوا أزمات من فتره لآخري حتى لا تنقطع المعونات.
فلسوف يسقط الانقلابيون ويسترد المصريون حقوقهم وحرياتهم المسلوبة وكرامته المهانة ، ولن تنال جريمة التعدي على الكنيسة من وحدة المصرين ولن تصنع فتنة طائفية فالمصريون مسلمون ومسيحيون جسد واحد ورحم واحد في وطن واحد ، ومن الصحيح القول إن أغلب المسلمين المصريين هم أحفاد المسيحيين المصريين الذين أسلموا طوعا واختيارا حال دخول عمرو بن العاص مصر , وأن مسيحيي اليوم هم بقية قبط الأمس الذين استمروا علي عقيدتهم السابقة في ظل حرية العقيدة التي كفلها الإسلام . ومن هنا نستطيع أن نتفهم قول البعض إن المصريين إما' قبط مسلمون' وإما' قبط مسيحيون', حيث كلمة القبط مرادفة لكلمة ' إيجيبت ' أي مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق