الجمعة، 27 مايو 2016

خيانة اليهود بين الأمس واليوم إعداد : محمد أبوغدير المحامي

تقديم :

الذي يمعن النظر في آيات القرآن الكريم يرى أَنَّ الله تبارك وتعالى يصف اليهود - لعنهم الله - بأقبح الصفات والأخلاق ، وأن أخص صفاتهم هي الخيانة والغدر ، لأن اليهود يرون أنفسهم أفضل الأجناس ، ويعتقدون أَنَّهم الجنس السامي والراقي ، وأنهم شعب الله المختار ، وأن الناس جميعاً لهم عبيد .
وبالأمس قتل اليهود الأنبياء وخانوا وغدروا بالرسول في المدينة ، وكانوا وراء الإلحاد ، وسوء الأخلاق ، وفساد التصور والفكر ، وتفكك الأسر وتفتيت المجتمعات ، وفسـاد الصحافة والإعلام ، ولذلك أطلق القرآن وصفه لهم بالسعى في الأرض فسادا ، مطلق الفساد دون تقييده بنوع معين ، وهم  مصدر لكل فساد في كل زمان ومكان .

واليوم أحتل اليهود الاراضي المقدسة ودنسوها ، واخترقوا  العالم الإسلامي ، وسعوا لتفتيته ،  وتخاذل الحكام العرب والمسلمين عن الدفاع عن اوطانهم العربية ومقدساتهم الإسلامية ، وسارعوا وتسابقوا نحو التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني .

والحديث حول خيانة اليهود وغدرهم يقتضي بيان العناصر الآتية :
اولا : معنى الخيانة لغةً واصطلاحًا .
 ثانيا : ذكر صفة الخيانة في الكتاب والسنة ، وبيان خيانة اليهود في القرآن الكريم .
ثالثا : خيانة اليهود وغدرهم بالنبي بالمدينة ، وأنهم مصدر كل فساد في كل زمان ومكان .
رابعا : اختراق اليهود العالم الإسلامي والسعي لتفتيته ، وهرولة الحكام نحو التطبيع الكامل معهم . 
خامسا : وسائل الأمة للتصدي لخيانة وغدر اليهود :
وبيان ذلك في الآتية :



أولا : معنى الخيانة لغةً واصطلاحًا :


أ - معنى الخيانة لغةً:

الخيانة نقيض الأمانة، من خانه خَوْنًا وخيانة ومَخَانة، واختانه، فهو خائن وخائنة وخؤون وخَوَّان والجمع خانة وخَوَنَةً وخُوَّان، ويقال: خُنْتُ فلانًا، وخنت أمانة فلان .


٢ - معنى الخيانة اصطلاحًا :

قال الراغب: الخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر ، والأظهر أنها شاملة لجميع التكاليف الشرعية .

وقال ابن عاشور: حقيقة الخيانة عمل من اؤتمن على شيء بضد ما اؤتمن لأجله، بدون علم صاحب الأمانة .



ثانيا : ذكر الخيانة في الكتاب والسنة  :


أ - ذكر الخيانة في القرآن الكريم : 

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الأنفال : 27
قال الله تعالى : ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ ) الأنفال : 58 .
قال الله تعالى : ( وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ) النساء : 107 .
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) ، الحج : 38 .


ب - ذكر الخيانة في الحديث الشريف  :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهنَّ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر ) رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنَّه بئس الضجيع ، وأعوذ بك من الخيانة، فإنها بئست البطانة ) سنن ابن ماجه .
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السِّمَن ) رواه البخاري .
وعن جابر رضي الله عنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخوَّنهم، أو يلتمس عثراتهم ) رواه مسلم .


ج- القرآن الكريم يفضح خيانة اليهود وغدرهم  :

صفة الخيانة والغدر من أخص صفات اليهود إذ أنهم دائماً ينقضون عهد الله وميثاقه، وكذلك يلبسون الحق بالباطل ، وكانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ، قد تكرر في سورة البقرة تذكيرهم بهذا الغدر وهذه الخيانة، وتذكيرهم بنقض عهد الله من بعد ميثاقه وتكرر ذمهم على ذلك في سورة البقرة أربع مرات .

الموضع الأول : قال الله تعالى : ( وَإِذ أَخَذنَا مِيثَاقَكُم وَرَفَعنَا فَوقَكُمُ الطٌّورَ خُذُوا مَا ءَاتَينَاكُم بِقُوَّةٍ, وَاذكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ(63)ثُمَّ تَوَلَّيتُم مِن بَعدِ ذَلِكَ فَلَولاَ فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ لَكُنتُم مِنَ الخَاسِرِينَ ) 64 البقر .
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أَنَّ موسى عليه السلام لَمَّا رجع من عند ربه بالألواح قال لهم : إِنَّ فيها كتاب الله فقالوا : لن نأخذ بقولك حتى نرى الله جهرة ، فيقول هذا كتابي فخذوه فأخذتهم الصاعقة فماتوا ثم أحياهم ، ثم قال لهم بعد ذلك : خذوا كتاب ربكم فأبوا فرفع فوقهم الجبل جبل الطور ، وقيل لهم : خذوا الكتاب وإِلاَّ طرحناه إليكم فأخذوه ثم نبذوه وراء ظهورهم فلم يعملوا به ولذلك قال الله تعالى : { ثُمَّ تَوَلَّيتُم مِن بَعدِ ذَلِكَ } البقرة ، أي ثم أعرضتم عن الميثاق و الوفاء به.

الموصع الثاني : قال الله تعالى : {وَإِذ أَخَذنَا مِيثَاقَكُم وَرَفَعنَا فَوقَكُمُ الطٌّورَ خُذُوا مَا ءَاتَينَاكُم بِقُوَّةٍ, وَاسمَعُوا قَالُوا سَمِعنَا وَعَصَينَا ) 93 البقرة  .
قال القفال: فحرفوا التوراة وتركوا العمل بها، وقتلوا الأنبياء وكفروا بهم وعصوا أمرهم ) ، فكان لسان حالهم مؤيداً لسان قولهم سمعنا وعصينا .

وأَمَّا الموضع الثالث : فصرح الله فيه بغدر اليهود وخيانتهم ونقضهم عهد الله من بعد ميثاقه قوله تعالى: { وَإِذ أَخَذنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسرَائِيلَ لاَ تَعبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا وَذِي القُربَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيتُم إِلاَّ قَلِيلاً مِنكُم وَأَنتُم مُعرِضُونَ ) 83 البقرة .
وهذه الآية تدل على وحدة الدين ووحدة أصوله ، وأصل الدين هو التوحيد ومعناه إفراد الله -تعالى- بالعباد بحيث لا يعبد غيره ولا يعبد معه غيره، إِنَّمَا يعبد وحده لا شريك له، ولهذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتب .

الموضع الرابع : قول الله تعالى : { وَإِذ أَخَذنَا مِيثَاقَكُم لاَ تَسفِكُونَ دِمَاءَكُم وَلاَ تُخرِجُونَ أَنفُسَكُم مِن دِيَارِكُم ثُمَّ أَقرَرتُم وَأَنتُم تَشهَدُونَ(84)ثُمَّ أَنتُم هَؤُلاَءِ تَقتُلُونَ أَنفُسَكُم وَتُخرِجُونَ فَرِيقًا مِنكُم مِن دِيَارِهِم تَظَاهَرُونَ عَلَيهِم بِالإِثمِ وَالعُدوَانِ وَإِن يَأتُوكُم أُسَارَى تُفَادُوهُم وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيكُم إِخرَاجُهُم أَفَتُؤمِنُونَ بِبَعضِ الكِتَابِ وَتَكفُرُونَ بِبَعضٍ , فَمَا جَزَاءُ مَن يَفعَلُ ذَلِكَ مِنكُم إِلاَّ خِزيٌ فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا وَيَومَ القِيَامَةِ يُرَدٌّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ, عَمَّا تَعمَلُونَ ) 85 البقرة.

ومما ينبغي على كل مسلم أن ينتبه له : أن اليهود هم أصل كل فساد وقع في الأرض، وهم الذين أوقدوا نيران جميع الحروب التي وقعت في العالم، فإنهم كما وصفهم الله : ( كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِين ) المائدة 64 .



ثالثا : خيانة اليهود وغدرهم بالنبي بالمدينة ، وأنهم مصدر كل فساد في كل زمان ومكان :

كان اليهود من أقوى سكان المدينة لأنهم يمتلكون ناصية تجارتها ، وقبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة كان لهم دور كبير في إثارة الخلافات بين القبائل الموجودة فيها ، لكي يبقوا هم الأقوى في المدينة .

وعندما هاجر صلى الله عليه وسلم إليها بدأ اليهود يشعرون بأن دورهم قد انتهى ، لذلك كان ترحيبهم بهجرة الرسول ترحيباً مفتعلا ومشوباً بالحذر ولا يتضمن تسليمهم بقيادة الرسول فضلا عن نبوته والخضوع لأحكام الإسلام .

  ويعتقد اليهود أن النبوة فيهم أبدا وليس في أية سلالة عربية ، وقد جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ سورة البقرة: الآية 89 ، لذلك كانت خيانتهم ومؤامراتهم على الرسول المستمرة في المدينة ، وذلك على التفصيل الآتي بيانه :-


أ - خيانة اليهود للرسول وخروجهم على وثيقة المدينة  :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على علم بطبيعتهم النفسية والسلوكية الماكرة الغادرة التي كانوا يمارسونها قبل هجرته ، وأدرك الرسول واقعهم الجديد وتفاعلاته التي تضر بالبنية الداخلية للدولة الناشئة ، فعقد صلى الله عليه وسلم " وثيقة المدينة" أو المعاهدة بين المسلمين واليهود، كما أطلق عليها دستور المدينة أيضاً.

وقد ذكر ابن هشام هذه الوثيقة في سيرته فقال : كتب الرسول صلى الله عليه وسلم كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وادع فيه يهود وعاهدهم، وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم... وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصرة والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم.. وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم، وللمسلمين مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يُوتغ - يعني يهلك - إلا نفسه وأهل بيته، وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم. وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه، وإن النصر للمظلوم. وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .

وقد تضمنت موافقة اليهود على الوثيقة اعترافا ضمنيا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومن ثم رتبت عليهم واجبات هي وقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وخضوعهم إلى أحكامه ، ومن ثم ضرورة التزامهم ببنود هذه المعاهدة ، وكفلت لهم حرية الاعتقاد وجعلتهم مع المسلمين أمة واحدة لهم ما لها وعليهم ما عليها من التعاون والتناصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، والدفاع عن المدينة عند تعرضها لأي اعتداء ، ومن هنا دخلت معظم القبائل اليهودية هذه المعاهدة تباعاً، وشاطروا المسلمين الحياة في المدينة.

ولكن أنى لمن جبلت نفسه على الخيانة والغدر أن يطيق الالتزام ويتحمل تبعات المعاهدات والمواثيق ولو لمرة واحدة في التاريخ؟! 
فلقد ارتفع غليان حقد اليهود على الجماعة المسلمة حال انتصارها في معركة بدر الكبرى رمضان عام 2هـ على كفار قريش ، فانطلق اليهود بكل ما يملكون من دس وكيد وتآمر يحاولون تفتيت الصف الإسلامي، وإلقاء الحيرة في قلوب المسلمين، ونشر الشبهات والشكوك، في عقيدتهم وفي أنفسهم على السواء .


ب - خيانة بني قينقاع للنبي صلى الله عليه وسلم عقب غزوة بدر : 

أثار انتصار المسلمين في موقعة بدر في (رمضان عام 2 هـ-623م) اليهود لاسيما يهود بني قينقاع منهم الذي أظهروا للمسلمين الحسد والحقد ، حتى بلغ بهم الأمر إلى حد المجاهرة بالعداء ! ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ذلك أراد أن يأتيهم بالتي هي أحسن فجمعهم في سوقهم - وكانوا صاغة - ليدعوهم إلى الإسلام من جديد ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع، فقال: يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً، قالوا: يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا  ، سنن أبي داود.
وكان هذا الرد يتضمن عنجهية من يهود بني قينقاع واستعلاء واستفزازا وتهديدا للرسول صلى الله عليه وسلم وللجماعة المسلمة إلا أنه غض الطرف وتركهم وشأنهم ، ثم استبد الطغيان والسفاهة في بني قينقاع بحيث بلغ بهم الاستهتار أن اعتدوا على حرمات المسلمين .

فقد ذكر ابن هشام في سيرته أنه : كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع ، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوءتها، فضحكوا بها فصاحت فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله – وكان يهودياً – وشدت اليهود على المسلم فقتلوه ، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فوقع الشر بينهم وبين نبي قينقاع فلم يجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم - بدًّا من غزو هؤلاء الخائنين ، وقد نقضوا العهد الذي بينه وبينهم بهذه الفعلة النكراء ، فحاصرهم خمس عشرة ليلة ، ثم فك الحصار عنهم وأجلاهم عن المدينة بعد أن أخذ أسلحتهم ، فارتحلوا مخذولين إلى حدود بلاد الشام   .
وهكذا كان بنو قينقاع أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، وذلك بأن يخرجوا بأنفسهم ونسائهم وذراريهم دون أموالهم من المدينة .


ج - خيانة بني النضير ومحاولتهم قتل النبي صلى الله عليه وسلم :

إن بني النضير مثل غيرهم من اليهود لم يفرحوا بنصر المسلمين في بدر وكانوا يكتمون للمسلمين حقداً، وحسداً لتعاظم شأنهم، وكانوا يتربصون بالمسلمين،ويكيدون لهم فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعين بهم في دية القتيلين من بني عامر، اللذين قتلا عمرو بن أمية الضّمريّ، للجوار الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد لهما، وكان بين بني النضير وبين بني عامر عقد وحلف، فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في دية ذلك القتيلين قالوا: نعم، يا أبا القاسم، نعينك ما أحببت مما استعنت بنا عليه.
ثم خلا بعضهم ببعض - وكان ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد - فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه فمن رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه ؟ 
فانتدب لذلك عمر بن جحاش بن كعب، أحدهم ، فقال: أنا لذلك فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، فيهم أبو بكر وعمر وعلي رضوان الله عليهم . 
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء مما أراد القوم ، فقام وخرج راجعاً إلى المدينة فلما استلبث النبي أصحابه قاموا في طلبه ، فلقوا رجلاً مقبلاً من المدينة فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلاً المدينة. فأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه ، فأخبرهم الخبر، بما كانت اليهود أرادت من الغدر به.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والسير إليهم ، ثم سار بالناس حتى نزل بهم ، فتحصنوا منه في الحصون ، فأمر رسول الله بقطع النخيل والتحريق فيها.. وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم ألا الحَلْقة [السلاح كله] ففعل» وورد في الأثر:«قال: حاربت النضير وقريظة، فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم، حتى حاربت قريظة [ أي نقضت العهد وصارت محاربة ]. صحيح البخاري .
وهكذا نقض بنو النضير عهودهم التي تحتم عليهم ألا يؤووا عدواً للمسلمين ففعلوا ولم يكتفوا بهذا النقض بل حاكوا مؤامرة لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكانوا من قبل ذلك أرشدوا أعداء المسلمين إلى مواطن الضعف في المدينة وأفشوا بأخبار المسلمين فيها إليهم. وقد حصل ذلك في غزوة "السويق" في ذي الحجة السنة الثانية للهجرة .


د - خيانة يهود بني قريظة للنبي صلى الله عليه وسلم حال غزوة الأحزاب  :

إن أبرز خيانة واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم والجماعة المسلمة معه كانت من بني قريظة الذي نقضوا عهودهم في وقت كان المسلمون محاطين بأعدائهم من كل الجهات وجاء اليهود ليغدروا بهم من الداخل في ظن منهم أن المسلمين في ضيق شديد وأن خيانتهم وتحالفهم مع الأحزاب ستكون الضربة القاضية للنبي صلى الله عليه وسلم ودعوته .

وقصة خيانة بني قريظة للنبي صلى الله عليه وسلم تبدأ بعد أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وادع وعاهده كعب بن أسد القُرظي على قومه وعاقده على ذلك ، وفي وقت كان الأحزاب فيه يحاصرون المسلمين في غزوة الخندق .
 حيث خرج عدوا الله حُيَيُّ بن أخطب النضري حتى أتى كعب بن أسد القُرظي صاحب عقد بني قريظة وعهدهم.
فلما سمع كعب بحُيَيِّ بن أخطب بمحاصرة الأحزاب للمدينة أغلق دونه باب حصنه ، فاستأذن على كعب بن أسد القُرظي فأبى أن يفتح له ، فناداه حيي : ويحك يا كعب! افتح لي قال: ويحك يا حيي. إنك امرؤ مشؤوم ، وإني قد عاهدت محمداً فلستُ بناقضٍ ما بيني وبينه، ولم أر منه إلا وفاءً وصدقاً.قال: ويحك! افتح لي أكلمك. قال : ما أنا بفاعل. 
قال : والله! إن أغلقت الحصن دوني إلا على جشيشتك [طعام من البحر يطحن غليظاً] أن آكل منها معك ! فحفظ الرجل ففتح له ، فقال ويحك يا كعب ! جئتك بعزّ الدهر وببحر طام ، جئتك بقريش.. وبغطفان.. قد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبارحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه . 
فقال له كعب: جئتني والله بذل الدهر، وبجهام قد هراقَ ماءَه ، فهو يرعد ويبرق وليس فيه شيء ، ويحك يا حيي ، فدعني وما أنا عليه فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاء. 
فلم يزل حييّ بكعب يفتله في الذروة والفارب حتى سمع له على أن أعطاه عهداً من الله وميثاقاً، لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك ما أصابك. فنقض كعب بن أسد عهده، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم » .

لا شك أن ما قام به كعب بن أسد ليس مجرد نقض للمعاهدة ، إنما هو نقض وغدر ومحاربة في آن واحد؟! 
وهل هناك أعظم من ذلك النقض في ذلك الظرف، في ساعة العسرة متعمدين، ومتحالفين مع الأحزاب الذي قدموا المدينة للإجهاز على الإسلام وأهله ، ومعدين أنفسهم لاستباحة المدينة، وقتل رجالها واسترقاق نسائها وبيع ذراريها في الأسواق .
ولكن الله سبحانه وتعالى خيب آمالهم فنصر عبده محمداً صلى الله عليه وسلم وأعز جنده المسلمين وهزم الأحزاب الكافرين. وما إن رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل حتى أتاه جبريل «فقال: أو قد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ قال نعم ، فقال جبريل: فما وضعت الملائكة السلاح بعد، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم . إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة ، فإني عائد إليهم فمزلزل بهم .
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذناً فأذن في الناس: من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلّينَّ العصر إلا ببني قريظة... وحاصرهم رسول الله خمساً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، وقذف الله في قلوبهم الرعب.
فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر الرسول بأسراهم فكتفوا بالرباط ، وأخرج النساء والذرية من الحصون فكانوا ناحيته وجمعت أمتعتهم وسلاحهم وأموالهم ، وأوكل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحكم على بني قريظة إلى سعد بن معاذ رضي الله عنه ، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتى على حمار، فلما دنا من المسجد قال للأنصار: قوموا إلى سيدكم أو خيركم. 
فحكم سعد قائلاً: «فإني أحكم فيهم أن تُقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري والنساء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة» .
وهكذا كان جزاء يهود بني قريظة من جنس عملهم، حين عرضوا بخيانتهم العظمى أرواح المسلمين للقتل، ونسائهم وذراريهم للسبي وأموالهم للسلب. وقد جعلت المعاهدة منهم أمة مع المسلمين وما قاموا به يسمى اليوم خيانة عظيمة تعاقب عليه معظم القوانين الوضعية بالإعدام. ولذلك كان عقابهم عقاباً عادلاً وكان جزاؤهم جزاء وفاقا ً.


هـ - خيانة اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر :

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأديب يهود خيبر لما كان منهم من تحريض للقبائل المشركة في غزوة الأحزاب على حرب المسلمين، ولما كانوا يبيتونه من عداء وغدر للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وقد حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم في حصونهم تلك (بضعة عشرة ليلة) حتى عرضوا الصلح عليه فقبله بشرط أن يخرجوا من خيبر بأنفسهم ونسائهم وذراريهم، دون الأموال والسلاح. 
ولما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجليهم عن (خيبر) سألوه أن يعاملهم في الأموال على النصف, وقالوا: نحن أعلم بها منكم وأعمر لها فصالحهم رسول الله على ذلك بشرط أن يخرجوا منها متى شاء المسلمون، وذلك لما يعرفه من طبع اليهود، من عدم الوفاء بعهودهم وانتهازهم أية فرصة تسنح للغدر والخيانة .
ومع هذا كله لم يتوقف اليهود عن الخيانة فقدموا للرسول صلى الله عليه وسلم شاة مسمومةَ فقد ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري: لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اجمعوا إليّ من كان ها هنا من يهود). 
فجمعوا، فقال: (إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه). فقالوا: نعم، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : (من أبوكم). قالوا: فلان، فقال: (كذبتم، بل أبوكم فلان). قالوا صدقت، قال: (فهل أنتم صادقين عن شيء إن سألت عنه). 
فقالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم: (من أهل النار؟). قالوا: نكون فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اخسؤوا فيها، والله لا نخلفنكم فيها أبداً). ثم قال: (هل جعلتم في هذه الشاة سُماً). قالوا: نعم، قال: (ما حملكم على ذلك). قالوا: أردنا إذا كنت كاذباً نستريح. وإن كنت نبياً لن يضرك» رواه البخاري.

وهكذا كان مسلك اليهود مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهكذا كان تعاملهم مع المعاهدة التي انضموا إليها طواعية ، وهكذا هو سلوكهم وممارستهم في كل زمان ومكان ، فعندما يظنون أنفسهم في أمان يسبون ويتطاولون ، وعندما تواتيهم الفرصة يقتلون ويفجرون ، فإذا ضاق الخناق حول رقابهم يتباكون ويتذللون ، فهم يتلوّنون لكل حالة بالشكل الذي يظنونه نافعاً لهم ، أما العهود والمواثيق والقيم الخلقية، والمعاني الإنسانية فلا حساب لها في ميزانهم.


رابعا : اليهود يخترقون العالم الإسلامي ويفتتونه ، والحكام يهرولون نحو التطبيع الكامل معهم : 


خيانة اليهود للعهدود والمواثبق طبيعة وعادة متأصلة فيهم وهي ديدنهم في كل زمان ومكان ، بل هم أساس كل فساد في كل زمان ومكان ، وأينما وجد الفساد فهو شاهد على حضورهم .

ورغم احتال اليهود للاراضي المقدسة وتدنيسها منذ منتصف القرآن الماضي ، واخترقهم العالم الإسلامي ، وسعيهم لتفتيته ،  إلا ان حكام العرب والمسلمين تخاذلوا   عن الدفاع عن اوطانهم العربية ومقدساتهم الإسلامية ، وسارعوا وتسابقوا نحو التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني . 


أ - اليهود هم أساس كل فساد في كل زمان ومكان : 


قال الكتاب عبد العزيز كامل فى كتابه القيم ( قبل أن يهدم الأقصى ) أن اليهود هم المصدر الأصلي لفساد العالم وخرابه !!! 
فقال : وهذا الفساد والإفساد قد ترك بصماته السوداء على صفحات التاريخ توقيعا عن اليهود ، وشاهدا على حضورهم في كل مجال يمكن الإفساد فيه.

فاليهودي «أبو عفك » واليهودي «كعب بن الأشراف» واليهودي «ابن أبى الحقيق» كانوا من أوائل من ألبوا الأحقاد ، وقلبوا الأمور في الدولة الإسلامية الناشئة في المدينة ، فجمعوا بين اليهود من بني قريظة وغيرهم، وبين قريش من مكة ، وبين القبائل الأخرى في الجزيرة على محاربة المسلمين .

واليهودي «عبد الله بن سبأ» هو الذي أثار العوام، وجمع الشراذم وأطلق الشائعات في فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وما تلا ذلك من النكبات.

واليهودي «مدحت باشا» كان وراء إثارة النعرات القومية، واستخدام المخططات الماسونية في دولة الخلافة العثمانية ، مما أدى في النهاية إلي سقوط تلك الخلافة على يد اليهودى الأصل «مصطفى كمال أتاتورك. 

واليهودي «كارل ساركس» هو الذي كان وراء الموجة الإلحادية، التي أصبحت فيما بعد قوة ودولة، بل معسكرا دوليا، بنى نفسه على أنقاض بلاد المسلمين وشعوبهم.

واليهودي «فرويد» كان وراء النزعة الحيوانية التي أصبحت فيما بعد منهجا تتلوث به العقول الناشئة، فيما يصنف تعسفا على أنه علم وتقدم.

واليهودي «جان بول سارتر» كان وراء نزعة أدب الانحلال في علاقات الأفراد والجماعات.

واليهودي «جولد تسيهر» كان وراء حركة الاستشراق إلتي استشرى فسادها وعم ظلمها وإظلامها.
واليهودي «صمويل زويمر» هو الذي خطط لحركات التبشير، أو بالأحرى : التكفير في بلاد المسلمين. لا لمجرد إدخال المسلمين في النصرانية، بل لإخراجهم من الإسلام.

واليهودي «ثيودر هرتزل» هو الذي وضع البذرة الأولى في محنة العصر المسماة بأزمة الشرق الأوسط، عندما خطط ورسم معالم «الدولة اليهودية» في كتابه المسمى بهذا الاسم، تلك الدولة التي ولدت بعد مماته سفاحا، فكانت بؤرة للإفساد في الأرض.

وأخيرًا فإذا أردنا أن نصدق أن اليهود قد تخلصوا من صفة الغدر والخيانة ، أو صفة الفساد والإلحاد، فإنه ينبغي علينا التصديق أن بإمكان الجمل أن يلج في رسم الخياط!! وكلاهما مستحيل، وليس إليه سبيل!!


ب - إستراتيجية الكيان الصهيوني لاختراق العالم العربي والإسلامي :

منذ منتصف القرن التاسع عشر، والغرب يسعى في تنفيذه مخططاته لتقسيم العالم العربي والإسلامي ، وكان أساس استراتيجيه غرس الكيان الصهيوني في المنطقة لتحقيق هذا الهدف، بحيث يسهل عليهم اختراقها وتنفيذ مخططاتهم الخبيثة بقصد استنزاف ثرواتها والقضاء على مقدراتها، والاطمئنان لعدم نهوضها مرة أخرى ، وتتمثل تلك الاستراتيجية في عدة أمور، أهمها:

1 -  تعميق مشاعر الكراهية بين طوائف العالم العربي والإسلامي :

ولقد استغل الغرب الكيان الصهيوني وجود عشرات الطوائف في العالم العربي والإسلامي من مسيحيين وبهائيين إسماعيليين ونقشبنديين ودروز وعلويين وشيعة وزيديين، وحوثيين كفيلة بإشعال فتيل الثورات والاضطرابات في أي وقت ، وثمة كراهية شديدة بين تلك الجماعات الدينية والاثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض، ولذلك يعمل الغرب بدعم من الكيان الصهيوني على إعادة تقسيم الشرق الأوسط، انطلاقًا من تركيبته السكانية غير المتجانسة القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات.

2 -  تضخيم مشكلة الأقليات العرقية والدينية واستغلالها ضد أي مشروع وحدوي : 

العرب يشكلون 88 % من سكان العالم العربي ، أما الأقليات الأخرى فتتوزع على الأكراد والبربر والزنوج والتركمان، وهناك أقليات دينية مسيحية ويهودية ، والغرب الكيان الصهيوني يسعى كل منهما مجتمعين على تضخيم مشكلة الأقليات العرقية والدينية واستغلالها وحضّ هذه الأقليات على التمرد والانفصال ، حتى لا يقوم أي مشروع وحدوي ،.

3 -  إتباع سياسة شد الأطراف ثم بترها : 

وهذه السياسة تعني مد جسور العلاقة مع الأقليات الموجودة في العديد من الدول العربية ، وخاصة في دول الخليج العربي، ثم جذبها خارج النطاق الوطني، ثم تشجيعها على الانفصال ، كما سبق وحدث في السودان ، وكما يحدث حاليًا مع الأكراد في العراق وسوريا وتركيا، في محاولة لإنشاء دولة كردية في المنطقة، حتى تبقى الأزمات مشتعلة ، وتبقى للقوى الغربية والكيان الصهيوني الكلمة العليا في كل التطورات التي تشهدها المنطقة.
ففي إطار تلك الإستراتيجية قامت عناصر الموساد بفتح خطوط اتصال مع الأكراد في العراق، والموارنة في لبنان، والجنوبيون في السودان .

4 - التغلغل داخل الدول العربية والإسلامية وإقامة علاقات إستراتيجية : 

وذلك بقصد تقديم كافة أنواع الدعم للعناصر والحركات التي تساعد في إثارة القلاقل والاضطرابات الداخلية داخل البلاد ، مثلما حدث مع الحوثيين في اليمن، حيث تم تزويدهم بالسلاح والعتاد العسكري ، حتى يتم تمزيق الدولة اليمنية وتهديد الجنوب السعودي، ومثلما نشاهد اليوم في العراق، حيث تم تمويل وإعداد أحد أخطر الحركات المتطرفة في العالم لتهديد الشمال السعودي، وإبقاء المملكة تحت ضغط شديد من كافة الجبهات، بحيث تظل معتمدة على الغرب في توفير احتياجاته العسكرية، وبذلك يسهل عليهم استنزافه ونهب ثرواته، ليس هذا فحسب، بل وتهديد أمن واستقرار شعوب المنطقة.

5 -  تدريب رجال الأمن في بعض الدول :

وإقامة أنظمة أمنية في بعضها الآخر، بالإضافة إلى إقامة العديد من القواعد العسكرية في دول الخليج العربي، بزعم توفير الحماية لتلك الدول، بينما الواقع أن تلك القواعد تحافظ على مصالح أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة، وتضمن تدفق النفط بأرخص الأسعار، مثلما هو حادث الآن.

6 -  السيطرة على الاقتصاد في الوطن العربي : 

وذلك من خلال افتتاح الشركات وبدء أنشطة متعددة - سواء بشكل مباشر أو غير مباشر- وقد كشف قادة أكراد عن غزو صهيوني لمناطق الشمال، امتد لمناطق أخرى في العراق بشكل مستتر، ورصدت قوى سنية عراقية هذا الوجود الصهيوني في العراق ومنطقة الخليج، وما يشير إلى أن الأصابع الصهيونية تتحرك بهمة ونشاط لتنفيذ الشق الثاني من خطط تفتيت العالم العربي.

ج - مشروع الكيان الصهيوني لتفتيت العالم العربي والإسلامي:


وضع لويس برنارد لويس مشروع هذا العصر لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب ، ولويس هذا هو مستشرق بريطاني الأصل يهودي الديانة صهيوني الانتماء أمريكي الجنسية ، وقد نشر هذا المشروع في مجلة وزارة الدفاع الأمريكية ، وقد تمَّ تقنينه واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة ، وتفاصيل المشروع الصهيوأمريكي لتفتيت العالم الإسلامي كالآتي :

1 - تقسيم مصر إلى أربع دويلات هي: 

دولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية ، الدولة النصرانية وعاصمتها الإسكندرية ، سيناء وشرق الدلتا وتبقى تحت النفوذ اليهودي ، مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة وهي  الجزء المتبقي من مصر. 

2 -  تقسيم السودان إلى أربعة دويلات هي : 

دويلة النوبة المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان ، دويلة الشمال السوداني الإسلامي ، دويلة الجنوب السوداني المسيحي  ، دارفور.

3 -   دول الشمال الإفريقي :  

تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة: دولة البربر تقع على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان ، دويلة البوليساريو ، الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.

4 -  شبه الجزيرة العربية والخليج :  

إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دويلات فقط هي : دويلة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين ، دويلة نجد السنية ، دويلة الحجاز السنية.

٥ - تقسيم العراق عرقيا ودينيا ومذهبيا إلى ثلاث  دويلات هي : 
دويلة شيعية في الجنوب حول البصرة ، دويلة سنية في وسط العراق حول بغداد، دويلة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل (كردستان) تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقًا). 

٦ - تقسيم سوريا عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا إلى أربع دويلات هي : 

دولة علوية شيعية (على امتداد الشاطئ) ، دولة سنية في منطقة حلب ، دولة سنية حول دمشق ، دولة الدروز في الجولان ولبنان ( الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية).

٧ - تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية هي : 

دويلة سنية في الشمال (عاصمتها طرابلس) ، دويلة مارونية شمالاً (عاصمتها جونيه) ، دويلة سهل البقاع العلوية (عاصمتها بعلبك) خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان ،  بيروت الدولية (المدوّلة) ،  كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) ، كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة ، دويلة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة) ،  كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.

٨ - إيران وباكستان وأفغانستان تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة هي : كردستان ، أذربيجان. تركستان ، عربستان ، إيرانستان (ما بقي من إيران بعد التقسيم) ، بوخونستان ، بلونستان ، أفغانستان (ما بقي منها بعد التقسيم) ،  باكستان (ما بقي منها بعد التقسيم). كشمير

ج - الحكام العربي يسيرون باتجاه التطبيع الكامل مع إسرائيل:

في ظل مخططات الصهاينة اليهود لاختراق العالم العربي والإسلامي ، ومشروعاته لتفتيت العالم العربي والإسلامي ، لم يتخاذل الحكام العرب والمسلمين عن الدفاع عن اوطانهم العربية ومقدساتهم الإسلامية فقط ، وإنما سارعوا وتسابقوا نحو التطبيع الكامل مع العدو الصهيوني .

فعلى قناة الجزيرة وتحت عنوان ( العلاقات العربية الإسرائيلية بين الممانعة والتطبيع  ) قال الدكتور علي عقلة عرسان : أن  العالم العربي يسير باتجاه التطبيع الكامل بدليل أن الرئيس بشار الأسد قالها بوضوح في 5 أغسطس 2013 : نحن نريد ونسعى لعلاقات طبيعية عادية مع إسرائيل .

وجاء في تقرير نشرته صحيفة معاريف في ٢٨/٤/٢٠١٦ ، إن مسئولين إسرائيليين يتجولون في العالم العربي بوتيرة غير مسبوقة ، مشيرة إلى لقاءات سرية بين ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وثلاثة مسئولين سعوديين، جرى الكشف عنها في الفترة الأخيرة، وعقدت خلال العامين الماضيين في روما والتشيك والهند.
وفي لقاءٍ خاصا، بين كل من المدير السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء يعقوب عميدرور ، عقد معهد واشنطن لسياس للأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط ، في 2016 - 05 - 6 ، أكّد تركي الفيصل على أهمية التعاون بين اسرائيل والدول العربية لمواجهة التحدّيات , وقال في هذا الصدد “كما إن التعاون بين الدول العربية وإسرائيل لمواجهة التحديات مهما كان مصدرها سواء كانت إيران أو أي مصدر آخر ستكون مدعمة بصورة أقوى في ظرف يكون فيه سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ولا أستطيع أن أرى أي صعوبات بالأخذ بذلك ، وتابع قائلا : أقول دائما للمشاهدين اليهود أنه بالعقول العربية والمال اليهودي يمكننا المضي قدما بصورة جيدة ، وفكروا ما يمكن تحقيقه في المواضيع العلمية والتكنولوجيا والمسائل الإنسانية والعديد من الأمور الأخرى التي بحاجة إلى النظر إليها”.

وعلى صفحة الجزيرة نت الالكترونية جاء أنه ، في ١٧/5/2016 م كان خطاب عبد الفتاح السيسي - زعيم الانقلاب في مصر  في مدينة أسيوط المصرية- دعى بصراحة ووضوح الى التقارب  مع إسرائيل مغيبا لخطاب القضية الفلسطينية وثوابتها التي كانت حاضرة في خطابات كافة الرؤساء المصريين سابقا.
وكان السيسي قد أكد في خطابه على ضمانات لأمن إسرائيل تتطابق مع رؤية إسرائيلية للحل الذي تشترط الحصول على ضمانة الأمن الشامل قبيل الموافقة على مسار تفاوض جدي مع الفلسطينيين .



خامسا : وسائل الأمة للتصدي لخيانة وغدر اليهود :


صحوة الشعوب المسلمة وعودة حكامها الى الحق ليعرفوا حقيقة اليهود وخطورة مخططاتهم ، فضلا عن استعدادهم للدفاع عن اوطانهم واسترداد مقدساتهم المسلوبة ، يحتاج ذلك إلى جهاد أجيال وليس عمل جيل واحد ، فيجب ان تتربى الأطفال على الجهاد في سبيل الله ، وبذل النفس والمال والحياة لأجل الدين والوطن ، وفضح مخططات العدو واعتداءاته على الأوطان ، مع معاداتهم وتحريم مودتهم ، الأمل في نصر الله تعالى .

1 - تربية الأطفال على حب الله وحب رسوله وحب الجهاد :

تغرس كل أسرة مسلمة في قلبها وقلب أبنائها وأن ترضعهم في المهد حب الله وحب رسوله وحب الجهاد في سبيل الله، وأن حب فلسطين والمسجد الأقصى من الإيمان.. وأن تحصنهم بالمصل الواقي ضد دعوى المساواة بين الجهاد والإرهاب، وأن الجهاد تضحية في سبيل رد المغتصب والدفاع عن العرض وطرد المحتل ، ولتكون كلمة الله هي العليا، وأن الإرهاب هو الاحتلال لبلاد الغير، والنهب لخيراته ، وإفزاع أهله الآمنين، وإراقة دماء الأبرياء من أبناء الوطن ونساءه وأطفاله..

2 - بذل النفس والمال والوقت والحياة للحفاظ على الدين والوطن :

إن سبيلنا الوحيد لصد الهجمة الشرسة عن أرضنا، واسترداد عزنا ومجدنا، لا يكون إلا ببذل النفس والمال والوقت والحياة، وكل شيء في سبيل غايتنا النبيلة ألا وهي المحافظة على الدين والوطن، واسترداد المغتصب.. وهي غاية تحفظها كل الأديان السماوية، وترعاها وتقرها كل القوانين والهيئات والمواثيق الدولية.. بما في ذلك هيئات وليعلم المسلمون أن القوة التي يستدعيها الجهاد تنبع من حسن إخلاصهم، وقوة إيمانهم، ومتانة أخلاقهم، وقوة اتحادهم كالبنيان المرصوص: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف: 4) .
وروي عَنْ أَبِي مُوسَى رضى الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم  قَالَ «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا». وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. البخاري. وبعد قوة الإيمان والاتحاد إعداد ما نستطيع من قوة، وإن لم تكن كقوتهم: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (الأنفال:60).

 3 - فضح المشروع الصهيوني وتعريته :

وذلك بفضح اليهود وطبيعتهم ، وهذا واجب علماء الأمة وقادة الرأي فيها، أن يعرِّفوا الشعوب بعدوها مستندين على القرآن الكريم والسنة المطهرة وما فيهما من وصف مفصل لليهود، ثم على كتب التاريخ وكتابات المعاصرين عنهم – المسلمين وغير المسلمين – المكتوبة باللغة العربية أو غيرها من اللغات مثل كتاب أحلام الصهوينية وأضاليلها للمفكر الفرنسي المسلم " رجاء جارودي " ومن الواقع المعاصر، فبين أيدينا تجارب كثيرة في الحرب والسلم ،وسلسلة من الهدنات والاتفاقات كلها تبين أنّ اليهود لا يعرفون غير منطق القوة وأنهم لا إيمان لهم ولا عهد ولا ذمة، وأنّ أبرز صفاتهم هي العنصرية فهم يرون أنفسهم شعب الله المختار، كما أن تطلعاتهم التوسعية لإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لا تخفى على أحد، بل هم يريدون السيطرة على العالم كله.

4 - فضح الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين : 

في جميع المؤسسات الدولية، والعمل على المحافظة على الآثار العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، حيث تسببت إجراءات الاحتلال في تدمير كل شيء من تيتيم للأطفال، وتَرَمُّلٍ للنساء، وتدمير للمصانع والمؤسسات، وتجريف للمزروعات، وكذلك ما تتعرض له الأراضي الفلسطينية عامة والمقدسات بصفة خاصة من محاولات لهدمها، وتدنيسها، وتقسيمها، وإقامة الجدار العازل، ومصادرة الأراضي، وطرد أهلها، لذلك يجب التصدي لهذه الاعتداءات بالعمل على إعادة المؤسسات التي هُجِّرت قسراً من القدس إلى مكانها السابق حفاظاً على الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.

5 - وجوب بغض اليهود ومعاداتهم وتحريم مودتهم وموالاتهم :

قرر القرآن الكريم في آيات صريحة وجوب بغض اليهود وجوب معاداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده ، قال تعالى :  ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) سورة المائدة الآية 51.
وقال عز وجل في شأن اليهود : ( تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا  ) سورة المائدة الآية 80-82.

كما حرم الله  مودة اليهود وموالاتهم وذلك يعني بغضهم والحذر من مكائدهم وما ذاك إلا لكفرهم بالله وعدائهم لدينه ومعاداتهم لأوليائه وكيدهم للإسلام وأهله ، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بما يعملون محيط ) سورة آل عمران الآيتان 118-120.

ومواقف اليهود من الإسلام ورسول الإسلام وأهل الإسلام كلها تشهد لما دلت عليه الآيات الكريمات من شدة عداوتهم للمسلمين، والواقع من اليهود في عصرنا هذا وفي عصر النبوة وفيما بينهما من أكبر الشواهد على ذلك، وهكذا ما وقع من النصارى وغيرهم من سائر الكفرة من الكيد للإسلام ومحاربة أهله، وبذل الجهود المتواصلة في التشكيك فيه والتنفير منه والتلبيس على متبعيه وإنفاق الأموال الضخمة على المبشرين بالنصرانية والدعاة إليها، كل ذلك يدل على ما دلت عليه الآيات الكريمات من وجوب بغض الكفار جميعا والحذر منهم ومن مكائدهم ومن اتخاذهم بطانة. 

6 - الأمل في نصر الله وعدم اليأس : 

وعلينا أن نوقن أن النصر من عند الله، وأنه كائن لا محالة، والشاك في ذلك عليه أن يصحح إيمانه لقوله تعالى (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) ( يوسف: ٨٧ ) )قَالَ تعالى ( وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) ( (الحجر: ٥٦)وقوله تعالى (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (المجادلة: ٢١( وعلى المسلمين أن يتدارسوا المبشرات ليواجهوا المثبطين ، وعلينا أن نذكر الناس بأن الخلافة الإسلامية ستقوم، وسيجلى اليهود عن ديار المسلمين، ولا ينجيهم حجر ولا شجر.. وأحاديث ملاحم آخر الزمان محفوظة ومعلومة، وما علينا إلا الإيمان بها والسعي لأن نكون من جنود الحق في وقتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق