الخميس، 30 يونيو 2016

بعض الأدعية الواردة في القرآن والسنة الصحيحة

 بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة .

.1- الدعاء من القرآن الكريم:

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [1] الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [2] الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [3] مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [4] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [5] اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [6] صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ [7]} [الفاتحة:1- 7].

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [1]} [فاطر:1].

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا [1] قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا [2] مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا [3]} [الكهف:1- 3].

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [1]} [الأنعام:1].

{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [36] وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [37]} [الجاثية:36- 37].

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [22]} [الحشر:22].

{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [23]} [الحشر:23].

{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [24]} [الحشر:24].

{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ [36]} [يس:36].

{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [83]} [يس:83].

{سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [82]} [الزُّخرُف:82].

{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [32]} [البقرة:32].

{سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [143]} [الأعراف:143].

{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [173]} [آل عمران:173].

{حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [129]} [التوبة:129].

{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [87]} [الأنبياء:87].

{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [23]} [الأعراف:23].

{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [4]} [الممتحنة:4].

{رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ [38]} [إبراهيم:38].

{رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ [53]} [آل عمران:53].

{رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [109]} [المؤمنون:109].

{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [16]} [آل عمران:16].


{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا [10]} [الكهف:10].

{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ [126]} [الأعراف:126].

{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [250]} [البقرة:250].

{رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ [89]} [الأعراف:89].

{رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [8]} [التحريم:8].

{رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا [65] إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [66]} [الفرقان:65- 66].

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [147]} [آل عمران:147].

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [10]} [الحشر:10].

{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا [74]} [الفرقان:74].

{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [41]} [إبراهيم:41].

{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [9]} [آل عمران:9].

{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [201]} [البقرة:201].

{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ [7] رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [8] وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [9]} [غافر:7- 9].

{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [5]} [الممتحنة:5].

{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [85] وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [86]} [يونس:85- 86].

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [8]} [آل عمران:8].

{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [286]} [البقرة:286].

{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [47]} [الأعراف:47].

{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ [12]} [الدخان:12].

{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [127] رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [128]} [البقرة:127- 128].

{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [191] رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [192] رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ [193] رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [194]} [آل عمران:191- 194].

{رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [88]} [يونس:88].

{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ [19]} [النمل:19].

{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [15]} [الأحقاف:15].

{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ [40]} [إبراهيم:40].

{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي [25] وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي [26] وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي [27] يَفْقَهُوا قَوْلِي [28]} [طه:25- 28].

{رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [83] وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [84] وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [85]} [الشعراء:83- 85].

{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [38]} [آل عمران:38].

{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ [100]} [الصافات:100].

{رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا [114]} [طه:114].

{رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا [80]} [الإسراء:80].

{رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص:16].

{رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ [30]} [العنكبوت:30].

{رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ [29]} [المؤمنون:29].

{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة:126].

{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ [35]} [إبراهيم:35].

{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [24]} [القصص:24].

{رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ [93] رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [94]} [المؤمنون:93- 94].

{رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [112]} [الأنبياء:112].

{رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ [45]} [هود:45].

{رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا [4]} [مريم:4].

{رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [21]} [القصص:21].

{رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ [117] فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [118]} [الشعراء:117- 118].

{رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ [33]} [يوسف:33].

{رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ [89]} [الأنبياء:89].

{رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [118]} [المؤمنون:118].

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا [28]} [نوح:28].


{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [24]} [الإسراء:24].

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [35]} [ص:35].

{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [151]} [الأعراف:151].

{رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ [17]} [القصص:17].

{رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [97] وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [98]} [المؤمنون:97- 98].

{رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ [47]} [هود:47].

{رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [25]} [المائدة:25].

{رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [26] إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا [27]} [نوح:26- 27].

{رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ [30]} [الرعد:30].

{اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [46]} [الزُّمَر:46].

{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [87]} [الأنبياء:87].

{اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [26] تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ [27]} [آل عمران:26- 27].

{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [285]} [البقرة:285].

{أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ [155] وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ}... [الأعراف:155- 156].

{عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [85] وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [86]} [يونس:85- 86].

{فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [101]} [يوسف:101] .

{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ [180] وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [181] وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [182]} [الصافات:180- 182].


.2- الدعاء من السنة النبوية الصحيحة:

«اللَّهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ، وَبِكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَأسْرَرْتُ وَأعْلَنْتُ، وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، لا إِلَهَ إِلا أنْتَ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الأَرْضِ، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أهْلَ الثَّنَاءِ وَالمَجْدِ، لا مَانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ». أخرجه مسلم.



«سُبْحَانَكَ اللَّهمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي». متفق عليه.
«اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالهَرَمِ وَالبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ». أخرجه البخاري.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْل، ِ وَالهَرَمِ وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَغْرَمِ وَالمَأْثَمِ، اللَّهمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَشَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أرَدَّ إِلَى أرْذَلِ العُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَعَذَابِ القَبْرِ». أخرجه البخاري.
«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ، وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الغِنَى، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ». أخرجه مسلم.
«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذ بكَ مِنَ البَرَصِ وَالجُنُونِ وَالجُذامِ وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ». أخرجه أبو داود والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذ بكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلاَقِ وَالأَعْمَالِ وَالأَهْوَاءِ». أخرجه الترمذي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذ بكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي وَمِنْ شَرِّ قَلْبي وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي». أخرجه الترمذي والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذ بكَ مِنَ الفَقْرِ وَالقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ وَأَعُوذ بكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ». أخرجه أبو داود والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذ بعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي». أخرجه أبو داود والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذ بكَ مِنَ الهَدْمِ وَأَعُوذ بكَ مِنَ التَّرَدِّي وَأَعُوذ بكَ مِنَ الغَرَقِ وَالحَرَقِ وَالهَرمِ وَأَعُوذ بكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ المَوْتِ وَأَعُوذ بكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبيلِكَ مُدْبراً وَأَعُوذ بكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغاً». أخرجه أبو داود والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَأَعُوذ بكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمِ اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبيُّكَ وَأَعُوذ بكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذ بهِ عَبْدُكَ وَنَبيُّكَ اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَعُوذ بكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْراً». أخرجه أحمد وابن ماجه.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ بأَنَّكَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذنُوبي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ». أخرجه أبو داود والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنَّ لَكَ الحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذا الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ». أخرجه أبو داود والنسائي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ». أخرجه الترمذي وابن ماجه.
«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالسَّدَادَ». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ وَحُبَّ المَسَاكِينِ وَإِذا أَرَدْتَ بعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ». أخرجه الترمذي.

«اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى». أخرجه مسلم.
«اللَّهمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ». أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» وأبو داود.

«اللَّهمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ يَسَارِي نُوراً، وَفَوْقِي نُوراً، وَتَحْتِي نُوراً، وَأمَامِي نُوراً، وَخَلْفِي نُوراً، وَعَظِّمْ لِي نُوراً». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي، فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي». أخرجه مسلم.
«اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، وَمَا أسْرَفْتُ، وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إِلَهَ إِلا أنْتَ». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ أنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أنْتَ». أخرجه البخاري.

«اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ». أخرجه أبو داود والترمذي.

«اللَّهمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي». أخرجه مسلم.
«اللَّهمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اللَّهمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَالجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ». متفق عليه.

«اللَّهمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ». متفق عليه.
«اللَّهمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ». أخرجه مسلم.

«يَا مُقَلِّبَ القُلُوب ثبتْ قَلْبي عَلَى دِينِكَ». أخرجه أحمد والترمذي.

«اللَّهمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي». أخرجه أحمد.

«اللَّهمَّ بعِلْمِكَ الغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي وَتَوَفَّنِي إِذا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لِي اللَّهمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْب وَالشَّهَادَةِ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا وَالغَضَب وَأَسْأَلُكَ القَصْدَ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى وَأَسْأَلُكَ نَعِيماً لاَ يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ القَضَاءِ وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ المَوْتِ وَأَسْأَلُكَ لَذةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهمَّ زَيِّنَّا بزِينَةِ الإيمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ». أخرجه النسائي.

«اللَّهمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي». أخرجه الترمذي وابن ماجه.

«اللَّهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ مَكَّةَ أوْ أشَدَّ وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَحَوِّلْ حُمَّاهَا إِلَى الجُحْفَةِ».
 متفق عليه.

«اللَّهمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَفِي ثِمَارِنَا وَفِي مُدِّنَا وَفِي صَاعِنَا، بَرَكَةً مَعَ بَرَكَةٍ». أخرجه مسلم..

«اللَّهمَّ لَكَ الحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهمَّ لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ، وَلاَ هَادِيَ لِمَا أَضْلَلْتَ وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت، َ وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، اللَّهمَّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ، اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ، اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ العَيْلَةِ وَالأَمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ، اللَّهمَّ إِنِّي عَائِذٌ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرِّ مَا مَنَعْتَ، اللَّهمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِْيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ مَفْتُونِينَ اللَّهمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيَصُدُّونَ عن سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، اللَّهمَّ قَاتِلِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ، إِلَهَ الحَقِّ». أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد.

«اللَّهمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ». أخرجه مسلم.

«اللَّهمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي». أخرجه أحمد.
«رَب اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ». أخرجه أحمد والترمذي.

«اللَّهمَّ أعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ». أخرجه مسلم.

كيف نربح رمضان ؟ ... ١٠. نتدبر وندعوا : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي . أعداد : محمد أبوغدير المحامي .

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَت ْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: " تَقُولِينَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "رواه ابن ماجة في سننه وصححه الألباني .

ليلةُ القدرِ ليلةٌ مباركةٌ ، وصفها الله بذلك  فقال تعالى :" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ "، الدّخان/3 ،
وقد خصّها الله تعالى بإنزال القرآنِ فيها ، وجعلها خيراً من ألف شهر ، وأخبر أنّ الملائكةَ تتنزّلُ فيها بأمرِ الله عزّ وجلّ، قال تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ".
ولقد تنبهت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى فضل هذه الليلة ومكانتها فسألت رسول الله عن أفضل الدعاء إذا أدركت هذه الليلة فكان هذا الدعاء :
 
( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي )

فلنتدبر كلمات الدعاء  ،
لنقف على مفهوم ( العفو )
ومعنى إسم الله العفو وصفة العفو وذكره في القرآن  ،
وبيان عفو الله بعباده من حيث محبة الله تعالى العفو ومغفرته لعباده مهما كثرت ذنوبهم ،
وعفو العباد وتسامحهم فيما بينهم ومجالات هذا العفو ،
وأخيرا فوائد العفو وثمراته .
  ونبين ذلك في الآتي :
.

أولا : مفهوم العفو :

 أ - العفو في اللغة له معنيان :

1 . العفو هو : المحو والإزالة :
فالعفو هو التجاوُزُ عن الذنب وتَرْك العِقاب عليه، وأَصله المَحْوُ والطمْس .

 . 2 العفو هو الفضل :
فالعفو يعنى الفضل ، فعَفوُ المالِ هو ما يَفضُل عن النَّفقة ، يقول تعالىٰ : ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ) ، البقرة: 219 .

پ -  والعفو هو اسم من أسماء اللَّه الحسنى :

 يدل على سعة صفحه سبحانه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا تابوا وأنابوا .
.

ثانيا : معنى إسم الله العفو وصفته وذكره في القرآن :

أ - معنى اسم الله تعالى ( العفو ) :

هذا الاسم الكريم (العفُوّ) يدل على المبالغـة في العَـفْو، قال ابن منظور:
وهو من أَبْنِية المُبالَغـةِ. يقال: عَفا يَعْفُو عَفْواً فهو عافٍ وعَـفُوٌّ ، فالله عز وجل كثير العفو عن عباده، فهو سبحانه يعفو عنهم ابتداء دون أن يرتكبوا ذنوباً، فيرفع عنهم الحرج، ويشرع لهم الرخص، فكلمة (العفو) تأتي بمعنى إسقاط المؤاخذة وإن لم يكن ذنب،

. يقول الغزَّالي: "العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من إسم الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبيء عن الستر والعفو ينبيء عن المحو والمحو أبلغ من الستر"

ب -  ورود اسم الله ( العفو ) في القرآن الكريم:

سمى الله عزَّ وجلَّ نفسه العَفوُّ في خمس آيات :

١ . في قوله تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء من الأية:43] .

٢ . وقوله: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء من الأية:99] .

٣ . وقوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149].

٤ . وقوله عزَّ وجلَّ: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج:60].

٥ . وقوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [المجادلة من الأية:2] .

ج -  صفة الله ( العفو ) في القرآن الكريم :

وردت صفة الله العفو في الكثير من الآيات في القرآن الكريم ، نذكر بعضها :

1 . وقال تعالى : ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آل عمران : 159 .

2 . وقال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى : 30

 3 . قال تعالى : ( إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ) البقرة : 237 .
.

ثالثا : عفو الله بعباده :

قال ابن الجوزي في لطائف المعارف: "العفو من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده ، الماحي لآثارهم عنهم. وهو يحب العفو، فيحب أن يعفو عن عباده :

أ - محبة الله تعالى لصفة العفو :

من محبة الله سبحانه للعفو يعفوا سبحانه عن عباده ابتداء دون أن يرتكبوا ذنوبا ً، فيرفع عنهم الحرج ، ويشرع لهم الرخص ، ويسقط المؤاخذة ، وشواهد ذلك في هذه النصوص :

١ . قال تعالى: (... يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ...) [البقرة : 185] .

٢ . وقال: (...مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ...) [المائدة : 6] .

٣ . عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. (حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما) .

٤ .  ويجب الله تعالى أن نقبل منه عز وجل عفوه، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب أن تؤتى رخصه ، كما يكره أن تؤتى معصيته ) صححه الالباني .

ب - أسباب عفو الله ومغفرته لعباده مهما كثرت ذنوبهم :

ومن حب الله العفو لعباده يغفر لهم ذنوبهم مهما كثرت ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تبارك وتعالى: « يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة»،
وقد تضمن الحديث أهم ثلاثة أسباب يحصل بها عفو الله عن عباده مهما كثرت ذنوبهم هي :

١ . الدعاء مع الرجاء :

 أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة، فقال سبحانه «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين»، ويكون  هذا الدعاء سببا للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.
ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه» .

٢ . الاستغفار :

الاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون» .
ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف».

٣ . التوحيد وعدم الشرك بالله :

قال تعالى: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً» ،
والتوحيد في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيماً، وإجلالاً ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا.
.

رابعا : عفو العباد فيما بينهم :

وكما يعفو الله تعالى عن السيئات ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وبيان ذلك ومجالاته في الآتي :

أ - الله يحب من عباده أن يعفوا ويتسامحوا فيما بينهم  :

 ودلائل ذلك في الآتي :

١ . قال الله عز وجل: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران : 134] .

٢ . وقوله تعالى: ( إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) [النساء : 149]،
جاء في التفسير الميسر: (نَدَب الله تعالى إلى العفو, ومهَّد له بأنَّ المؤمن: إمَّا أن يُظهر الخير, وإمَّا أن يُخفيه, وكذلك مع الإساءة: إما أن يظهرها في حال الانتصاف من المسيء , وإما أن يعفو ويصفح, والعفوُ أفضلُ; فإن من صفاته تعالى العفو عن عباده مع قدرته عليهم) .

٣ . وقال تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى : 40 .

ب -  مجالات عفو وتسامح المسلمين فيما بينهم :

 ومجالات العفو والتسامح كثيرة نذكر منها الامثلة الآتية :

 ١ . مثال للعفو بين القيادة والجنود :

قال الله - تعالى - مخاطباً نبيه - عليه الصلاة والسلام -: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران: 159 ، فهذا الرسول المعصوم يأمره الله - تعالى - بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله فيجمع بين العفو والإحسان .

٢ . مثال للعفو في نطاق الدعوة إلى الله ومعاملة أهل الكتاب :

أمر - سبحانه وتعالى- المؤمنين بالعفو والصفح بعد أن بين كيد الكفار وخيانتهم فقال: [ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير][البقرة: 109]. وقد جاء أمر الله بأن قذف الرعب في قلوبـهم وخرّبوا بيوتـهم بأيديهم وأخرجهم من ديارهم وأمر المؤمنين بجهادهم. كل هذا بسبب فسادهم وانحرافهم عن أمر الله.

٣ . مثال للعفو في في مجال العقوبات :

 قال الله تعالى -: [ وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله إن الله لا يحب الظالمين][الشورى: 40]
وقال - تعالى -: [ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأموري[الشورى: 43].
وقال - تعالى -: [لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً. إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً][النساء: 148-149].

٤ . مثال للعفو في المعاملة الزوجية :

في حال الطلاق والفراق حث على العفو والمسامحة فقال - تعالى -: [وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم][البقرة: 237].
.

خامسا : فوائد العفو وثمراته :


1. العفو ينال به محبة الله تعالى :

فإذا كنت من العافين عن الناس فإن الله تعالى سيحبك، ويجعلك من أهل الإحسان الذين هم أعلى الناس إيمانًا، كما في قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران من الأية:134].

2. من عفا عُفِى عنه يوم القيامة :

إذ الجزاء من جنس العمل ، قال الله تعالى  { وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14

3. العفو يُورث التقوى :

يقول الله تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة من الأية:237]، فالعفو عن الناس من الأسباب التي تجعل العبد تقيًّا نقيًّا.

5) العفو يزيد الإنسان عزًّا :

فالنبي يقول: «وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا» (صحيح مسلم), فكلما عفوت، ازددت عزًّا عند الله تعالى.

6. الأجر العظيم عند الله تعالى :

لقوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى من الأية:40].

7. العفو يُثْمِر الفوز بمغفرة الرحيم طريقها العفو :

فيقول تعالىٰ : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبـُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور: 22.

8 . العفو دليل على كمال الإيمان وحُسن الإسلام :

فقال تعالى :  ، وقال سبحانه : ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) الشورى/ 43 .

9 . العفو من مظاهر حُسن الخلق :

قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران/ 134

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

كيف نربح رمضان ... ؟ . . . ٩ . العشر الأواخر إغتنم الفرصة . إعداد : محمد أبوغدير المحامي

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا دخل العشر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله )) متفق عليه وفي رواية مسلم : ( كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره )

فلنستدرك ما فات من الطاعات بما بقى من الشهر الكريم ، وما تبقى من رمضان هي أفضل الليالي ، هي العشر الأواخر وما بعدها ، وبين ذلك في الأتي .



أولا : العشر الأواخر من رمضان :

ويشمل فضلها وإحياء لياليها بالطاعات، وبيان ذلك في الآتي :

أ - فضل العشر الأواخر :
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه.
2- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. متفق عليه واللفظ للبخاري.
3- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره. رواه مسلم.
4- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قُبَّة تركية على سُدَّتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده، فنحاها في ناحية القبَّة، ثم أطلع رأسه فكلَّم الناس، فدنوا منه فقال: ((إني اعتكفتُ العشرَ الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفتُ العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحبَّ منكم أن يعتكف فليعتكف))، فاعتكف الناس معه، قال: ((وإني أُريتها ليلةَ وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء))، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر. متفق عليه واللفظ لمسلم.
5- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحرِّيَها فليتحرَّها في السبع الأواخر)) متفق عليه.
6- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)) متفق عليه واللفظ للبخاري.
7- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: ((قولي: اللهم إنك عفو كريم، تحب العفو، فاعف عني)) رواه أحمد وأصحاب السنن واللفظ للترمذي.

ب : إحياء هذه الليالي العشر الفاضلة بالطاعات الآتية :

 . 1  قيام الليل والتهجد :

صلاة قيام الليل هي :
ما يصليه المسلم نفلا بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، والأفضل تأخير صلاة الوتر عنها، وإذا صلاها قبلها صحت ،

 وأما صلاة التهجد فهي :
ما يصليه المرء بعد قيامه من النوم في السدس الأخير من الليل إلى طلوع الفجر، فقال تعالى: ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً ) الإسراء ، وقال أيضا مادحاً المؤمنين: (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً 9)الفرقان، وقال سبحانه يصف قيام الليل: (إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلاً ) المزمل.

. 2 استغفار السحر:

الاستغفار :
هو طلب المغفرة للذنوب والإقالة من العثرات من الله العزيز الغفار، وأفضل وقت للاستغفار هو وقت السحر قال تعالى : ( وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) الذريات :18 .

 . 3  الدعــــاء :

الدعاء هو :
استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ، وإضافة الجود والكرم إليه.

فضله :
والدعاء سلاح المؤمن كما روى الحاكم في صحيحه من حديث على بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض" .

4 . الذكــــر:

الذكر هو :
التخلص من الغفلة والنسيان بدوام حضور القلب مع الحق، بترديد اسم الله وصفاته بالقلب واللسان أو حكم من أحكامه أو فعل من أفعاله أو غير ذلك مما يُتقرَّبُ به إلى الله تعالى .

مشروعيته :
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسَبِّحُوه بكرةً وأصيلاً} الأحزاب .

فضله :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من قومٍ اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه؛ إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفوراً لكم فقد بُدلت سيئاتكم حسنات” رواه الإمام أحمد  .

.
ب - تحري ليلة القدر في هذه العشر :

. 1   أوقاتها :
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري ، وهي في السبع الأواخر أقرب لقوله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي ) رواه مسلم

 . 2  فضلها:
قال الله تعالى :{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } القدر: 3 ، وقال صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .

قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها .

.
ج - الاعتكاف في هذه العشر :

. 1  تعريفه :
هو لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله تعالى . وهو من الأمور المشروعة .

 . 2 مشروعيته :
فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أزواجه من بعده , ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده )

. 3 وقته :
قال الإمام أحمد – رحمه الله - : لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لكن لو اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز .

. 4 توظيفه :
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة , وأن يحاسب نفسه , وينظر فيما قدم لآخرته , وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا , ويقلل من الخلطة بالخلق .

.
ثانيا : طاعات ما بعد العشر :

قد شرع الله تعالى في ختام العشر الأواخر عبادات تقوي الإيمان وتزيد الحسنات . ومنها :

.
أ - إحياء ليلة العيد بالتكبير :

وقته :
من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد قال تعالى :{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة:185 .

صيغة التكبير الواردة :
الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد .

.
ب - زكاة الفطر :

. 1 مقدارها :
صاع من طعام ويبلغ قدره بالوزن : كيلوين وأربعين غرماً من البر الجيد . فإذا أراد أن يعرف الصاع النبوي فليزن كيلوين وأربعين غراماً من البر ويضعها في إناء بقدرها بحيث تملؤه ثم يكيل به .

. 2  وقت إخراجها :
والأفضل أن يخرجها صباح العيد قبل الصلاة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة )) متفق عليه . ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين .

.
ج - صلاة العيد :

. 1حكمها :
أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته رجالاً ونساء مما يدل على تأكدها . واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنها واجبة على جميع المسلمين وأنها فرض عين . وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد واختاره ابن القيم أيضاً .

 . 2 أهميتها :
جاء في حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى : العوائق والحيض وذوات الخدور , فأما الحيض فيعتزلن المصلى , ويشهدن الخير ودعوة المسلمين , قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( لتلبسها أختها من جلبابها ) متفق عليه .

.
د - سنن العيد  :

. 1 الأكل قبل الخروج إليها  :
تمرات وتراً ثلاثاً أو خمساً أو أكثر يقطعهن على وتر لحديث أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً ) رواه البخاري .

. 2 التجمل ولبس أحسن الثياب :
روى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين .
وأما المرأة فإنها تخرج إلى العيد غير متجملة ولا متطيبة , ولا متبرجة , لأنها مأمورة بالستر , والبعد عن الطيب والزينة عند خروجها .

. 3 الخروج الى العيد مشيا والعودة من طريق آخر :
يخرج إلى مصلى العيد ماشياً لا راكباً إلا من عذر كعجز وبعد مسافة لقول علي رضي الله عنه : ( من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً ) رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن . والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم , يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً , وأن لا يركب إلا من عذر ... ا.هـ .

وينبغي مخالفة الطريق بأن يرجع من طريق غير الذي ذهب منه . فعن جابر رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) رواه البخاري . وفي رواية الإسماعيلي كان إذا خرج إلى العيد رجع من غير .

 . 4 التهنئة والدعاء يوم العيد :
فعن محمد بن زياد قال : كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك . قال أحمد : إسناده جيد . وقال ابن رجب : وقد روي عن جماعة من الصحابة التابعين أنهم كانوا يتلاقون يوم العيد ويدعو بعضهم لبعض بالقبول .

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

السبت، 25 يونيو 2016

كيف نربح رمضان .؟ ... ٨. شمول القوة ومجالاتها ، والتربية عليها في رمضان . أعداد : محمد أبوغدير المحامي .

القوة شعار المسلم ، وهي لازمة لتنفيذه شرائع دينه وشعائره ومشاعره ، ولا يقوم الأسلام واقعا حيا في حياة الافراد او الجماعات أو الأمم ألا بالقوة بشمولها ،

فما مفهوم القوة ، وما أنواعها ومجالاتها ، وكيف نتربى عليها في رمضان .



اولا مفهوم القوة  :

أ -  القُوَّة في اللغة هي :

مبعث النشاط والنمو والحركة ، وتنقسم إلى طبيعية وحيويَّة وعقلية ، كما تنقسم إِلى باعثة وفاعلة .

ب - القوة في فقه الإسلام هي :

كل الطاقات البشرية الممكنة المستمدة من الله تعالى ، والمستفادة من جميع ما في هذا الكون ، بالإضافة إلى القوى المعنوية والغيبية التي يؤيد الله تعالى بها عباده



ثانيا : أنواع القوة ومجالاتها :


القوة اللازمة لتربية الأفراد و تنظيم الجماعات ولإصلاح المجتمعات واقامة الحق والعدل ، هي أنواع ومجالات : أولها قوة العقيدة والإيمان ، ويليها قوة الوحدة والارتباط ؛ ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح . ولابد أن تتوفر جميعا لتحقيق التربية والتنظيم والإصلاح  ، وبيان ذلك في الآتي :

1 - قوة العقيدة والإيمان :

فصاحِبُ العقيدة القويّة يؤمن بالله ويتوكَّل عليه ، يعتقد أنّه في معية الله ، ومن ثم فهو يعمل بجد وإخلاص ، قوي يأمر بالمعروف وينه عن المنكر ، يربى على كل ذلك كما ربى  رسول الله  ابنِ عبّاسٍ-رضي الله عنه- حيث قال : ((يا غلام، إني أعلِّمُك كلمات: احفظِ اللهَ يحفظْك، احفَظِ الله تجِدْه تجاهَكَ، إذا سألتَ فاسْألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلم أنّ الأمةَ لو اجتمَعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمَعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلامُ وجفَتِ الصحف)) رواه الترمذي.

2 . قوة الوحدة والارتباط :

الإجتماع والتوحد بين الناس ضرورة بشرية وحاجة إنسانية لتحقيق أهدافهم الدنيوية والأخروية ،وقد حث الإسلامي على ذلك في القرآن : قال تعالى : «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» ، والسنة النبوية أكدت بدورها ضرورة أن يكون المؤمنون «كالبنيان الواحد»، وأن تكون الأمة كالجسد الواحد «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

3 . قوة الساعد والسلاح :

وهي َضرورية ولازمة للمسلِم ، فبها يقوم الأيمان ويرفع البنيان وتحمى الديار والأوطان .
. فمقتضيات الأيمان من صلاة مفروضة وقيام ليل ، والحج ومناسكه والعمرة ، وصيام رمضان ونوافل الصوم يحتاج إلى قوة  .
ومقتضياة الحياة من كسب القوت الحلال بالعمل ، وإعمار الديار وتحقيق نهضة البلاد ، وتسليح الجيوش بالعتاد والسلاح يحتاج إلى  قوة .
. الجهاد في سبيل الله وهو ذروة سنام الإسلام لحماية الأوطان من العدو الغادر ،ونشر الإسلام بقيام فريضة الدعوة إلى الله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله يحتاج إلى قوة .
قال صلى اللهَ عليه وسلم : ( المؤمِن القويّ خير وأحبُّ إلى اللهِ من . . المؤمِن الضعيف، وفي كلٍّ خير) ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : (اللّهمَّ إني أعوذ بك من العَجزِ والكَسَل) رواه البخاري



ثالثا : وسائل وأسباب ومظاهر تنمية القوة في رمضان :


أ .  وسائل قوة العقيدة والإيمان في رمضان :

1 . التقوى :

وهي ببساطة : أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الطاعات واجتناب المحرمات ، ألزام المسلم  بتقوى الله ــــ الذي هو هدف عملي جلي من آثار صيام شهر رمضان ـــ فإنه يكون بذلك قد حقق جانباً مهماً في التوحيد وهو خشية الله تعالى ومراقبته ، ومن هنا يتضح ارتباط التقوى بالعقيدة في رمضان

2 . القرآن :

ارتبط عند عموم المسلمين شهر رمضان بتلاوة القرآن الكريم ، وترى إقبالهم على قراءته وسماعه ، والتنافس على ختمه في صلاة التراويح والقيام ؛ إقتداءً بالنبي الكريم الذي كان يتدارس القرآن مع جبريل في شهر رمضان .
3 . الدعاء : لقد أمر الله تعالى بالدعاء وتكفل بالإجابة ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  (الدعاء هو العبادة ) صحيح الجامع  .

٣ . الدعاء  :

وهو من العبادات في رمضان والتي يحرص عليها اكثرالمسلمين ، وتتضح في صلاة الوتر وعند ختم القرآن ، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم للصائم دعوة لا ترد

4 . الصيام :

وهو أحد أركان الإسلام التي لا يصح إيمان الشخص إلا به – مع توفر الشروط – ، وقد ألزم الله بها عباده لمدة شهر كامل في العام على ما فيه من المشقة والتعب، ورتب على فعله الأجر العظيم فقد جاء في الحديث الصحيح عن أَبي هُرَيْرَةَ t قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  : « قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لي ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ .


ب . أسباب قوة الوحدة والارتباط في رمضان :


1 . وحدة الأمة في رمضان :

فالمسلم في رمضان حيث يأكل بنظام و ينام بنظام و يستيقظ بنظام ، و المجتمع الإسلامي في رمضان مجتمع يتجلى فيه النظام بأروع مظاهره ، جوعٌ واحد في النهار ، تحفزٌ لإفطار واحد قبيل المغرب ، إفطارٌ واحد عند الغروب ، صلاةٌ واحدة في العشاء و التراويح و الفجر ، إنه نظام لا مثيل له في أمة من الأمم .

2 . المساواة المطلقة في رمضان :

بين الكبير و الصغير ، والعالم والجاهل ، والحاكم والرعية ، والغني والفقير ، لا تمتاز فيه طبقة عن طبقة ، ولا فرد عن فرد ، يا لها من روعة ما أجلها في أعين الباحثين عن أجدى الوسائل لتربية الأمم على الطاعة و النظام

3 . التكافل الإجتماعي في الصيام :

حيث المشاركة الوجدانية بين الفقراء والأغنياء ، فعندما يحرم الصائم من الطعام والشراب، فإنه يشعر بمرارة الجوع والظمأ لدى الفقراء والمحتاجين، مما يدفعه إلى التكافل معهم، والأخذ بيدهم للرفع من مستواهم الاقتصادي، وهذا بدوره يؤدي إلى قيام نوع من التوازن الاقتصادي والاجتماعي بين أفراد المجتمع.


ج . مظاهر قوة الساعد والسلاح في رمضان :

1 . الهمة العالية :

حيث  تحرك قلب المؤمن، وتوجهه إلى إقامة الطاعات، وتجنب المعاصي والمخالفات، وإلى بعث الهمة وتحريكها واستحثاثها للتنافس في الخيرات،  ومن ذلك:

 التسابق على الإنفاق لنول الفضل ، عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله) .

 السباق على الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا. ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه. ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا ) .

والحرص على تلاوة القرآن : لقوله صلى الله عليه وسلم: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارق، ورتل، كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ) .

٢ . شهر رمضان المبارك هو شهر الجهاد :

 وفيه وقعت أعظم المعارك التي انتصر فيها المسلمون الصائمون وهي :

. معركة بدر الكبرى : في السابع عشر من رمضان المبارك في العام الثاني للهجرة، مكَّن الله لسيوف المسلمين من رقاب أعدائهم فخرَّ الواحد منهم تلو الآخر صريعاً مُجندلاً.

. غزوة تبوك : في شهر رمضان من السنة التاسعة من الهجرة.كانت آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففر الروم وولى المشركون رعباً.

. فتح الأندلس : في شهر رمضان من سنة 93 هجرية. انتصر المسلمون بقيادة القائد طارق بن زياد وأقاموا الحكم الإسلامي فيها وبنوا حضارة عريقة.

. موقعة عين جالوت : في شهر رمضان من سنة 658 هجرية. هب الجيش الإسلامي لملاقاة جحافل التتار الذين كانوا قد إنصبوا إنصباب السيل المدمر يُخربون ويُدمرون. وانتهت الموقعة بتمزيق جموع التتار وهزيمتهم شرَّ هزيمة.

حرب اكتوبر مع اليهود في سيناء : وكانت في رمضان  ١٣٩٣ هـ ، حيث حرار المسلمون المصريون جيش اليهود الذي كان يزعم انه لا يقهر واجبره الى الرجوع بعد ذلك الى حدود عام ١٩٦٧ .

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

الأربعاء، 22 يونيو 2016

كيف نربح رمضان ؟ ... ٧. نتزكى لنحلق نحو الحرية . إعداد : محمد أبوغدير المحامي

رمضان شهر الحرية ، كيف ذلك ؟
والمسلم حال صيامه تفرض عليه قيود شتى ، ممنوع من الطعام والشراب الحلال من طلوع الفجر حتى غروب الشمس ، ممنوع من إتيان زوجته طوال فترة صومه ، وعليه أن يقطع من وقته يقوم ويركع ويسجد في صلاة التراويح ، ويستيقظ من احلي نومه للسحور وليصلى الفجر في المسجد ، ويلزم بدفع صدقة الفطر ، وغيرها من شعائر شهر رمضان التي يتعبد بها المسلم لله تعالى  ، وبيان ذلك يقتضي بيان ما يأتي :

معني الحرية ،
علاقة الحرية بالعبودية لله تعالى ،
وسائل وأسباب الحرية في شعائر رمضان ،
والحريات التي قررها الإسلام وأنواعها

وفي هذه السطور بيان للمذكور .

أولا : تعريف الحرية :

أ - تعريف الحرية في اللغة :

الحر نقيض العبد ، والحرية نقيض الرق والاستعباد .

ب - تعريف الحرية اصطلاحا :

.1 و الحرية في الإسلام هي :
هبة السماء للإنسان لتكريمه ولحمايته من الاستعباد والاستبداد ،
فقال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) سورة الإسراء الآية :70 ،
 ومن هذا المطلق صرخ عمر بن الخطاب قبل ألف وأريعمائة عام قائلا : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا

٢ . 2 والحرية هي : العبودية الخالصة لله :
إذ قال الدكتور يوسف القرضاوي أن العبودية الخالصة لله هي عين الحرية وسبيل السيادة الحقيقية فهي - وحدها - التي تُعتِق القلب من رِقِّ المخلوقين ، وتُحرره من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله  .

. 3 من تعريفات الحرية أنها :
( قدرة الإنسان على إتيان أي عمل لا يضر بالآخرين ، وان الحدود المفروضة على هذه الحرية لا يجوز فرضها إلا بالقانون ) .
هو ما ورد في الإعلان الصادر لحقوق الإنسان في فرنسا عام 1789 ,

ثانيا : الإنسان بين الحرية والعبودية لله تعالى :

جبلت النفس البشرية على المطامع والأهواء والشهوات ، وإذا ملك الإنسان تجبر وطغى ، ومن ثم كان الإنسان في حاجة إلى ضوابط وزواجر تمنع طغيانه واستبداده ، فكانت شرائع السماء خضوع الإنسان لشرائع الله و العبودية الخالصة له سبحانه وبذلك يتُحرر من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله فتكون الحرية المنشودة ، وبيان ذلك في الآتي :

أ - تزكية النفس ضرورة لحماية الحرية  :

والحرية لابد لها من حماية ولا شك أن الإنسان هو المكلف بحمايتها ، فهل يمكن أن يحميها الإنسان من نفسه وبين جنبيه شهوة مدمرة وبقلبه وعقلة هوى قاتل وغضب حارق وشيطان مضل .
ألا ترى الساسة الكبار وهم يسيرون شؤون البلاد عبيدا لمطامعهم وشهواتهم السياسية ؟ فكيف يأتمنون على الحرية ؟
أتظن أن الجماهير المنساقة خلف شهواتها ونزواتها وأهوائها قادرة على أن تنتزع حرياتها من الحكام الظلمة المحصنين بتشريعاتهم الظالمة فضلا عن سياطهم الملتهبة ونيرانهم الحارقة وقضائهم الجائر .

ب -  الحرية الكاملة هي العبودية الخالصة لله تعالى :
إن العبودية لله تحرر نفوس المؤمنين من المطامع والأهواء والشهوات ، وتربط نفوسهم بالله ، وقيد إرادتهم بإرادته وحده ، والله سبحانه عنوان الخير والحب والرحمة ، فمن استعبده الحق والخير والرحمة كان متحرراً من كل ما عداها من صفات مذمومة .

ويقول الله تعالى في الحديث القدسي ( يا ابن آدم خلقتك من أجلي وخلقت كل شيء من أجلك )، ومقتضى عبودية العبد لله ، حريته وغناه عن من سواه ، أن لا يخضع إلا لله ، وأن لا يرجو إلا الله ، وان لا يخاف إلا الله .

وكما سبق القول بأن الدكتور القرضاوي ذكر أن العبودية الخالصة لله هي عين الحرية وهي التي تُعتِق القلب من رِقِّ المخلوقين ، وتُحرره من الذُّل والخضوع لكل ما سِوى الله من أنواع الآلهة والطَّوَاغيتِ التي تَستعبِدُ الناس وتَسترِقُّهم أشدَّ ما يكون الاسترقاق والاستعباد ، وإنْ ظهروا - صورةً وشكلاً - بمظهر السادة .

ثالثا : وسائل التزكية الرمضانية لنحلق نحو الحرية :

مدرسة رمضان بما يتضمنه من فرائض ونوافل يؤديها المسلم هي طريق الوصول إلى كمال العبودية المؤدية إلى الحرية ، وشعائر رمضان وسيلة لتحقيق العبودية المؤدية للحرية ، وطالب الحرية حال جهاده لانتزاع الحرية من الطغاة يحتاج لزاد إيماني يعينه على الثبات  يجده في أعمال اليوم والليلة في رمضان ، وبيان ذلك في الآتي :

أ - رمضان مدرسة الحرية  :

إذا كانت الحرية هي كمال العبودية لله ، فإن رمضان هو شهر "الحرية" ، لأن الصيام مدرسة هي طريق الوصول إلى كمال العبودية لتخريج الأحرار بالمعنى العلمي الصحيح ،
فإن أداء المسلمون لكل ما أمرهم الله به من صلاة وصيام وتلاوة وقيام ومسارعة إلي الخيرات وإحسان وصدقات، وعدم وقوفهم عند ظواهر الأعمال بل فهموا مراد الله فيها ، وتغذت بصائرهم إلي لباب أسرارها ، فعرفوا لرمضان معني لم يعرفه غيرهم وفازوا بربح لم يفز به سواهم، واكتسبوا منه تزكية النفوس وتصفية الأرواح .

ب - شعائر رمضان وسيلة لتحقيق العبودية المؤدية للحرية  :

 . 1 في صيام رمضان يمتنع المسلم عن الطعام والشراب طوال النهار من طلوع الفجر غروب الشمس وقد تكون هو الذي يعد الطعام وعينه تنظر إليه بشوق ونفسه تشتهيه والجوع والعطش يقتله ، إلا أنه يتمرد على هذه الرغبة ويدوس على تلك الشهوة يتبرئ من عبودية الطعام والشراب ، معلنا عبوديته لله تعلى ، متصفا بصفات الأحرار .

. 2  في نهار رمضان يمتنع المسلم عن شهوة النساء ، وقد يدخل الرجل بيته فتقع عينه على جمال زوجته فيجد رغبة فيها فيصرف نظره عنها ويمنع شهوته عن حلاله طاعة لربه وامتثالا لأمره ، أليس في ذلك قوة إرادة تصاحبها تربية على احترام حرمات الغير ، ومن ثم تحقيق لعبوديته لربه وإعلانا لكمال حريته .

. 3  في ليل رمضان ينام المسلم بعد يوم عمل شاق لا تكفيه ساعات ليرتاح من التعب ، وما يبرح لرفع الغطاء عن جسده ويهب واقفا ليقوم الليل في وقت السحر قائما لله ساجدا ، رافعا أكف الضراعة داعيا ومستغفرا ، لتزكو نفسه وتسموا روحه وهو في معية الله وبين يديه سبحانه ، أليس في ذلك كمال حريته وهو في تمام عبوديته لله .

 . 4 في شهر رمضان ينفق المسلم بسخاء من ماله ، فيعطي الفقير والمسكين ، ويفطر الصائم ويقدم الهدية لأرحامه حال وصالهم ، ويشارك في أعمال البر ، رغم أنه جبل على حب للمال ورغبته في اكتنازه إلا أنه يفعل ذلك طاعة لله وابتغاء مرضاته سعيا أن يحقق عبوديته لله ، متحرراً من الشح والبخل .

ج - أسباب معينة على انتزاع الحرية من الطغاة :

الحرية لا تمنح ولا تهدى وإنما تنتزع انتزاعا ، ومن ثم تكون هناك مواجهة بين طلاب الحرية والطغاة فلابد من التسلح بالصبر والثبات بزاد يتقوى به على الاستمرار في طريق الحرية حني ينالها وهذا الزاد هو من أعمال اليوم والليلة في رمضان وهي :

الإقبال على القرآن : القرآن العظيم وهو حبل الله المتين ، والنور المبين ، من تمسك به عصمه الله ، ومن اتبعه أنجاه الله ، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم .

1.  ذكر الله : وهو من أعظم أسباب التثبيت . تأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً } الأنفال 45 .

2.  الدعاء : يفزع الإنسان إلى خالقه وينقطع إليه ضارعا منكسرا ، قال تعالى : (( وإذا مسَّ الإنسانَ الضُرُّ دعانا لجنبِهِ أو قاعِدا أو قائما فلمّا كشفنا عنه ضُرَّهُ مرَّ كأن لم يدعُنا إلى ضُرٍّ مسه )).

رابعا : حريات الإنسان في الإسلام :

الإسلام سبق كل والمواثيق الدولية والإقليمية والدساتير الوطنية في إقراره للحقوق والحريات وحمايتها ، ولا يسع المجال لبيان كل حرية من هذه الحريات ، وإنما نتحدث بشكل عام عنها بحيث لا يتجاوز ذكر المبادئ العامة مع بعض أدلتها بإيجاز :

أ ـ الحرية الدينية :

إن الحرية الدينية هي أهم أنواع الحريات في الحقيقة ، وهي يقصد بها أمور هي:

١ . حرية العقيدة :
حيث من حق الفرد اعتناق أي دين، فقال تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاء فليكفر )سورة الكهف الآية29
وقال تعالى للكفار : ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) سورة الكافرون الآية6
وقال تعالى : ( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قدت بين الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )سورة البقرة الآية 256

٢ . حرية العبادة ، وممارسة الشعائر التعبدية:
مع أن دين الكفار هو الشرك وعبادة الأصنام ، قال تعالى : ( وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي ولكم عملكم أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مما تعملون) سورة يونس الآية 41 ،
وعد من أسباب الجهاد الدفاع عن أماكن العبادة لكل الأديان السماوية فقال تعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وصلوات ومساجد يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). سورة الحج الآية40

ب ـ الحريات السياسية :

حيث حمى الإسلام هذه الحرية أيضاً مادامت في إطار غير مسلح ومنها :

- 1  حرية إبداء الرأي والحق في المعارضة :
الحاكم بالحكمة والموعظة الحسنة ، أو حسب المصطلح الإسلامي " النصيحة " حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟ قال : ( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم ) رواه مسلم في صحيحه.

- 2  حرية تشكيل أحزاب سياسية :
لكل حزب برنامجه الخاص في إطارا لشرعية والدستور الإسلامي ، بل إن في ذلك ثراء وإثراء وتحويلاً للنصيحة الفردية إلى المؤسسة المنظمة القادرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صورة أفضل وأقوى من الفرد ، والمساهمة الفعالة في منع الفساد الإداري ، وفي تحقيق التنمية الشاملة.

 - 3 ومن الحقوق السياسية أيضا :
حق تولي الوظائف العامة ، وحق المشاركة في تدبير شؤون الدولة على أساس الاختصاص دون التفرقة بين شخص أو آخر .

ج ـ الحريات الاقتصادية :

من هذه الحريات حرية التملك ، وحرية العمل ، وهذان الحقان مفصلان في شريعتنا الإسلامية الغراء لا يسع المجال هنا للخوض في تفاصيلهما .

د ـ الحقوق الثقافية والعلمية :

لم نجد إلى اليوم كتاباً قديماً ، أو دستوراً ، أو نظاما يبدأ بالأمر الجازم بالقراءة والعلم إلا القرآن العظيم الذي تقول : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنسان مِنْ علق اقرأ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ)سورة العلق الآية 1 – 5 .
ثم تنزل مئات الآيات في بيان فضل العلم وأهميته ن وأنه مفتاح الحضارة قامت على العلم ، وأن أصحابها صرفوا الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها ، وأن العلم في الإسلام للجميع .

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

كيف نربح رمضان ؟ ... ٦. شمولية الإحسان والتربية عليه . إعداد : محمد أبوغدير المحامي

مقدمة :
روي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ الخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ ، حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ  ) متفق عليه.

رمضان شهر الإحسان ، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه - في رمضان وفي غير رمضان - قمة في الجود والكرم ، وفي رمضان تذكر سير المحسنين وأخبار أهل الكرم ، ليكونوا قدوة الناس فتزداد أعمال الخير ، فيفوز الفقراء والمحتاجين والمساكين بالصدقات أكثر من أي شهر من أشهر السـنة ، ولقد ارتبط معنى الإحسان في ظن الكثير من الناس بأعمال الخير والبر التي تقدم للفقراء والمساكين والأيتام .

ولكن الإحسان أشمل وأعم من مجرد عطاء مادي كطعام للجائع أو لباس للعارِ أو نفقة للمحتاج ، الإحسان هو ضمير المسلم الذي يستشعر به ودائما أن الله معه ويراه ويعلم سره ونجواه ، والإحسان خلق الإتقان ومهارة الجودة في كل شيء من أمور الدنيا والآخرة ، والإحسان عطاء متدفق يفوق العدل هو نافلة تضيفها على الفريضة وخلق رفيع تصل به من قطعك وتعطى من حرمك وتعفو عن من ظلمك ، والإحسان بهذا المعنى الواسع خلق الصالحين المصلحين ينمو في رمضان ويستمر سائر أيام العام .

والحديث عن الإحسان يقتضي عرض الآتي  :
مفهوم الإحسان وبيان شموليته ،
التربية على الإحسان في مدرسة رمضان ،
وأخيرا : ثمرات وفوائد الإحسان  .
وفي هذه السطور بيان للمذكور .

أولا : مفهوم الإحسان:

معني الإحسان لغة واصطلاحا :
أ - معنى الإحسان في اللغة:
الإحسان ضد الإساءة ، كما قال تعالى { وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَة َ}٢٢ من سورة الرعد .

ب - معنى الإحسان اصطلاحا :
هو كل مرغوب فيه، وكل ما يسر النفس من نعمة تنال الإنسان في بدنه ونفسه وأحواله (معجم مقاييس اللغة لابن فارس.

ب - والإحسان كما وردت في القرآن والسنة له معانِ ثلاث هي :

! .  الإحسان يعني : الإخلاص لله والمراقبة له تعالى :
روى البخاري عن عمر بن الخطاب في حديث جبريل عليه السلام قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ الْإِحْسَانِ : ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
والإحسان أن تستحضر ربك عز وجل بجلاله وجماله وكماله في كل عباداتك ، فإنْ لم تصل إلى هذه المرتبة فلا أقلّ من أن تؤمن أنه يسمعك ويراك ويعلم سرك ونجواك ، وهذه كافية لأنْ تُعطي العبادة حقّها .

2 .  الإحسان يعني : الإتقان والجودة :
قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَه) رواه مسلِم .
والإحسان بمعنى الإتقان والجودة سلوك حضاري يؤدي إلى الرقي في تنفيذ الأعمال وتثرى به الحياة وتنعش، وهو قبل ذلك كله هو هدف يسمو به المسلم ويرقى به .

3 .  الإحسان يعني : الزيادة والفضل :
قال تعالى :﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾[ سورة النحل الآية: 90 ،
إذا كان العدل أن تأخذ حقَّك وأنْ تُعاقب بمثل ما عُوقبت به ، فالإحسان أنْ تتركَ هذا الحق وأنْ تتنازلَ عنه ابتغاءَ وجه الله .
وإذا كان العدل أن تؤدي الواجب فالإحسان أن تتفضل بأداء ما زاد عما فرض الله عليك ، فمثلاً تعبدنا لله بخمس صلوات في اليوم والليلة والإحسان الزيادة عليها بالنوافل ، وكذلك الأمر في الزكاة والصيام والحج. والإحسان هنا يكون بزيادة ما فرضه الله علينا.

ثانيا : التربية على الإحسان في مدرسة رمضان :

أ - الإخلاص ومراقبة الله تعالى في مدرسة رمضان من خلال الآتي :
هناك العديد من الأحاديث الشريف المتعلقة برمضان ترسخ في المسلم قيم الإحسان بمعناه الإخلاص ومراقبة الله تعالى ، وحري بنا أن نتدبرها ونتربى عليها وهذا بيانها
:
1 .  الصائم الحقيقي يربي النفس على الإخلاص :
فلا يصوم رياء ولا سـمعة ، بل إخلاصًا لله تعالى  : لما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غُفر له ما تقدم من ذنبه )

2 .  استحضار النية الخالصة لله تعالى في رمضان :

وهو شرط أساسي للصيام ليكسب الأجر والثواب وإلا ضيع عمله  النية وتجديدها كل يوم قبل طلوع الفجر يعود المرء على مراقبة الله في سائر أعماله واخلاص النية له سبحانه ،لما رواه أبو داود عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له )
  . 3الصيام مراقبة لله تعالى :
والعبد بمقدوره أن يدَّعي الصيام ، ويجلس مع الصائمين وهو مفطر، والناس يحسبونه صائماً، ولا يمنعه من ذلك إلا استشعاره لمراقبة الله تعالى له ، ويقينه أن الله يراه ويعلم سره ونجواه  ،  لما رواه الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عزَّ وجلَّ أنه قال : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي».

ب - الإتقان والجودة في مدرسة رمضان من خلال الآتي :

هناك العديد من الأحاديث الشريف المتعلقة برمضان ترسخ في المسلم قيم الإحسان بعناه الإتقان والجودة ، تدور حول تزكية النفس واللسان والتحلي بالصبر ، ضبط نفسه عن المعاصي والذُّنوب ، وتنظيم وقته وشئونه ، حري   بنا أن نتدبرها ونتربى عليها وهذا بيانها :

 . 1إحسان المسلم لصيامه بتزكية النفس واللسان والتحلي بالصبر .
وذلك امتثالا لقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصوم جُنَّة، فإذا كان أحدكم يومًا صائمًا فلا يَرْفث ولا يجهل، فإنِ امرؤٌ شتَمه أو قاتله، فلْيَقل: إنِّي صائم))؛ رواه الإمام أحمد .

. 2 والصائم يحافظ على صومه فيضبط نفسه عن المعاصي والذُّنوب :
كالغِيبة والنَّميمة، والكذب، والفُحْش، وسوء الخلق، وغير ذلك؛وذلك امتثالا لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم ) من لم يدَعْ قول الزُّور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامه وشراب. "صحيح البخاري":

 . 3والصائم حريص على وقته ومنظم في شئونه :
كاغتنام وقت السَّحَر بالذِّكْر والدعاء وقراءة القرآن : فوقت السَّحر وقت النُّزول الإلهي ، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم : ((يَنْزِل الله كلَّ ليلة إلى السماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائلٍ فأُعْطِيَه؟ هل من مستغفر فأغفِرَ له؟ هل من تائب فأتوبَ عليه؟ حتى يطلع الفجر))؛ رواه مسلمٌ ,

ج - إحسان الفضل والزيادة بعد أداء الفرائض في مدرسة رمضان من خلال الآتي :
هناك العديد من الأحاديث الشريف المتعلقة برمضان ترسخ في المسلم قيم الإحسان بعناه الفضل والزيادة ، هي نوافل مرتبطة بالعبادات المفروضة تزكي النفس وتهذب الروح وترتقي بالمسلم منها ، قراءة القرآن ، و قيام رمضان وليلة القدر ، وأداء العمرة ، والصدقة و الإنفاق ، حري بنا أن نتدبرها ونتربى عليها وهذا بيانها :

. 1قراءة القرآن في رمضان :
فرمضان شهر القرآن، قال تعالى:( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )[البقرة:185]، وقال:( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر ، وقد كان السلف يضاعفون الجهد في قراءة القرآن في رمضان .

. 2الإنفاق :
قال ابن عباس فيما رواه البخاري : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) ، ورد عند الترمذي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سئل: أي الصدقة أفضل فقال ( صدقة في رمضان ) .

. 3قيام رمضان وليلة القدر :
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». متفق عليه ،
و عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». متفق عليه.

. 4أداء العمرة :
فالعمرة أجرها عظيم، ويتضاعف أجرها في رمضان، أخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس قال -صلى الله عليه وسلم-: "عمرة في رمضان تعدل حجة".

ثالثا : ثمرات وفوائد الإحسان  :

الإحسان – كما رأينا - مقام رفيع ، فغاية مراد الطالبين، ومنتهى قصد السالكين؛ أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والجودة طريق الرقي في تنفيذ الأعمال وتثرى به الحياة وتنعش ، فالإحسان أن تتفضل بأداء ما زاد عما فرض الله عليك عن طيب نفس راغبا في حب الله ورضاه ، ولا شك أن الله الكريم يثيب عباده ويحسن لهم العطاء ، فيعظم لهم الأجر ويغفر لهم الذنب ، ويحقق لهم الأمن ، ويوسع أرزاقهم في الدنيا ، ويرزقهم الفردوس الأعلى من الجنة في الآخرة ، ودلائل ذلك من كتاب الله وسنته كالآتي :

. 1 مغفرة الذنوب و زيادة الأجر :
قال تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) .

. 2 المحسن لا يعتريه الخوف ولا الحزن :
قال تعالى: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }.

 . 3 محبة الله تعالى له :
قال عز وجل: { وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.

4  , الحصول على ثواب الدنيا والآخرة :
قال الله تعالى: { فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }.

. 5 يكون أحسن الناس ديناً :
قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }.

. 6 جنات تجري من تحتها الأنهار :
قال تعالى: { فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ }.

 . 7الذرية الصالحة  :
قال تعالى: ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ  ) .

. 8 الرحمة القريبة :
قال تعالى: ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ  ) .

. 9 النجاة من العقاب ومن المؤاخذة بالتقصير :
قال تعالى  :(  لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ  ) .

 .10 الخلود في الجنة ورؤية الله تعالى :
قال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.

 . 11العلم و الفقه في الدين التمكين في الأرض :
قال تعالى : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ).
وقال تعالى: ( وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ).

 . 12النصر في الدنيا و سعة الرزق :
قال تعالى: ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ) .

١٣.  معية الله الخاصة :
قال تعالى: ( إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) إن الله سبحانه وتعالى مع الذين اتقوه بامتثال ما أمر واجتناب ما نهى بالنصر والتأييد, ومع الذين يحسنون أداء فرائضه والقيام بحقوقه ولزوم طاعته, بعونه وتوفيقه ونصره.

١٤.  والهداية إلى الصراط المستقيم :
قال تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) .

١٥ . الاستمساك بالعروة الوثقى :
قال تعالى: ( وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) .

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

كيف نربح رمضان ؟ ... ٥ . ترتقي مشاعرنا في المساجد فنُعَظٕم شعائر الله . إعداد : محمد أبوغدير المحامي



رمضان شهر القرب من الله والتزود من الخيرات والطاعات ، فتتعلق فيه القلوب بالمساجد ويسعى الصائمون للبكور في الصلاة وقراءة القرآن ومجالس العلم والذكر طوال الشهر الكريم ، رغبة منهم في التزود منه للوصول إلى الدرجات العلا في الجنة .
إلا أنه بعد رمضان ينقلب حال كثير من المسلمين عما كانوا عليه من الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن إلى هجر ذلك كله أو بعضه والعودة إلى الغفلة واللهو ، فما أسباب هذا التغير بعد رمضان ، وما هو العلاج ؟!

ولعل السبب الأول : هو أن ممارسة الشعائر السالف بيانها كانت عند هؤلاء تدور في إطار العادة الموروثة المرتبطة بشهر رمضان فإذا انقضى رمضان تهجر المساجد فلا صلاة ولا قيام ولا مجالس علم أو ذكر .
والعلاج هو الفهم الصحيح أن الشعائر التي تمارس في رمضان عبادة لله تعالى ، وهذه العبودية دائمة غير مقيدة بزمان ولا مكان، وان عمله لله لا ينقضي حتى تنتهي حياة .

والسبب الثاني : هو انتهاء الأجواء الإيمانية الخاصة بهذا الشهر المبارك كتصفيد الشياطين ، وفتح أبواب الجنان ، وغلق أبواب النيران التي تساعد المسلم على التقرب إلى ربه، والبعد عن المعاصي والسيئات .
والعلاج هو استشعار الأجواء الإيمانية حال ممارستنا الشعائر أيمانا وإحتسابا ، وكذلك بالوقوف على فضلها وثمراتها .

وفي هذه السطور بيان للمذكور .

أولا : الصلاة عبادة لا عادة :

سأل أعرابي أعجمي هل أنت مسلم ؟
قال: نعم ولله الحمد
ثم سله مرة أخرى . . وهل تصلي؟
فغضب الرجل وثارت ثائرته ، و ردّ قائلاً :
 كيف تسألني هذا ؟
وهل يعقل أن أكون مسلماً ولستُ بمصلي !!!

فالصلاة عماد الدين ، ومن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ، والصلاة في جماعة بالمساجد لها فضل عظيم وثمراته طيبة ، وقد أجمع الفقهاء على أن صلاة الجماعة في المسجد من أجل الطاعات وأوكدها وأفضلها ، ومن ثم فهي ليست عادة وانما قمة العبادة ، حيث رغب الإسلام فصل البكور في المسجد لانتظار للصلاة ، بل ان صلاة الفجر في جماعة المسجد في أوَّل وقتها اعتبرها بعض العلماء قضية محورية في حياة الأمَّة المسلمة ،وهكذا ترتقي مشاعر المسلمين بتنفيذ شعائر الله بتنفيذ أوامره وفرائضه وما تعبدنا الله تعالى به .
وبيان ذلك يقتضي الحديث عن تعريف الصلاة ، ومكانتها ، وحكم أداءها في المسجد ، وفضلها ،  وصلاة الفجر ومكانة ، ووسائل المحافَظة عليها :

أ - تعريف الصلاة :

* الصلاة لغة: الدعاء.

*  تعريف الصلاة شرعاً : عبادة ذات أقوال وأفعال مخصوصة، مفتتحة بالتكبير، مختتمة بالتسليم.

والعبادة كما عرفها ابن القيم هي : المحبة مع الخضوع  ، وهي التي خلق الله الخلق لأجلها ، وإنها غاية الحب بغاية الذل ولا يصلح ذلك إلا له وحده دون شريك .

وقد اشتملت الصلاة على جل أنواع العبادة من الاعتقاد بالقلب والخشوع والخضوع ، وعلى أقوال اللسان من الشهادتين وتلاوة القرآن والتسبيح والتحميد وغيرها ، وعلى عمل الجوارح من الركوع والسجود والقيام والاعتدال وغيرها ، وعلى الطهارة الحسية من الأحداث والأنجاس والمعنوية من الإشراك والفحشاء وغير ذلك ، مما لم يجتمع في غيرها من العبادات .

ب -  مكانة الصلاة  في الإسلام :

للصلاة مكانة عظيمة في الإسلام : فهي أعظم فرائض الإسلام قدراً وفضلا ، وهي الفارق بين الكفر والإيمان ، وتجتمع عليها كل فرائض الإسلام واركانها الأخرى .

1 .  الصلاة أعظم فرائض الإسلام قدراً وفضلا :

فهي الركن الأول من أركان  الإسلام الخمسة بعد الشهادتين ، وهي أول ما ينبغي أن يتعلمه الطفل المسلم في صغره قبل أن يبلغ الحلم ، يقول صلى الله عليه وسلم " مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين " أخرجه أبو داود وهو حسن لغيره .
ومن فرط أهميتها لم يفتأ صلى الله عليه وسلم يوصي بها طول حياته ، ولم ينس ذلك أبداً ، حتى وهو يجود بآخر أنفاسه الطاهرة ، فكان يردد " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم " .

2 . الصلاة هي الفارق بين الكفر والإيمان :

وقد ثبت ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " أخرجه الترمذي والنسائي وان ماجه وأحمد وهو حسن.

وعلة الصلاة إقامتها ، سواء عرفنا أسرارها أو لم نعرفها وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أي الأعمال أفضل – فقال : " الصلاة لوقتها " فلا تهاون في حقها ، ولا عذر في تركها ، تخفًف عن المسافر ولا  تسقط عن المريض ، يؤديها الإنسان في كل أحواله ، قائما أو قاعداً أو على جنبه ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن عجز فبحركة أعضائه ، فإن لم يستطع فبقلبه، لا عذر لها أبداً ، إلا أن يفقد الإنسان وعيه أو يلقى ربه .

3 . الصلاة تجتمع فيها كل فرائض الإسلام:

يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي من خواطره الإيمانية ، إن الصلاة تجتمع عليها كل فرائض الإسلام في رمزية واضحة ظاهرة، وهذا ما لا يجتمع لغيرها من الفرائض ، ويبدأ المصلي بالشهادتين وهو يستعد للدخول في الصلاة بألفاظ الإقامة فإذا اتجه إلى الكعبة فهذه رمزية لحج بيت الله الحرام ، فإذا كبر تكبيرة الإحرام ،فقد صام عن الكلام والطعام وكل ما أحله الله ،إنه الصوم في صدق معناه ، أما رمزية الزكاة ، فتتجلى واضحة فيما تستغرقه الصلاة من وقت ، فالوقت الذي ينفقه المصلي حتى يفرغ من صلاته ، هو أعظم زكاة ، فنحن لا نجني ثمرة العمل إلا من خلال الوقت، وعلى قدر ما نبذل من جهد ووقت يكون العطاء ، نحن نزكي ونتصدق ونفعل الخير كله من فضل هذا العطاء ، وبهذا تتحقق رمزية الزكاة في الصلاة ، ثم هي بعد ذلك كله صلاة ، فريضة موقوتة ، يقول الحق تعالى (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا ) ( النساء : 103) .

ج - فضل صلاة الجماعة في المسجد:

 ولصلاة الجماعة في المسجد فضل عظيم وثمراته طيبة ، فمن يخطو إلى المساجد ليقيم الصلاة ترفع درجاته ، ويزداد أجره بسبب كثرة عدد المصلين في المسجد ، ويعده الله بالنور التام يوم القيامة  .

١ . رفع الدرجات بسبب الخطى إلى المساجد :

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة، تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أن أحدهم إذا توضأ ، فأحسن الوضوء ، ثم أتى المسجد، لا ينهزه ( أي لا تُنهِضه وتُقيمه ) إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة ، فلم يخط خطوة، إلا رفع له بها درجة ، وحط عنه بها خطيئة، حتى يدخل المسجد ، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه ، والملائكة يصلون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون : اللهم ارحمه ، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه ، ما لم يحدث » رواه مسلم .
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « أعظم الناس أجرا في الصلاة ، أبعدهم فأبعدهم ممشى ، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام ، أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام » رواه البخاري .

٢ . زيادة الأجر بسبب كثرة عدد المصلين في المسجد :

عن أبي بن كعب-رضي الله عنه- قال: «صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما الصبح، فقال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: أشاهد فلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب، وإن الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته، لابتدرتموه، وإن صلاة الرجل مع الرجل، أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين، أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل».سنن أبي داود .

٣ . النور التام يوم القيامة :

عن بريدة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «بشر المشائين في الظلم إلى المساجد، بالنور التام يوم القيامة» سنن أبي داود.

٤ . كتابة الملائكة لمن يدخل المسجد يوم الجمعة، قبل خروج الإمام :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد ، يكتبون الأول فالأول، ومثل المهجر( المهجر : الذي يمشي في الهاجرة ، وهي شدة الحر، والمعنى: التبكير إلى الصلوات ) كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة ، ثم كبشا ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر » رواه البخاري .

د - حكم أداء صلاة الجماعة في المسجد :

وإن كان قد ثبت اختلف العلماء في حكم أداء صلاة الجماعة في المسجد ، إلا أنهم إتفقوا على أنها من أوكد العبادات وأجل الطاعات .

اختلف العلماء في حكم أداء الصلوات الخمس جماعة في المسجد، على ثلاثة أقوال:
القول الأول: سنة مؤكدة ، وبه قال المالكية، والشافعية، وبعض الحنفية كما جاء بالشرح الكبير ، بداية المجتهد .

القول الثاني: واجبة على الكفاية ، وهذا هو القول الثاني للشافعية ، قال النووي : "صلاة الجماعة هي في الفرائض غير الجمعة سنة مؤكدة ، وقيل : فرض كفاية للرجال، فتجب بحيث يظهر الشعار في القرية ، فإن امتنعوا كلهم قوتلوا " ، كما جاء في منهاج الطالبين.

القول الثالث  : واجبة على الأعيان، وبه قال عامة الحنفية، والحنابلة، والظاهرية، إلا أن الحنابلة لم يشترطوا الجماعة لصحة الصلاة، واستثنوا من الوجوب العيني من كان تخلفه لعذر شرعي، وهذا هو المنصوص عن أحمد ، كما جاء في كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه .

*  وجوب الصلاة في جماعة وأدلتها :

يقول الشيخ محمد بن صالح بن محمد العثيمين :

اختلف العلماء رحمهم الله في حكم أداء صلاة الجماعة في المسجد ، بعد اتفاقهم على أنها من أوكد العبادات وأجل الطاعات اختلفوا هل هي شرط لصحة الصلاة؟ أو أن الصلاة تصح بدونها مع الإثم ؟ مع خلافات أخرى.

والصحيح: أنها واجب للصلاة ، وليست شرط في صحتها، لكن من تركها فهو آثم إلا أن يكون له عذر شرعي، ودليل كونها ليست شرطاً لصحة الصلاة أن الرسول عليه الصلاة والسلام فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وتفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفذ يدل على أن في صلاة الفذ فضلاً، وذلك لا يكون إلا إذا كانت صحيحة.
وعلى كل حال فيجب على المسلم العاقل الذكر البالغ أن يشهد صلاة الجماعة سواء كان ذلك في السفر أم في الحضر.

ودلل على ذلك باتفاق العلماء على أن صلاة الجماعة من أجل الطاعات، وأوكدها ، وأفضلها، وقد ذكرها الله تعالى في كتابه، وأمر بها حتى في صلاة الخوف فقال الله تعالى: { وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ . . . } النساء: 102 .

وفي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم من الأحاديث العدد الكثير الدال على وجوب صلاة الجماعة، مثل قوله صلي الله عليه وسلم: "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار"،
وكقوله صلي الله عليه وسلم: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر"،
وكقوله صلي الله عليه وسلم للرجل الأعمى الذي طلب منه أن يرخص له "أتسمع النداء؟" قال: نعم، قال: "فأجب".
والنظر الصحيح يقتضي وجوبها، فإن الأمة الإسلامية أمة واحدة، ولا يتحقق كمالها إلا بكونها تجتمع على عبادتها وأجل العبادات وأفضلها و أو كدها الصلاة .

هـ - فصل البكور في المسجد لانتظار للصلاة :

القلب المؤمن متعلق بالمساجد يهرع إليها قبل سماع النداء فيفوز بالصف الأول ويحوز رضا الملائكة وينال دعاءها له بالرحمة والمغفرة ، وبكوره في الجمعة قربات إلى الله تعالى .

* البكور في الصلاة عموما :

١ . روى الإمام مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا )
٢ . روى الإمام البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قال : ( الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث اللهم اغفر له اللهم ارحمه ، ولا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة "

*  البكور إلى صلاة الجمعة :

ما روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" .

و - مكانة صلاة الفجر ، ووسائل المحافَظة عليها:

وتتميز صلاة الفجر عن غيرها من الصلاوات الأخرى بأثر خاص في حياة الأمة ، ومن ثم يجب على المسلم التماس وسائل المحافَظة عليها للإنتفاع بثمارها

*  صلاة الفجر في حياة الأمة :

صلاة الفجر في جماعة المسجد لرِجال المسلمين في أوَّل وقتها قضية محورية في حياة الأمَّة المسلمة ، وفي بنائها  ، فهي تُعيد تنظيمَ اليوم بكامله إلى الطريقة التي أرادها الله - عزَّ وجلَّ - وإلى الطريقة التي خَلَق الله الكون ليسيرَ عليها.
وصلاة الفجر تربط الأمَّة بربِّها من أوَّل اليوم، فتبدأ الأمَّة الإسلامية يومَها بطاعة وذِكر، وصلاة ودعاء ، وتجعَل الأمة - كل الأمة - في ذِمَّة الله طول اليوم، وفي حِفظ الله طول اليوم، وفي ضمان ورِعاية وحماية الله طولَ اليوم.

*  وسائل المحافَظة على صلاة الفجر:

1.  أخْلِص لله - عزَّ وجلَّ - وأعطِ له قدرَه.
2 . اعقدِ العزم وحاسبْ نفسك يوميًّا.
3 . تُبْ من الذنوب واعقد النية على ألاَّ تعود إليها .
4 . أكثِرْ من الدعاء أن يرزقَك الله تعالى صلاةَ الفجر.
5.  إحرصْ على الصُّحْبة الصالحة.
6.  درِّب نفسك على النوم بطريقة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم :  النوم مبكرً , على وضوء ، على الجانب الأيمن ، أذكار النوم.
7. لا تأكل كثيرًا قبلَ النوم وتجنَّبِ الشاي والقهوة في الليل .
8 . اكتُب تذكرة عن صلاة الفجْر وعلِّقها في حجرتك.
9 . استعِن بالأجراس الثلاثة : المنبه ، التليفون ، الباب.
10 . ادعُ غيرَك إلى صلاة الفجْر، وابدأ بأهلك.



ثانيا : المساجد منارات العلم والذكر :

المساجد هى مدرسة  للتقرب الى الله بالعبادة والطاعة  وزيادة الايمان والارتقاء بمشاعر المسلم ، حيث يتلقى فيها  علومه وآدابه من خلال مجالس العلم المنعقدة بها  ، وهي بيوت الله في الأرض ورياض الجنة فيها ، من مشى اليها غفر ذنبه وأجر ، ومن مكث فيها رضي الله عنه ،
وذلك يقتضي بيان
فضل المساجد ، وفضل المشي إليها  والمكث فيها ، وفضل الجلوس في أوقات مخصوصة ، وفضل مجالس العلم والذكر فيها :

أ -  المساجد بيوت الله ورياض الجنة :

١.  لهذا بادر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ببناء المسجد فور وصوله إلى المدينة المنورة، وهو أول عمل قام به صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بعد ذلك اتجه إلى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
٢ .  والمساجد بيوت الله التي أمر أن ترفع ويذكر فيها اسمه،لقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}[النور: 36]،

٣ .  وهي نجوم الأرض ورياض الجنة، ومكان إقامة الصلوات، وسميت مساجد لأنها أماكن السجود لله عز وجل، وقد أمر الله تبارك وتعالى عباده بتعظيم المساجد، وعمارتها لقوله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}التوبة: 18

ب - فضل المشي إلى المساجد والمكث فيها  :

١ . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً)) رواه مسلم

٢ . وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ)". رواه البخاري ، ومسلم .

3. حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، وفيه : ( وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ).

4. عن أبي هريرة –رضي الله عنه، عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ( ما توطن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم ). رواه ابن ماجة .

5. وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: ( لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة )


ج : فضل الجلوس في المسجد في أوقات مخصوصة :

*  فضل الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق :

1. أن أجر المكث بعد صلاة الفجر تعدل أجر حجة وعمرة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من صلى الغداة في جماعه ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجه وعمره تامة، تامة، تامة ) رواه الترمذي.

2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل...الحديث ) رواه أبو داود

*  فضل الجلوس في المسجد بعد صلاة العصر الى المغرب :

1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة ) رواه أبو داود .

2. عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لأن أقعد أذكر الله وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين أو أكثر من ولد إسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل ) رواه أحمد.

هـ - فضل مجالس الذكر وحِلق العلم  في المسجد :

*  فضل مجالس الذكر :

١ . مجالس الذكر هي رياض الجنة في الدنيا :

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) : إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا ( قَالُوا : وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : ( حِلَقُ الذِّكْر ) رواه أحمد
ويروى أيضاً من حديث ابن عمر وأبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم ، وهو حسن بمجموع طرقه[3] . فمن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا ، فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياض الجنة .

٢ . ومجالس الذكر هي مجالس الملائكة :

 فإنه ليس من مجالس الدنيا مجلسٌ إلا مجلسٌ يُذكر اللهُ تعالى فيه ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ ، قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ : مَا يَقُولُ عِبَادِي ؟ قَالُوا يَقُولُونَ : يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ ، قَالَ فَيَقُولُ : هَلْ رَأَوْنِي ؟ قَالَ فَيَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي ؟ قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، قَالَ يَقُولُ : فَمَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ ، قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ يَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ، قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً ، قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ ؟ قَالَ يَقُولُونَ : مِنْ النَّارِ ، قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ يَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ، قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً ، قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ، قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ ، قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ) رواه البخاري

٣ . مجالس الذكر  من الحسرة والندامة يوم القيامة :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ ، وَمَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ اللَّهِ تِرَةٌ)) [5] أي نقص وتبعة وحسرة .

*  فضل حِلق العلم في المسجد :

١ . فضل العلم :
طلب العلم من أجلِّ العبادات وأفضل القربات، وهو حياة القلوب ونور الأبصار، به يطاع الله عز وجل ويعبد، وبه يحمد الرب ويوحد، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال من الحرام، فتعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله قربة، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الغربة، والدليل في الظلمة، والسنان على الأعداء..
وأهل العلم في المنارات العالية، قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (11) سورة المجادلة.

٢ . حلق العلم من أعظم السبل المؤدية إلى الجنة :

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).  رواه مسلم .

٣ . حلق العلم وسيلة لتعلم القرآن:

قال صلى الله عليه وسلم: (أيكم يحب أن يغدو كل يومٍ إلى بطحان أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثمٍ ولا قطيعة رحم!)، فقلنا: يا رسول الله نحب ذلك، قال: (فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد، فيتعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاث خيرٌ له من ثلاث، وأربع خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل).  رواه مسلم

٤ . وفي فضل حلق الذكر والمذاكرة :

 رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم -وهو أعلم منهم-: ما يقول عبادي؟، قالوا: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك ... قال: فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم). رواه البخاري

٥ . في حلق العلم يوزع ميراث النبي :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه خرج إلى السوق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فرأى حال الناس فيه وهم يبتاعون ويشترون فنادى في سوق المدينة بأن ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد وأنتم هاهنا! فلما ذهبوا ولم يجدوا شيئًا رجعوا وأخبروه فقال لهم: وما رأيتم في المسجد؟ قالوا: رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرؤون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

كيف نربح رمضان ؟ ... ٤. فلتكن أعمالنا كلها إيمانا واحتسابا . إعداد : محمد أبوغدير المحامي

في بيان فضل صيام رمضان وقيامه وكونه سببا للمغفرة وردت ثلاث احاديت نبوية رواها الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه ،

الاول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) ،

والثاني أنه صلى الله عليه وسلم قال : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ،

والثالت قوله صلى الله عليه وسلم : (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

والناظر في هذه الأحاديث الثلاثة يرى أن كل حديث فيها قد تضمنت كلمتين هما " ايـمـانـا " و " احـتـسـابـا " .

ومعنى هذا أن طلب المسلم - الصائم او القائم - المغفرة من الله تعالى لما تقدم من ذنبه بصيامه أو بقيامه ، يستوجب أن تكون اعماله حال القيام بها ايـمـانـا واحـتـسـابـا ،

ومؤدى ذلك ان المسلم إذا اراد ان تكون سائر اعماله طيبة مثاب عليها من الله تعالى فليسعى جاهدا أن تكون  " ايـمـانـا " و " احـتـسـابـا " .

هيا بنا نعيش هذه المعاني في هذه السطور  .

أولا  : معني ايـمـانـا واحـتـسـابـا في الأحاديث المذكورة ، وشروط استحقاق المغفرة :

أ - معنى  ايـمـانـا واحـتـسـابـا في الاحاديث المذكورة :

١ . معنى ايمانا  :

جاء في فتح الباري أن المراد بـِ " الإيمان " :
 الاعتقاد بحق فرضيته وصومه ،

وقال ابن الجوزي :
إيمانا : أي تصديقا بالمعبود الآمر له ، وعلما بفضيلة القيام ووجوب الصيام ، وخوفا من عقاب تركه .
وزاد على ذلك ابن بطال :
( إيمانا ) ؛ يريد تصديقا بفرضه وبالثواب من الله تعالى على صيامه وقيامه،

٢ . معنى احتسابا :

جاء في فتح الباري أن المراد بالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى .
وقال الخطابي احتسابا : أي عزيمة ، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير كارهة له ، ولا مستثقلة لصيامه ولا مستطيلة لأيامه .
وقال ابن الجوزي : احتسابا  أي علما بفضيلة القيام ووجوب الصيام ، وخوفا من عقاب تركه ، ومحتسبا جزيل أجره ، وهذه صفة المؤمن.

ب - شروط استحقاق المغفرة بالأحاديث الثلاثة :


١ . كمال الإيمان :

أن التأكيد على شرط "إيمانا" يكمن في تذكير المسلم بضرورة استحضار عبوديته لله تعالى في كل عبادة أو طاعة يؤديها له , واستحضار وجوب وفرضية هذه العبادة التي يؤديها , حتى لا تنقلب العبادة مع مرور الوقت والزمن إلى عادة .

٢ . إخلاص العمل وإحتساب الأجر :

 وكلمة " احتسابا " تتوافق مع خصوصية الصوم وهي العبادة التي لا يطلع عليها أحد إلا الله ,فكان الإخلاص بلا شك من أهم شروطه ولوازمه , فلا بد أن يحتسب المسلم بصيامه رضا الله تعالى  , ولا يلتفت إلى مدح الناس وثنائهم ، وبعيدا عن الرياء والسمعة والمفاخرة .

٣ . أن يجتنب الكبائر :

كما قال تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريما )
فإذا صام العبد رمضان وقامه كما ينبغي غفر الله له بصيامه الصغائر والخطايا التي اقترفها إذا اجتنب كبائر الذنوب وتاب مما وقع فيه منها ، وهذا ما يراه جمهور العلماء لأن الكبائر لا تكفرها الأعمال الصالحة ؛ بل لا بد لها من توبة .


ثانيا : فقه الايمان في حياة المسلم :

وهكذا كانت معاني "الإيمان والاحتساب" في شهر رمضان المبارك  بها ينعم المسلمون بحياة روحية عجيبة ، تمتد مكاسبها التربوية وتتغلغل في النفوس إلى سائر الأوقات ومواسم العبادات على مدار العام والعمر كله ، ولتأصيل هذه المعاني نتحدث عن الإيمان بصفة عامة من حيث تعريفه ، وبيان أركانه ،  وأسباب زيادته ، ثم فوائده وثمراته .

أ -  تعريف الإيمان لغة واصطلاحًا :

١ . تعريف الإيمان لغة :

هو التصديق والاطمئنان  .

٢ . تعريف الإيمان في الاصطلاح الشرعي :

هو قول باللسان ، واعتقاد بالجَنان ، وعمل بالجوارح والأركان ، يزيد بطاعة الرحمن ، وينقص بطاعة الشيطان .
وهو كذلك : الإيمان بالله ، والإيمان بملائكته ، والإيمان بكتبه . والإيمان برسله ، والإيمان باليوم الآخر ، والإيمان بالقدر خيره وشره .

ب . اركان الإيمان :

قال الإمام الشافعي: " وكان الإجماع من الصحابة ، والتابعين من بعدهم ممن أدركنا : أن الإيمان قول وعمل ونية لا يجزيء واحد من الثلاثة عن الآخر " .

الركن الأول :اعتقاد القلب :

والأدلة على اشتراط اعتقاد القلب كثيرة نذكر منها ، قوله
تعالى :{ قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم }( الحجرات : 14) ، ومنهاقوله تعالى : { أولئك كتب في قلوبهم الإيمان } حيث جعل القلوب محل الإيمان وموطنه.
وهذا الركن يشمل أمرين اثنين لا بد من تحققهما :

الأول : إقرار القلب : وهو اعتراف القلب بأن ما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم حق ، وأن ما حكما به عدل ، لا يخالط ذلك الاعتقاد شك ولا ريب .

الثاني : عمل القلب : وهو ما أوجبه الله عز وجل على العبد من أعمال القلوب كحب الله ورسوله ، وبغض الكفر وأهله وغيرها ، فكل هذه تدخل في عمل القلب .

الركن الثاني : فهو الإقرار باللسان :

 الإيمان شرطه الإقرار بالشهادتين مع اعتقادهما ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ) متفق عليه .
والمقصود بالشهادتين ليس مجرد النطق بهما ، بل التصديق بمعانيهما والإقرار بهما ظاهرا وباطناً فهذه الشهادة هي التي تنفع صاحبها عند الله عز وجل .

الركن الثالث : فهو عمل الجوارح :

وهو فعل ما أمر الله به ، وترك ما نهى الله عنه ، ومن ذلك قوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله  أولئك هم الصادقون } ، الحجرات:15
وقوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } ، الأنفال:4 .

وقال صلى الله عليه وسلم :( آمركم بالإيمان بالله وحده ، أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : شهادة ألا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تعطوا من الغنائم الخمس ) متفق عليه  .

ج -  أسباب زيادة الإيمان :-

من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وإن من طاعة الله تعالى أن يبتعد الإنسان عن المعاصي ، والفتن ، وهذا بيان لعدد من الأحباب الآتي تؤدي الى زيادة الإيمان :

 ا .  معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته :

ذلك أن العلماء أعرف الناس بأسماء الله تعالى وصفاته ، قال ابن رجب : " العلم النافع يدل على أمرين :
أحدهما : على معرفة الله وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة ، وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه وخشيته ومهابته ، ومحبته ، ورجاءه والتوكل عليه والرضاء بقضائه والصبر على بلائه ،
والأمر الثاني : المعرفة بما يحبه ويرضاه ، وما يكرهه وما يسخطه من الاعتقادات والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال .
وإذا وصل العبد إلى عبادة ربه كأنه يراه لا شك أنه وصل إلى مرتبة عظيمة من الإيمان لأنه وصل إلى أعظم المراتب وهي الإحسان .

٢ . طلب العلم الشرعي :

ويدل عليه قول الله عز وجل : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}فالعلم طريق للخشية التي هي علامة لما وقر في القلب من إيمان وذلك يأتي بالعلم النافع كما تقدم ، ولذا يقول الأمام أحمد : " أصل العلم الخشية "
ولذا جعله النبي طريقاً إلى الجنة فقال : " من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة " رواه مسلم .

٣ . التأمل في آيات الله تعالى الكونية ومخلوقاته  :

ويدل على ذلك : قول الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} عمران: ١٩٠ وقوله تعالى : {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}الذاريات: ٢١ وقوله {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} يونس: ١٠١

٤ . قراءة القرآن وتدبره :

ويدل على ذلك قول الله عز وجل في وصف المؤمنين الصادقين : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا } : الأنفال٢ ،
وكذلك قول الله تعالى : { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } محمد: ٢٤ .
قال ابن القيم رحمه الله : " قراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى في حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن "

٥ . الإكثار من ذكر الله تعالى :

لقول الله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}الرعد: ٢٨ وقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي موسى : " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " رواه البخاري .

٦ . تقديم ما يحبه الله ورسوله على هوى النفس :

ويدل على ذلك : حديث أنس قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه
وكذا مما يزيد الإيمان الحب في الله ، وكراهة الوقوع في الكفر فيبتعد عن كل ما يهوي به إلى ذلك .

٧ . حضور مجالس الذكر والحرص عليها :

ويدل على ذلك حديث حنظلة الأُسيدي قال : " قلت : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وسلم : " وما ذاك ؟ " قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة ، حتى كأنّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ، نسينا كثيراً ، فقال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة " رواه مسلم
والضيعات : هي معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى : " كان الصحابة رضي الله عنه يجتمعون أحياناً : يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون .

٨ . البعد عن المعاصي :

أن اقتراف المعاصي سبب في نقصان الإيمان والبعد عنها ومدافعتها سبب زيادته ، فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وإن من طاعة الله تعالى أن يبتعد الإنسان عن المعاصي ، والفتن ، فأي عبد أراد أن يعيش قلبه سليماً من الأمراض لا تضره ، وقد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " غض البصر يورث ثلاث فوائد : حلاوة الإيمان ولذته ، نور القلب والفراسة ، قوة القلب وثباته وشجاعته " .

٩ . الإكثار من النوافل والطاعات :

ويدل على ذلك : حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل : " وما يزال عبدي يقترب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه "  .

١٠ . سؤال الله تعالى زيادة الإيمان وتجديده :

ويدل على ذلك : حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه و عبد الله بن عمر رضي الله عنه قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فا سألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم " رواه الطبراني ،
وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول : " اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وفقهاً " رواه أحمد .

د - فوائد الإيمان وثمراته :

إن من حكمة الله الربانية أن جعل قلوب عباده المؤمنين تُحِسُّ وتتذوق وتشعر بثمرات الإيمان لتندفع نحو مرضاته والتوكل عليه سبحانه وتعالى ، وثمار الإيمان وثمراته وفوائده كثير قد بيّنها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم. فمن أعظم هذه الفوائد والثمار...

١ . الاغتباط بولاية الله الخاصة :

 وهذه الولاية من أعظم ما تَنافسَ فيه المتنافسون، وتَسابقَ فيه المتسابقون، وأعظم ما حصل عليه المؤمنون، قال تعالى: ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) يونس:62 .

٢ . الفوز برضى الله ودار كرامته :

قال تعالى: { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ، التوبة:71-72.

٣ . يَدفع الله عن المؤمنين المكاره ويجنبهم الشدائد  :

كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا...} الحج من الآية:38 ، أي: يدفع عنهم كل مكروه، يدفع عنهم شرّ شياطين الإنس وشياطين الجن، ويدفع عنهم الأعداء، ويدفع عنهم المكاره قبل نزولها، ويرفعها أو يُخفّفها بعد نزولها.

٤ . الحياة الطيبة في هذه الدار، وفى دار القرار  :

قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].

٥ . ان الإيمان والإخلاص أساس الأعمال :

ولهذا يذكر الله هذا الشرط الذي هو أساس كل عمل، مثل قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ...} ، الأنبياء من الآية:94 .
وأما إذا فقد العمل الإيمان، فلو استغرق العامل ليله ونهاره فإنه غير مقبول قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23.

٦ .  الإيمان يهدي الله إلى الصراط المستقيم :

 قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ...} [يونس من الآية:9]، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ...} [التغابن من الآية:11].

٧ . سَيَجْعَلُُ الرَّحْمَنُ للمؤمنين وُدّاً  :

وذلك ما ذكره الله بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم:96]، أي يُحبّهم الله ويجعل لهم المحبة في قلوب المؤمنين. ومن أحبّه الله وأحبّه المؤمنون من عباده حصُلت له السعادة والفلاح .

٨ . يرفع الله درجاتهم :

ومنها قوله تعالى: {...يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ...} ، المجادلة من الآية:11 .

٩ . حصول البشارة بكرامة الله وأمنه :

لقوله تعالى: { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ..} البقرة من الآية:25 .
وقوله تعلى: {...فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } الأنعام من الآية:48

وكذلك قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } فصلت:30 .

١٠ . حصول الهدى والفلاح :

قال تعالى: { أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } البقرة : 5 فهذا هو الهدى التام ، والفلاح الكامل. فلا سبيل إلى الهدى والفلاح إلا بالإيمان التام بكل كتاب أنزله الله، وبكل رسول أرسله الله. فالهدى أجلّ الوسائل، والفلاح أكمل الغايات .
وهناك فوائد وثمرات اخرى الإيمان غير ما سبق يطول ذكرها .

ثالثا :  الأحتساب في حياة المسلم :

يقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " أيها الناس : احتسبوا أعمالكم ، فإن من احتسب عملَه كُتبَ له أجر عملِه وأجر حِسْبته "
فالاحتساب عبادة قلبية ثمنها الجنة ، وهومنقبة من مناقب الدعاة المخلصين ، يستهوي القلوب الحية ويدفع للعمل فيزيد الحسنات ويضاعف الدرجات ويقيل العثرات ويمحوا السيئات ويورث السعادة والطمأنينة في الدنيا قبل الآخرة ، وسنرى ذلك جليا من خلال تعريف الإحتساب ، وأنواعه ، ودوافعه ، وثمراته والآتي بيانه والآتي :

أ - تعريف الإحتساب لغة واصطلاحًا :

١ . الاحتساب لغة :
قال الجوهري : " حاسبته من المحاسبة ، واحتسب عليه كذا إذا أنكرته عليه .
والإنسان الذي يقوم بما يتعلق بهذا الأمر يسمى ( محتسبا ) لأن الأصل فيه أن يحتسب أجره عند الله تعالى  . ويوضحه قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم :  من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه  . متفق عليه .

٢ . الاحتساب في الاصطلاح  :

قال ابن الأثر في النهاية : الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر وتحصيله بالتسليم والصبر ، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلباً للثواب المرجو منها .

ب - أنواع الاحتساب :

من التعريف السالف للإحتساب يتضح انه ثلاثة أنواع بيانها كالتالي :

1- احتساب الأجر عند الصبر على المكاره :

وجاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) رواه البخاري.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (ما من مسلم له ولدان مسلمان يصبح إليهما محتسبًا إلا فتح الله له بابين، يعني من الجنة، وإن كان واحد فواحد).

2- احتساب الأجر  عند عمل الطاعات :

عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها، كانت له صدقة).
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : ( أيها الناس، احتسبوا أعمالكم ، فإن من احتسب عمله، كتب له أجر عمله وأجر حسبته ).

3- إحتساب الأجر عند التعرض  للابتلاء :

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما يصيب المسلم من نَصَب ولا وَصَب،ولا هم، ولا حَزَن، ولا أذى، ولا غم - حتى الشوكة يشاكها - إلا كفَّر الله بها من خطاياه).

ج - دوافع  احتساب الأجر  في كافة الأعمال :

من خلال الحديث عن الأحتساب بشأن الاحاديث الثلاثة السابقة يتضح أهميتة الفائقة بأعتبار انهما من شرائط قبولكم الأعمال والإثابة عليها ، ومن ثم يجب المسارعة لإكتسابها ولعل ما يدفع الى ذلك ما يأتي :

1. سرعة مرور الوقت :

وهذا يعاني منه الجميع فاستغلّ الدقائق قبل الساعات وقد قيل: (أمسك الذي مضى عن قربه، يعجز أهل الأرض عن رده).

2. موت الفجأة :

 {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجمعة:8)

3 . تغير الأحوال  :

من صحة إلى مرض ومن غنى إلى فقر... ومن أمن إلى خوف... ومن فراغ إلى شغل... ومن شباب إلى شيخوخة... ومن حياة إلى موت... !

4 .  استشعر التقصير والتفريط في جنب الله :

 {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر:56).

5 .   الخوف من الله :

 لإن الخوف من الله دافع قوي للعمل الصالح عموما {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام:51).

6 . الرغبة في حصول الأجر والثواب :

 قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (العنكبوت:58).

د - ثمرات الاحتساب :

إحتساب الأجر في كل عمل هو قمة العبودية من المرء لله تعالى والإخلاص له سبحانه ومن ثم يجزل الله تعالى عطاءه بعباده المحتسبين ، وهذا بعض ثمرات الإحتساب :
 
1. اكتساب محبة الله تعالى :

مثال ذلك قوله تعالى: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " " إن الله يحب المقسطين " وكلما استشعر العبد محبة الله له في العبادة زاد من احتسابه لها وأدائها على الوجه المطلوب .

2. الفوز بأجور العمل :

 مثال ذلك قوله صلى الله عليهم وسلم " إذا توضأ العبد المؤمن أو المسلم فغسل وجهه خرج من وجهه كلُ خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء ، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب " [ رواه مسلم] "

3. اكتساب مضاعفة الحسنات  :

مثال ذلك قوله صلى الله عليهم وسلم " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، من همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة "[ رواه البخاري ]

4. الفوز  بالجنة ونعيمها :

مثال ذلك قوله صلى الله عليهم وسلم" من توضأ وأسبغ الوضوء ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله فتحت له أبواب الجنة الثمانية " " من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له به بيتا في الجنة "

5. النجاة من النار والبعد عن أعمالها :

مثال ذلك قوله صلى الله عليهم وسلم " ثلاثة لا ترى أعينهم النار ، عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفَّت عن محارم الله "
وقوله صلى الله عليهم وسلم" ألا أخبركم بمن يحرم على النار أن بمن تحرّم عليه النار..؟ على كل قريب هين سهل " " أول من تسعر بهم النار .
#كيف_نربح_رمضان_؟ ... إعداد : محمد #أبوغدير_المحامي