الأحد، 23 يونيو 2019

بذل المال فريضة دعوية إعداد : محمد أبوغدير

من الخطأ الفادح أن يظن البعض أن الدعاة لا علاقة لهم بالمال ولا بالحياة المادية عمومًا ؛ كيف هذا؟ والمال هو عصب الحياة ، وبه تتحقق آمال وطموحات الدعاة الشخصية وتمتد لتشمل تحقيق اهداف الدعوة كإصلاح المجتمع واقامة الدولة والخلافة المسلمة .

والدعوة التي تمتلك مالًا دعوة قوية ومؤثرة في محيطها؛ بل تملك زمام التأثير والإصلاح عمومًا ، والداعية كآحاد الناس يحتاح إلى متطلبات الحياتية الشخصية والعائلية إن كان له أسرة ، فضلا عن مساهمته في شؤون دعوته ، ومن ثم فالدعوة والدعاة يحتاجون إلى الكثير من المال .

فالدعوة لا تحيا إلا ببذل المال ، لذلك توعد الله تعالى المتقاعسين عن تلبية نداء الإنفاق في سبيل الله باﻹستبدال ، فقال تعالى: ﴿ هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ 38 محمد .

والبذل الذاتي الذي يمنحه الأفراد لدعوتهم يبقى هو الأصل والباقي كله فرع ، ومن ثم فالدعوة تحتاج أفرادًا كأبي بكر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأضرابهم ممن أوقفوا أموالهم وأنفسهم في سبيل رفعة دينهم ونصرته ويعلمون أن أي مال ينفق في سبيل الدين فهو في سبيل إعزازهم هم .

ومن هنا كثرت النصوص الآمرة بالإنفاق، الداعية إلى البذل ، لأن الإنفاق في حد ذاته عبادة مقصودة لكل مسلم، قال تعالى: { والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم }.

وفي هذه السطور نبين كيف رغب الكتاب والسنة في الإنفاق ، ونذكر وسائل بذل بالمال ، وكون الدعوات لا تقوم إلا بالمال ، وآداب الإنفاق ، وأفضل أوقات بذل المال ، وثمراته ، وبذل النبي وأصحابه للمال ، وبيان ذلك في الآتي :


أولا : القرآن الكريم والسنة يرغباب في الإنفاق :

رغب الإسلام في الصدقة، والعطف على الفقراء، ومواساة أهل الحاجة والمسكنة، ورتب على ذلك أعظم الأجر عند الله - تعالى - يوم القيامة.

أ - من القرآن الكريم :

1 . قال - تعالى -: { يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقنَاكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَ يَومٌ لاَ بَيعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالكَافِرُونَ هُم الظَّالِمُونَ } البقرة: 254 .

2 .  وقال - تعالى -: { يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبتُم وَمِمَّا أَخرَجنَا لَكُم مِن الأَرض ِ} البقرة: 267 .

3 . وقال - تعالى -: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم وَاسمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيرًا لأَنفُسِكُم وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولَئِكَ هُم المُفلِحُونَ} التغابن: 16 .

ب من السنة النبوية :

عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (من جهَّز غازياً في سبيل الله فقد غزَا، ومن خَلَّف غازياً في أهله بخير فقد غزا) متفق عليه.

وعن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل بناقة مخطومة، فقال هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة) رواه مسلم.

وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم) رواه أبو داود والنسائي والدارمي.

 وعن خزيم بن فاتك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أنفق في سبيل الله كُتب له بسبعمائة ضعف) رواه الترمذي والنسائي.

وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( للغازي أجره، وللجاعل أجره وأجرالغازي ) رواه ابوداود.

وعن علي وأبي الدرداء وأبي هريرة وأبي أمامة وعبدالله بن عمرو وجابر بن عبدالله وعمران بن حصين رضي الله عنهم أجمعين، كلهم يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( من أرسل نفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه فله بكل درهم سبعمائة ألف درهم ) ثم تلا هذه الآية: ( وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ ) رواه ابن ماجة.

وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَجوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلقَاهُ جِبرِيلُ،...وَلَرَسُولُ اللَّهِ حِينَ يَلقَاهُ جِبرِيلُ، أَجوَدُ بِالخَيرِ مِنَ الرِّيحِ المُرسَلَةِ ).
وإن رجلا سأله فأعطاه غنما بين جبلين فأتى الرجل قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. رواه مسلم .


ثانيا : وسائل بذل المال :

التضحية بالمال في سبيل الله تعالى ذات الشأن الكبير في إحقاق الحق، وتأمينه وتأمين أهله والمنادين به، إذ لا يخفى على أحد ما للمال من أهمية في حياة الإنسان ، ووسائل بذل المال أنواع هي :

1 - ومنها بذله في سبيل التمكين لدين الله ونشره في الأرض والدعوة إليه .
2 - ومنها بذل المال لدفع ضرر عن المسلمين في الحاضر أو المستقبل .
3 - منها بذل المال في تجهيز الجيوش المجاهدة في سبيل الله .
4 - ومنها تأمين احتياجات المسلمين في حالة السلم .
5 - ومنها تأمين الاحتياجات المتوقعة لهذه الجيوش في المستقبل القريب أو البعيد .
6 - ومنها بذله في وجوه الخير والبر عموما .


ثالثا : لا تقوم الدعوات إلا ببذل المال :

لا شك ان دين الله لا يقوم براحة الأبدان وسلامة النفوس ، ولا تتحقق الآمال والطموحات الدعويةالمشار اليها سلفا إلا بتضحية العاملين .

فإذا قلت الموارد او جفت المنابع، وضيق ذات الدعاة تتسع الثغـرات على الدعوة الإسلامية يوماً بعد يوم، وتكثر المجالات الشاغرة التي تفتقر إلى من يقوم بها .

 وفي غيبة إنفاق أهل الدعوى على دعوتهم تتسع الثغرات يوماً بعد يوم ، وتزداد قوة أهل الباطل وتنفذ مخططاتهم  في تحجيم العمل الدعوي أو اجهاضه ، وهنا شكوى عمر ـ رضي الله عنه ـ الـمُرَّةَ ماثلة حيث قال : "اللهم إني أشكو إليك جَلَدَ الفاجر وعجز الثقة" .

 ولا يرفع هذا الواقع إلا الصدق مع الله، ودليله الاستعداد للبذل والتضحية في كل جانب تحتاج إليه الدعـــــوة في وقت كهذا، وهو الوقت الذي يعظم فيه الأجر ويزداد فيه الفضل .

وشتان بين من يضـحـي وهو يرى ثمرة الجهد وتلوح له أمارات النصر، وبين من يضحي وقد غابت عن ناظريه أمارات النصر ودلائل التمكين، قال الله ـ عز وجل ـ: ( لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَذِينَ أَنفَقُوا مِنْ بَعْدُ وقَاتَلُوا وكُلاًّ وعَدَ اللَّهُ الحُسْنَى واللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ).الحديد: 10.


رابعا : آداب الإنفاق في سبيل الله:

حتى يتقبل الله مالك الذي بذلته ينبغي أن تراعي الأمور التالية:

1- أن تخلص نيتك لله تعالى :

 قال الله تعالى -: ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) البقرة: 272].

2- أن تتخير الأجود الذي تحبه فتنفقه :
قال الله تعالى -: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: ( أيها الناس! إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ) مسلم .
وعن سعيد بن هلال أن ابن عمر - رضي الله عنهما - نزل الجحفة وهو مريض فاشتهى سمكا، فلم يجدوا إلا سمكة واحدة، فلما قربت إليه أتى مسكين حتى وقف عليه، فقال له ابن عمر: خذها، فقال له أهله: سبحان الله! قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه. فقال: إن عبد الله يحبه!!
ووقف سائل على باب الربيع فقال: أطعموه سكراً فقالوا: ما يصنع هذا بالسكر؟ نطعمه خبزا أنفع له قال: ويحكم أطعموه سكرا فإن الربيع يحب السكر!!

3- أن تقدم ذوي الحاجة من أقربائك وذوي رحمك :
فقد قال رسول الله: ( الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة ) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .

4- أن تتحرى بصدقتك أهل الدين :
الذين يستعينون بهذه الصدقة على طاعة الله، ولا ينفقونها في معصيته فتكون معاونا لهم على المعصية والإثم.

5- أن تسر بصدقتك ما استطعت :
إلا إذا كان في إعلانها مصلحة راجحة فأعلنها، قال الله تعالى -: { إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم .... } البقرة: 271 .
وذكر من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) متفق عليه.

6- أن تتصدق بما لديك وإن كان قليلا :
 فعن جابر قال: (ما سئل النبي شيئا قط فقال: لا). متفق عليه.
وأتى سائل إلى أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وعندها نسوة، فأمرت له بحبة عنب، فتعجب النسوة منها، فقالت: إن فيها ذرا كثيرا!! تتأول قوله - تعالى -: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره} الزلزلة: 7 .

7 - أن تعود نفسك على الصدقة ولو كنت فقيرا :
 فقد سئل عن أفضل الصدقة فقال: ((جهد المقل)) [رواه أحمد والنسائي وأبو داود]. أي صدقه الفقير.

8 – اجتناب المنّ والأذى:
قال الله تعالى : {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى، وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا، لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا، وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}. البقرة:263-264.

9 – الاعتدال في الإنفاق وعدم الإسراف:
يقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ}. البقرة:219.
وقال أيضاً: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}. الفرقان:67.

 10 – الإنفاق حسب الأولى:
على المرء أن ينفق حسب الأولى في الإنفاق ويقدم المسكين على الفقير. قال الله سبحانه : {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}. البقرة:273.


خامسا : أفضل أوقات الصدقة :

أفضلَ ما تكون الصدقة إذا كانت
في عز الشباب، واقتبال العمر،
مع كمال الصحة والعافية،

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: ( أَيٌّ الصَّدَقَةِ أَعظَمُ أَجرًا؟ قَالَ: أَن تَصَدَّقَ وَأَنتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخشَى الفَقرَ وَتَأمُلُ الغِنَى، وَلاَ تُمهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلقُومَ قُلتَ: لِفُلَانٍ, كَذَا، وَلِفُلَانٍ, كَذَا، وَقَد كَانَ لِفُلاَنٍ,) فهذه الصدقة من أحب الصدقات إلى الله - تعالى -.


سادسا : ثمرات بذل المال :

أما الثمرات التي تجنيها من صدقتك فكثيرة منها  :

1. الصدقة دليل على إيمان صاحبها :
قال: ((... والصدقة برهان... )) [رواه مسلم].

2 - والصدقة يخلفها الله عليك:
قال - تعالى -: ( وَمَا أَنفَقتُم مِن شَيءٍ, فَهُوَ يُخلِفُهُ وَهُوَ خَيرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39].
وقال - تعالى - في الحديث القدسي: ((أَنفِق يَا ابنَ آدَمَ أُنفِق عَلَيكَ)) متفق عليه من حديث أبي هريرة].
وعن أبي هريرة أن النبي قال: ((مَا مِن يَومٍ, يُصبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعطِ مُنفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعطِ مُمسِكًا تَلَفًا)) [متفق عليه].

3 - الصدقة تدفع النار عن المنفق يوم القيامة:
 فعن عدي بن حاتم عن النبي أنه قال: ((اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَعرَضَ وَأَشَاحَ، ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ، ثُمَّ أَعرَضَ وَأَشَاحَ ثَلاَثًا، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ يَنظُرُ إِلَيهَا، ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَو بِشِقِّ تَمرَةٍ,، فَمَن لَم يَجِد فَبِكَلِمَةٍ, طَيِّبَةٍ,)) [رواه البخاري].

 4 - تظل المنفق نفقته يوم القيامة  :
جاء في الحديث الصحيح أن النبي قال: ((كُلٌّ امرِئٍ, فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفصَلَ بَينَ النَّاسِ، أَو قَالَ يُحكَمَ بَينَ النَّاسِ، قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ أَبُو الخَيرِ لَا يُخطِئُهُ يَومٌ إِلَّا تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَيءٍ,، وَلَو كَعكَةً أَو بَصَلَةً أَو كَذَا)) [رواه الإمام أحمد].

5 - الصدقة تدخل المنفق الجنة من باب الصدقة :
 كما قال النبي: ((وَمَن كَانَ مِن أَهلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ.. )) [متفق عليه].

6 - والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار:
 قال: ((تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) [صحيح ابن المبارك].

7 - يضاعف الله للمنفق أجر صدقته يوم القيامة إلى سبعمائة ضعف :
فعن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله، فقال: رسول الله: ((لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة)) [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة أن النبي قال: ((مَن تَصَدَّقَ بِعَدلِ تَمرَةٍ, مِن كَسبٍ, طَيِّبٍ, -وَلاَ يَقبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ- فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُم فَلُوَّهُ -صغير الخيل- حَتَّى تَكُونَ مِثلَ الجَبَلِ)) [رواه البخاري].

8 - رحمة الله وغفرانه للسيئات :

وهذه من أعظم الثمرات وأجلها ، عن أبي هريرة أن النبي قال: ( غُفِرَ لإمرَأَةٍ, مُومِسَةٍ مَرَّت بِكَلبٍ, عَلَى رَأسِ رَكِيٍّ, -بئر- يَلهَثُ، كَادَ يَقتُلُهُ العَطَشُ، فَنَزَعَت خُفَّهَا فَأَوثَقَتهُ بِخِمَارِهَا، فَنَزَعَت لَهُ مِنَ المَاءِ فَغُفِرَ لَهَا بِذَلِكَ ) رواه البخاري .


سابعا : بذل النبي وأصحابه للمال :

فقد كان صلى الله عليه وسلم مباركاً أينما كان، وهو أسوة الدعاة والمصلحين في بذل  المال  وهذه بعض الأمثلة :

عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام شيئاً إلا أعـطــــــاه، قال: "فجاءه رجل فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا؛ فإن محـمــداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة"

وعنه قال: "إن كـانـت الأَمَــةُ من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت" فـكــان صلى الله عليه وسلم باذلاً لجــاهــــه ووقته وراحته وماله... في مرضاة الله ـ تعالى ـ ونفع الخلق.


وكان بذل الصحابة مضرباً للأمثال،

فحينما جاء أبو بكر رضي الله عنه بماله كله فوضعه بين يدي الرسول في غزوة تبوك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ماذا تركت لأهلك؟ قال: تركت لهم الله ورسوله.

وجاء عمر رضي الله عنه بنصف ماله، وجاء عثمان رضي الله عنه بشيء كثير جداً ووضعه بين يدي الرسول صلي الله عليه وسلم ،فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (اللهم ارض عن عثمان فإني راضٍ عنه) وهكذا جهّز جيش العسرة.

 وأخرج الشيخان عن أنس رضي الله عنه، وقد تصدّق أبو طلحة رضي الله عنه بعين بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد. ولمّا نزلت هذه الآية : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة: 245) .

قال أبو الدحداح: يا رسول الله قد أقرضت ربي حائطي وفيه ستة مائة نخلة، فجاء يمشي حتى أتى الحائط وأمّ الدحداح فيه وعيالها، فنادى يا أمّ الدحداح، فقالت: لبيك. قال: أخرجي، فقد أقرضت ربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق