الثقة بالنفس تعني نظرة الشخص لذاته ، ومعرفته لقدراته وإمكانيّاته والشعور بما وهبه الله إياه من الصفات الحسنة بعيدا عن الغرور والعُجب ، وأنه فقير إلى الله ليوفقه ويسدده ويحسن الظن به سبحانه ، وأنه في حاجة لإخوانه ولعامة الناس لينصحوه ويرشدوه .
ومن سمات الواثق بنفسه أنه يقبل ذاته بإيجابياته وسلبياته ، ويعرف حدود قدراته وطاقاته ، ويتحمل نتائج أفعاله واختياراته بشجاعة ، ولا يهرب من المسؤولية ويرحب بالنقد ، وأنه ناجح في علاقته مع الآخرين .
ولزيادة المسلم ثقته بنفسه وسائل معينة منها إكتشافه لقواه الكامنة وتعرفه على إيجابياته وسلبياته واحسانه التخطيط لبرمجة ذاته وغيرها الكثير من الوسائل التي إن إستكملها فقد استوفى كامل الثقة بالنفس .
والحديث عن الثقة بالنفس يقتضي بيان تعريفها ، ومشروعيتها ، وسمات صاحبها ، ووسائل زيادتها ، وبيان ذلك في الآتي :
اولا : تعريف الثقة بالنفس :
أ - في اللغة :
الثقة : "الواو والثاء والقاف كلمةٌ تدلُّ على عَقْدٍ وإحكام .
والثقة من الوثاق يعني الرباط ، ووثَّقْت الشّيء : أحكَمْتُه" اهـ
ب - في الاصطلاح :
الثقة بالنّفس هي حُسن تقدير الشخص لنفسه، ونَظرته لذاته، ومعرفته لقدراته وإمكانيّاته حسب الظرف الذي يكون فيه، دون مبالغةٍ أو غرورٍ، ودون تبخيسٍ أو تقليلٍ، ويكتسب الثقة ويُطوّرها مع مرور الزمن .
ج - التفريق بين الثقة بالنفس والغرور :
فالثقة بالنفس تعني شعور المرء بما وهبه الله إياه من الصفات الحسنة ، والعمل من خلالها على ما ينفعه ، فإن أساء المرء استعمالها أصابه الغرور والعُجب ، وهما مرضان مهلكان ،
وإن أنكرَ تلك النعم ، فقد جحد وأضاع نعم الله عز وجل عليه ، وخاب وخسر ، قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) الشمس /9-10 .
ج : أنواع الثقة بالنّفس :
الثقة بالنّفس نوعان أساسيان هما :
1. الثقة المطلقة بالنفس :
هي الثّقة القويّة التي لا يتخللها شكٌ؛ حيث يتميّز الإنسان الذي لديه ثقةٌ مطلقةٌ بنفسه ، فلا تفقده الهزيمة ثقته بنفسه، ولا تجعله المواقف الصعبة مُشكّكاً لقدراته .
2. الثقة المحدودة بالنفس :
حيثُ يكون الشخص واثقاً من قدراته أحياناً ومُشكّكاً لها أحياناً أخرى، ويُقيّم نفسه ويبني ثقته بناءً على هذه المواقف التي يختبرها .
ثانيا : مشروعية الثقة بالنفس :
والثقة بالنفس بعد التوكل على الله مطلب شرعي ، فالمسلم يتعين عليه أن يسعى باستمرار في سبيل الارتقاء لتحصيل الكمال .
ويستخدم لذلك فكره وطاقته، ويبذل جهده وما تيسر له من الوسائل في تحقيق طموحاته والوصول إلى أهدافه ، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز.... )
أن ثقة المسلم بنفسه تعني أنه في حاجة لربه تعالى ليوفقه ويسدده ، وعليه أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يتفاءل لنفسه الخير والنجاح دائماً، وفق ماورد في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : ) يَقُولُ اللهُ تعالى : (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، ) .
والثقة بالنفس تقتضي حاجة المسلم لإخوانه ولعامة الناس ، لينصحوه ، ويرشدوه ، روى البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .
ثالثا : أهميّة الثقة بالنّفس :
تكمن أهميّة الثّقة بالنّفس في عدّة أمور هي :
1. هي تحفز ذاتي لصاحبها للعمل بقوّةٍ للوصول لأهدافه ولتحقيق أحلامه، وبالتالي يَكون مُتصالحاً مع نفسه والآخرين .
2 . والثقة تنعكس على الآخرين بما فيهم أسرته وأصدقاؤه ورؤساء العمل فيثقون به ويتبعون نهجه، فيكون قدوةً لهم .
3 . وهي الطريق الى الحماس والقدرة الفائقة الدافعة لسرعة إنجاز الأعمال؛فيشجع صاحبها غيره على الإنجاز ويقذف فيهم الثقة .
4 . والثقة بالنفس قوة وقدرة دافعة على العمل والتصرّف واتخاذ القرارات ويظهر صاحبها بالقدرة الفائقة ، وتجعله في موضع ثقة الآخرين .
5 . وهي الطريق لتوفير الجهد والوقت والطاقة وتمنح صاحبها الثقة للآخرين وتحفيزهم للقيام بأفضل الأداء عند أداء المهام الصعبة .
رابعا : سمات الواثق بنفسه :
الواثق بنفسه له سمات كثيرة وجليلة يتميز بها صاحبها وبيانها في يأتي :
1 - يتقبل نفسه كما هي بإيجابياتها وسلبياتها : فلا ينزعج من سلبياتها فيكره نفسه، ولا يعجب بإيجابياتها فيغتر بنفسه ويعطيها فوق حجمها.
2 - ويعرف حدود قدراته وطاقاته وإمكاناته :
فلا يغالي فيها، أو يحط من شأنها. وتتوازن طموحاته مع قدراته ، فلا تهبط إلى القاع ولا تطير مع الأحلام .
3 - يتقبل النقد من الآخرين ولا يضيق بهم :
ويستفادة من النقد البناء لتطوير ذاته باستمرار .
4 - يتجنب التسويف ولا يهرب من المسؤولية :
فهو يقوم بواجباته ويتحمل مسؤولية قراراته وأفعاله، يجتهد في عمله ويتقنه .
5 - مستقر نفسيا وناجح في علاقته مع الآخرين :
فهو مطمئن النفس، يتجنب الغضب والتعصب، يتفاهم مع الآخرين ويقدر ظروفهم وينصح لهم ويحب لهم ما يحب لنفسه .
6 - يتحمل نتائج أفعاله واختياراته بشجاعة:
فيفخر بما ينجزه، ويشكر ربه على توفيقه، ولا يغتر بعمله، وكذلك لا يصاب باليأس إذا واجهته حالات الفشل .
خامسا : وسائل زيادة الثقة بالنفس :
الوسائل المعينة للفرد على زيادة ثقته بنفسه كثيرة وجليلة بيانها في الآتي :
أ - الثقة بالله عز وجل وحسن التوكل عليه وطلب النصرة والتأييد منه :
إن الثقة بالنفس أمر مكتسب ، والثقة بالله هي المنبع الأصيل للثقة بالنفس، فمن الله تعالى يستمد المرء القوة والعون والسند، فلا يخشى سواه ولا يرجو غيره ، وشعاره الدائم ترديد قول الله تعالى : { حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم ِ} التوبة: 129 ، وقول الله تعالى : {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (هود: 56).
وقول الله تعالى : {ومَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود: 88).
ب -الثقة بالنفس والهمة العالية :
هناك ارتباط وثيق بين الثقة بالنفس والهمة العالية، لذلك على الفرد أن يطلب النجاح بإلحاح، وأن يحاول أن يصبح خبيرا في شيء ما، وعند ذلك سيأتي الناس إليه ليستفيدوا من علمه وخبرته، ويستنيروا برأيه وذكائه ، وما أجمل قول المتنبي:
على قدر أهـل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم فـي عيـن الصغير صغارها *** وتصغر فـي عيـن العظيـم العظـائم .
ج - برمجة الذات وحسن التخطيط :
معرفة الذات هي أول الطريق لتغييرها وإصلاحها، فالإنسان يجب أن يعرف سلبياته وإيجابياته بحجمها الحقيقي ، وأن يعترف بالسلبيات ويتقبلها ويسعى إلى علاجها.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ْ} الرعد: 11 .
ويجب عليه أن يواجه مخاوفه ويتغلب عليها ، وأن يكون متزنا في توقعاته وطموحاته ، ويتجنب الخضوع أو الانقياد او الذوبان في الآخرين . ،.
والتخطيط والوقوف على الأهداف المستقبلية وتحديد أولوياتها الشخصية والاجتماعية والوظيفية، ووضع الخطط التنفيذية للوصول إليها من أهم العوامل التي تساعد على تدعيم الثقة بالنفس .
وكذلك حسن استغلال الوقت وتنظيمه وتخطيطه يضمن إنجازات متتالية ومطردة تنتهي إلى تحقيق الأهداف والطموحات .
ء - اكتشاف القوى الكامنة والتغلب على النقائص :
ففي داخل كل منا قوى خفية وطاقات هائلة لا يعلم سرها إلا الخالق سبحانه وتعالى ، ومن خلالها يستطيع غرس المعاني الفاضلة والأخلاق النبيلة في نفسه .
وعلى الإنسان أن يرسل إلى عقله الباطن إيحاءات إيجابية تعزز قدراته الجيدة وتضعف صفاته التي لا يحبها ، وأن يحول نقائصه وفشله إلى طاقة ، وأن يتعلم من أخطائه زادا وخبرة لمواجهة ما يقابله في حياته من صعاب .
ه - الحرص على الصحبة الصالحة :
فالصحبة الصالحة تقوي مظاهر النجاح وتشجع على بذل المزيد من العمل ، فتصير الصحبة الصالحة من عوامل نجاح ثقة المسلم بنفسه .
ومن سمات الواثق بنفسه أنه يقبل ذاته بإيجابياته وسلبياته ، ويعرف حدود قدراته وطاقاته ، ويتحمل نتائج أفعاله واختياراته بشجاعة ، ولا يهرب من المسؤولية ويرحب بالنقد ، وأنه ناجح في علاقته مع الآخرين .
ولزيادة المسلم ثقته بنفسه وسائل معينة منها إكتشافه لقواه الكامنة وتعرفه على إيجابياته وسلبياته واحسانه التخطيط لبرمجة ذاته وغيرها الكثير من الوسائل التي إن إستكملها فقد استوفى كامل الثقة بالنفس .
والحديث عن الثقة بالنفس يقتضي بيان تعريفها ، ومشروعيتها ، وسمات صاحبها ، ووسائل زيادتها ، وبيان ذلك في الآتي :
اولا : تعريف الثقة بالنفس :
أ - في اللغة :
الثقة : "الواو والثاء والقاف كلمةٌ تدلُّ على عَقْدٍ وإحكام .
والثقة من الوثاق يعني الرباط ، ووثَّقْت الشّيء : أحكَمْتُه" اهـ
ب - في الاصطلاح :
الثقة بالنّفس هي حُسن تقدير الشخص لنفسه، ونَظرته لذاته، ومعرفته لقدراته وإمكانيّاته حسب الظرف الذي يكون فيه، دون مبالغةٍ أو غرورٍ، ودون تبخيسٍ أو تقليلٍ، ويكتسب الثقة ويُطوّرها مع مرور الزمن .
ج - التفريق بين الثقة بالنفس والغرور :
فالثقة بالنفس تعني شعور المرء بما وهبه الله إياه من الصفات الحسنة ، والعمل من خلالها على ما ينفعه ، فإن أساء المرء استعمالها أصابه الغرور والعُجب ، وهما مرضان مهلكان ،
وإن أنكرَ تلك النعم ، فقد جحد وأضاع نعم الله عز وجل عليه ، وخاب وخسر ، قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) الشمس /9-10 .
ج : أنواع الثقة بالنّفس :
الثقة بالنّفس نوعان أساسيان هما :
1. الثقة المطلقة بالنفس :
هي الثّقة القويّة التي لا يتخللها شكٌ؛ حيث يتميّز الإنسان الذي لديه ثقةٌ مطلقةٌ بنفسه ، فلا تفقده الهزيمة ثقته بنفسه، ولا تجعله المواقف الصعبة مُشكّكاً لقدراته .
2. الثقة المحدودة بالنفس :
حيثُ يكون الشخص واثقاً من قدراته أحياناً ومُشكّكاً لها أحياناً أخرى، ويُقيّم نفسه ويبني ثقته بناءً على هذه المواقف التي يختبرها .
ثانيا : مشروعية الثقة بالنفس :
والثقة بالنفس بعد التوكل على الله مطلب شرعي ، فالمسلم يتعين عليه أن يسعى باستمرار في سبيل الارتقاء لتحصيل الكمال .
ويستخدم لذلك فكره وطاقته، ويبذل جهده وما تيسر له من الوسائل في تحقيق طموحاته والوصول إلى أهدافه ، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز.... )
أن ثقة المسلم بنفسه تعني أنه في حاجة لربه تعالى ليوفقه ويسدده ، وعليه أن يحسن الظن بالله تعالى، وأن يتفاءل لنفسه الخير والنجاح دائماً، وفق ماورد في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : ) يَقُولُ اللهُ تعالى : (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، ) .
والثقة بالنفس تقتضي حاجة المسلم لإخوانه ولعامة الناس ، لينصحوه ، ويرشدوه ، روى البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .
ثالثا : أهميّة الثقة بالنّفس :
تكمن أهميّة الثّقة بالنّفس في عدّة أمور هي :
1. هي تحفز ذاتي لصاحبها للعمل بقوّةٍ للوصول لأهدافه ولتحقيق أحلامه، وبالتالي يَكون مُتصالحاً مع نفسه والآخرين .
2 . والثقة تنعكس على الآخرين بما فيهم أسرته وأصدقاؤه ورؤساء العمل فيثقون به ويتبعون نهجه، فيكون قدوةً لهم .
3 . وهي الطريق الى الحماس والقدرة الفائقة الدافعة لسرعة إنجاز الأعمال؛فيشجع صاحبها غيره على الإنجاز ويقذف فيهم الثقة .
4 . والثقة بالنفس قوة وقدرة دافعة على العمل والتصرّف واتخاذ القرارات ويظهر صاحبها بالقدرة الفائقة ، وتجعله في موضع ثقة الآخرين .
5 . وهي الطريق لتوفير الجهد والوقت والطاقة وتمنح صاحبها الثقة للآخرين وتحفيزهم للقيام بأفضل الأداء عند أداء المهام الصعبة .
رابعا : سمات الواثق بنفسه :
الواثق بنفسه له سمات كثيرة وجليلة يتميز بها صاحبها وبيانها في يأتي :
1 - يتقبل نفسه كما هي بإيجابياتها وسلبياتها : فلا ينزعج من سلبياتها فيكره نفسه، ولا يعجب بإيجابياتها فيغتر بنفسه ويعطيها فوق حجمها.
2 - ويعرف حدود قدراته وطاقاته وإمكاناته :
فلا يغالي فيها، أو يحط من شأنها. وتتوازن طموحاته مع قدراته ، فلا تهبط إلى القاع ولا تطير مع الأحلام .
3 - يتقبل النقد من الآخرين ولا يضيق بهم :
ويستفادة من النقد البناء لتطوير ذاته باستمرار .
4 - يتجنب التسويف ولا يهرب من المسؤولية :
فهو يقوم بواجباته ويتحمل مسؤولية قراراته وأفعاله، يجتهد في عمله ويتقنه .
5 - مستقر نفسيا وناجح في علاقته مع الآخرين :
فهو مطمئن النفس، يتجنب الغضب والتعصب، يتفاهم مع الآخرين ويقدر ظروفهم وينصح لهم ويحب لهم ما يحب لنفسه .
6 - يتحمل نتائج أفعاله واختياراته بشجاعة:
فيفخر بما ينجزه، ويشكر ربه على توفيقه، ولا يغتر بعمله، وكذلك لا يصاب باليأس إذا واجهته حالات الفشل .
خامسا : وسائل زيادة الثقة بالنفس :
الوسائل المعينة للفرد على زيادة ثقته بنفسه كثيرة وجليلة بيانها في الآتي :
أ - الثقة بالله عز وجل وحسن التوكل عليه وطلب النصرة والتأييد منه :
إن الثقة بالنفس أمر مكتسب ، والثقة بالله هي المنبع الأصيل للثقة بالنفس، فمن الله تعالى يستمد المرء القوة والعون والسند، فلا يخشى سواه ولا يرجو غيره ، وشعاره الدائم ترديد قول الله تعالى : { حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم ِ} التوبة: 129 ، وقول الله تعالى : {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (هود: 56).
وقول الله تعالى : {ومَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود: 88).
ب -الثقة بالنفس والهمة العالية :
هناك ارتباط وثيق بين الثقة بالنفس والهمة العالية، لذلك على الفرد أن يطلب النجاح بإلحاح، وأن يحاول أن يصبح خبيرا في شيء ما، وعند ذلك سيأتي الناس إليه ليستفيدوا من علمه وخبرته، ويستنيروا برأيه وذكائه ، وما أجمل قول المتنبي:
على قدر أهـل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكـارم
وتعظم فـي عيـن الصغير صغارها *** وتصغر فـي عيـن العظيـم العظـائم .
ج - برمجة الذات وحسن التخطيط :
معرفة الذات هي أول الطريق لتغييرها وإصلاحها، فالإنسان يجب أن يعرف سلبياته وإيجابياته بحجمها الحقيقي ، وأن يعترف بالسلبيات ويتقبلها ويسعى إلى علاجها.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم ْ} الرعد: 11 .
ويجب عليه أن يواجه مخاوفه ويتغلب عليها ، وأن يكون متزنا في توقعاته وطموحاته ، ويتجنب الخضوع أو الانقياد او الذوبان في الآخرين . ،.
والتخطيط والوقوف على الأهداف المستقبلية وتحديد أولوياتها الشخصية والاجتماعية والوظيفية، ووضع الخطط التنفيذية للوصول إليها من أهم العوامل التي تساعد على تدعيم الثقة بالنفس .
وكذلك حسن استغلال الوقت وتنظيمه وتخطيطه يضمن إنجازات متتالية ومطردة تنتهي إلى تحقيق الأهداف والطموحات .
ء - اكتشاف القوى الكامنة والتغلب على النقائص :
ففي داخل كل منا قوى خفية وطاقات هائلة لا يعلم سرها إلا الخالق سبحانه وتعالى ، ومن خلالها يستطيع غرس المعاني الفاضلة والأخلاق النبيلة في نفسه .
وعلى الإنسان أن يرسل إلى عقله الباطن إيحاءات إيجابية تعزز قدراته الجيدة وتضعف صفاته التي لا يحبها ، وأن يحول نقائصه وفشله إلى طاقة ، وأن يتعلم من أخطائه زادا وخبرة لمواجهة ما يقابله في حياته من صعاب .
ه - الحرص على الصحبة الصالحة :
فالصحبة الصالحة تقوي مظاهر النجاح وتشجع على بذل المزيد من العمل ، فتصير الصحبة الصالحة من عوامل نجاح ثقة المسلم بنفسه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق