الخميس، 30 يونيو 2016

كيف نربح رمضان ؟ ... ١٠. نتدبر وندعوا : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي . أعداد : محمد أبوغدير المحامي .

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَت ْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟ قَالَ: " تَقُولِينَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "رواه ابن ماجة في سننه وصححه الألباني .

ليلةُ القدرِ ليلةٌ مباركةٌ ، وصفها الله بذلك  فقال تعالى :" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ "، الدّخان/3 ،
وقد خصّها الله تعالى بإنزال القرآنِ فيها ، وجعلها خيراً من ألف شهر ، وأخبر أنّ الملائكةَ تتنزّلُ فيها بأمرِ الله عزّ وجلّ، قال تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ".
ولقد تنبهت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى فضل هذه الليلة ومكانتها فسألت رسول الله عن أفضل الدعاء إذا أدركت هذه الليلة فكان هذا الدعاء :
 
( اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي )

فلنتدبر كلمات الدعاء  ،
لنقف على مفهوم ( العفو )
ومعنى إسم الله العفو وصفة العفو وذكره في القرآن  ،
وبيان عفو الله بعباده من حيث محبة الله تعالى العفو ومغفرته لعباده مهما كثرت ذنوبهم ،
وعفو العباد وتسامحهم فيما بينهم ومجالات هذا العفو ،
وأخيرا فوائد العفو وثمراته .
  ونبين ذلك في الآتي :
.

أولا : مفهوم العفو :

 أ - العفو في اللغة له معنيان :

1 . العفو هو : المحو والإزالة :
فالعفو هو التجاوُزُ عن الذنب وتَرْك العِقاب عليه، وأَصله المَحْوُ والطمْس .

 . 2 العفو هو الفضل :
فالعفو يعنى الفضل ، فعَفوُ المالِ هو ما يَفضُل عن النَّفقة ، يقول تعالىٰ : ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ) ، البقرة: 219 .

پ -  والعفو هو اسم من أسماء اللَّه الحسنى :

 يدل على سعة صفحه سبحانه عن ذنوب عباده مهما كان شأنها إذا تابوا وأنابوا .
.

ثانيا : معنى إسم الله العفو وصفته وذكره في القرآن :

أ - معنى اسم الله تعالى ( العفو ) :

هذا الاسم الكريم (العفُوّ) يدل على المبالغـة في العَـفْو، قال ابن منظور:
وهو من أَبْنِية المُبالَغـةِ. يقال: عَفا يَعْفُو عَفْواً فهو عافٍ وعَـفُوٌّ ، فالله عز وجل كثير العفو عن عباده، فهو سبحانه يعفو عنهم ابتداء دون أن يرتكبوا ذنوباً، فيرفع عنهم الحرج، ويشرع لهم الرخص، فكلمة (العفو) تأتي بمعنى إسقاط المؤاخذة وإن لم يكن ذنب،

. يقول الغزَّالي: "العَفْوُّ: هو الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي وهو قريب من إسم الغفور ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبيء عن الستر والعفو ينبيء عن المحو والمحو أبلغ من الستر"

ب -  ورود اسم الله ( العفو ) في القرآن الكريم:

سمى الله عزَّ وجلَّ نفسه العَفوُّ في خمس آيات :

١ . في قوله تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء من الأية:43] .

٢ . وقوله: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا} [النساء من الأية:99] .

٣ . وقوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149].

٤ . وقوله عزَّ وجلَّ: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج:60].

٥ . وقوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [المجادلة من الأية:2] .

ج -  صفة الله ( العفو ) في القرآن الكريم :

وردت صفة الله العفو في الكثير من الآيات في القرآن الكريم ، نذكر بعضها :

1 . وقال تعالى : ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آل عمران : 159 .

2 . وقال تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى : 30

 3 . قال تعالى : ( إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ) البقرة : 237 .
.

ثالثا : عفو الله بعباده :

قال ابن الجوزي في لطائف المعارف: "العفو من أسماء الله تعالى، وهو يتجاوز عن سيئات عباده ، الماحي لآثارهم عنهم. وهو يحب العفو، فيحب أن يعفو عن عباده :

أ - محبة الله تعالى لصفة العفو :

من محبة الله سبحانه للعفو يعفوا سبحانه عن عباده ابتداء دون أن يرتكبوا ذنوبا ً، فيرفع عنهم الحرج ، ويشرع لهم الرخص ، ويسقط المؤاخذة ، وشواهد ذلك في هذه النصوص :

١ . قال تعالى: (... يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ...) [البقرة : 185] .

٢ . وقال: (...مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ...) [المائدة : 6] .

٣ . عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. (حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما) .

٤ .  ويجب الله تعالى أن نقبل منه عز وجل عفوه، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب أن تؤتى رخصه ، كما يكره أن تؤتى معصيته ) صححه الالباني .

ب - أسباب عفو الله ومغفرته لعباده مهما كثرت ذنوبهم :

ومن حب الله العفو لعباده يغفر لهم ذنوبهم مهما كثرت ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تبارك وتعالى: « يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة»،
وقد تضمن الحديث أهم ثلاثة أسباب يحصل بها عفو الله عن عباده مهما كثرت ذنوبهم هي :

١ . الدعاء مع الرجاء :

 أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة، فقال سبحانه «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين»، ويكون  هذا الدعاء سببا للإجابة عند استكمال شرائطه وانتفاء موانعه، فقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض الشروط والآداب أو لوجود بعض الموانع.
ومن أعظم شروط الدعاء حضور القلب، ورجاء الإجابة من الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه» .

٢ . الاستغفار :

الاستغفار الذي يوجب المغفرة هو الاستغفار مع عدم الإصرار على المعصية والذنب، وهو الذي مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة في قوله: «والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون» .
ومن صيغ الاستغفار العظيمة ما ورد في الحديث الصحيح عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف».

٣ . التوحيد وعدم الشرك بالله :

قال تعالى: «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً» ،
والتوحيد في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيماً، وإجلالاً ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا.
.

رابعا : عفو العباد فيما بينهم :

وكما يعفو الله تعالى عن السيئات ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه ، وبيان ذلك ومجالاته في الآتي :

أ - الله يحب من عباده أن يعفوا ويتسامحوا فيما بينهم  :

 ودلائل ذلك في الآتي :

١ . قال الله عز وجل: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران : 134] .

٢ . وقوله تعالى: ( إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) [النساء : 149]،
جاء في التفسير الميسر: (نَدَب الله تعالى إلى العفو, ومهَّد له بأنَّ المؤمن: إمَّا أن يُظهر الخير, وإمَّا أن يُخفيه, وكذلك مع الإساءة: إما أن يظهرها في حال الانتصاف من المسيء , وإما أن يعفو ويصفح, والعفوُ أفضلُ; فإن من صفاته تعالى العفو عن عباده مع قدرته عليهم) .

٣ . وقال تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى : 40 .

ب -  مجالات عفو وتسامح المسلمين فيما بينهم :

 ومجالات العفو والتسامح كثيرة نذكر منها الامثلة الآتية :

 ١ . مثال للعفو بين القيادة والجنود :

قال الله - تعالى - مخاطباً نبيه - عليه الصلاة والسلام -: ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران: 159 ، فهذا الرسول المعصوم يأمره الله - تعالى - بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله فيجمع بين العفو والإحسان .

٢ . مثال للعفو في نطاق الدعوة إلى الله ومعاملة أهل الكتاب :

أمر - سبحانه وتعالى- المؤمنين بالعفو والصفح بعد أن بين كيد الكفار وخيانتهم فقال: [ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير][البقرة: 109]. وقد جاء أمر الله بأن قذف الرعب في قلوبـهم وخرّبوا بيوتـهم بأيديهم وأخرجهم من ديارهم وأمر المؤمنين بجهادهم. كل هذا بسبب فسادهم وانحرافهم عن أمر الله.

٣ . مثال للعفو في في مجال العقوبات :

 قال الله تعالى -: [ وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله إن الله لا يحب الظالمين][الشورى: 40]
وقال - تعالى -: [ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأموري[الشورى: 43].
وقال - تعالى -: [لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعاً عليماً. إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً][النساء: 148-149].

٤ . مثال للعفو في المعاملة الزوجية :

في حال الطلاق والفراق حث على العفو والمسامحة فقال - تعالى -: [وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم][البقرة: 237].
.

خامسا : فوائد العفو وثمراته :


1. العفو ينال به محبة الله تعالى :

فإذا كنت من العافين عن الناس فإن الله تعالى سيحبك، ويجعلك من أهل الإحسان الذين هم أعلى الناس إيمانًا، كما في قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران من الأية:134].

2. من عفا عُفِى عنه يوم القيامة :

إذ الجزاء من جنس العمل ، قال الله تعالى  { وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14

3. العفو يُورث التقوى :

يقول الله تعالى: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة من الأية:237]، فالعفو عن الناس من الأسباب التي تجعل العبد تقيًّا نقيًّا.

5) العفو يزيد الإنسان عزًّا :

فالنبي يقول: «وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا» (صحيح مسلم), فكلما عفوت، ازددت عزًّا عند الله تعالى.

6. الأجر العظيم عند الله تعالى :

لقوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى من الأية:40].

7. العفو يُثْمِر الفوز بمغفرة الرحيم طريقها العفو :

فيقول تعالىٰ : (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبـُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور: 22.

8 . العفو دليل على كمال الإيمان وحُسن الإسلام :

فقال تعالى :  ، وقال سبحانه : ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) الشورى/ 43 .

9 . العفو من مظاهر حُسن الخلق :

قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران/ 134

#كيف_نربح_رمضان_? أعداد : محمد #أبوغدير_المحامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق