القلب محل نظر الله تعالى وموطن رضاه سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُم ) رواه مسلم .
والقلب مصدر لسعادة الإنسان، فإن حمل القلب صفات الطمأنينة والإنابة والوجل والخوف والرحمة والرأفة والخشِوع والسَكينة والقوة والإخبِات كان صاحبه من السعداء ، وإن انتكس القلب وخلى من الإيمان وأظلم اتَّخذه الشيطان بيتًا ووطنًا له وتحكَّم فيه كان صاحبه من الأشقياء في الدنيا والآخرة.
وقد ذكر علماء السلف أسباب حياة القلوب ودوائها، ومنها قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( اطلب قلبك في ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك).
ويقول سليمان الخواص : دواء القلب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر ، وخلاء البطن ، وقيام الليل ، والتضرع عند السحر ، ومجالسة الصالحين .
وإذا دققنا في هذه الأسباب نرى أنها فرائض شرعها الله تعالي وسنن حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم يقيمها ويحييها المسلمون في رمضان ، فهيا بنا بعد إنقضاء رمضان نستمر في إحياء هذه الطاعات لتبقى قلوبنا حية
وفي هذه السطور نبين أقسام القلوب ، ثم نتعرف على القلوب الحية وصفتها في القرآن الكريم ، ثم أسباب ووسائل حياة القلب .
أولا : أقسام القلوب :
جاء في إغاثة اللهفان أن القلوب تنقسم إلى صحيح وسقيم وميت :
القلبٌ السليمٌ:
وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، قال تعالى: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء: 88-89.
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوةٍ تُخالف أمر الله ونهيه، ومن كلِّ شبهةٍ تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم.
القلب الميت:
وهو ضدُّ الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربِّه وغضبه، فهو متعبدٌ لغير الله: حباً، وخوفاً، ورجاءً، ورضاً وسخطاً، وتعظيماً، وذُلاً .
القلب المريض:
هو قلبٌ له حياةٌ وبه علةٌ، فله مادتان تمده هذه مرةً وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإِخلاص له، والتوكل عليه، وفيه من محبة الشهوات .
ثانيا : ماهية القلوب الحية :
حياة القلوب أن تكون عارفة بربها وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابّه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا حياة ألبتة إلا بذلك،
والقلوب الحيةهي التي تحمل صفات رائعة منها الطمأنينة والإنابة والوجل والرحمة والرأفة والخشِوع والسَكينة والقوة والإخبِات،
ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل ولا حياة للقلب بدون أتباعهم.
ثالثاً : صفاة القلوب الحية في القرآن الكريم :
وللقلوب المؤمنة الحية صفات ذكرها القرآن الكريم هيا نقرأ هذه الآيات ونتدبر في هذه الصفات :
1 – القلب المطمئنة :
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ الرعد: 28 .
2 – القَلْبٍ المُنِيب:
قال تعالى: ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ ق: 33 .
3 – القلب الوجِل:
قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ الأنفال: 2 .
4 – القلب الرحيم الرؤوف :
قال تعالى: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾ الحديد: 27 .
5 – القلب الخاشِع :
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ الحديد: 16 .
6 – السكينة :
قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ الفتح: 4 .
7 – القلب القوى :
قال تعالى : ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ الكهف: 14 .
8 -القلب المخبِت :
قال تعالى : ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ إن اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ الحج: 54 .
رابعاً : وسائل وأسباب حياة القلب :
يحتاج العبد إلى طاعة ربه عزّ وجلّ لحياة قلبه وسلامته من العلل كما يحتاج جسده للطعام ليحيا، وليعلم أن المعاصى بمثابة الأطعمة المسمومة التى تفسد القلب، وحياة القلب تؤهل المؤمن لحياة طيبة فى الدنيا وسعادة غير محدودة فى الآخرة .
1- ذكر الله وتلاوة القرآن :
فأنفع شىء للعبد هو ذكر الله، قال الله عزّ وجلّ : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد :28 .
وعن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذى يذكر ربه والذى لايذكر ربه مثل الحىّ والميت) رواه البخارى ومسلم،
قال ابن تيمية : (الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء).
وأفضل الذكر تلاوة القرآن, فهي دواء للقلب وعلاج لجميع الأمراض، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ) يونس من الآية : 57 ، وقال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء من الآية : 82 .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم) .
2 – الإستغفار والدعاء :
الإستغفار والدعاء ومن وسائل حياة القلوب ، فبالإستغفار يغفر الله تعالى الذنوب والمعاصي التي لها أثر عظيم في إفساد القلب وإضلاله، وإفساح المجال للشيطان للدخول إلي القلب لفساده؛ قال تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين : 14 .
ويأتي الإستغفار ليمحو الذنوب ويحيي القلوب قال تعالى : ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء من الآية : 110 .
وللدعاء عظيم الأثر في إصلاح القلوب وإحيائها، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) أخرجه الحاكم.
لذلك روى أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه قال : إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة يقول : ( رب اغفر لى وتب علىّ إنك أنت التواب الغفور )
3 . الجوع أو الصيام :
ومن وسائل إحياء القلوب بعد الجوع، وقد ذكر الإمام العزالي في إحياء علوم الدين عشرة فوائد للجوع نذكرها بتصرف : في الجوع صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة وبها يتهيأ لإدراك لذة المثابرة والتأثر بالذكر، والشبع يورث البلادة ويعمي القلب، فكم من ذكر يجري على اللسان ولكن القلب لا يلتذذ به ولا يتأثر لقسوة القلب ولا تنكسر النفس ولا تذل بشيء كما تذل بالجوع فعنده تسكن لربها وتخشع له، والجائع أو ال
صائم لا ينسى بلاء الله وعذابه؛ ولا ينسى أهل البلاء، فيذكر من عطشه عطش الخلق في عرصات القيامة، ومن جوعه جوع أهل النار .
4 . تقوى الله :
ومن وسائل دواء القلوب التقوى، فهي الطريق الموصل إلى رحمة الله ورضوانه وحياة القلوب وسلامتها، وسُلم الارتقاء نحو سمو النفس وعفتها وطهارتها وتحريرها من شهوات الدنيا وتعويدُ النفس على الصبر وتحمل المكاره رجاء عفو الله تعالى ورضاه، فكيف لا يكون القلب حياً وقد تحررت النفس عن رغبات الحياة .
والصوم وسيلة عظمى لتقوى الله سبحانه القائل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة:183 .
5. قيام الليل :
فهو يطرد الغفلة عن القلب كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه أبوداود وابن حبان .
وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) رواه الترمذي والنسائي .
6 . الاعتكاف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام ؛ فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعكتف عشرين يوما ) رواه البخاري .
فالقلوب حين تناجي ربها حال اعتكاف المؤمنين في بيوت الله وقد انقطعوا عن الدنيا وملذاتها, وشهواتها، وزخارفها فهي تتخلى عن كل ما يشغلها عن خالقها ورازقها .
يقول الشهيد سيد قطب : لا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى.. لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت, وانقطاعها عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.
7 – الإنفاق :
الإنفاق من أسباب القربات إلى الله تعالى ودخول الجنة ، فهو وسيلة لصفاء القلوب ورضى النفس ، لذلك كان روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه).
والقلب مصدر لسعادة الإنسان، فإن حمل القلب صفات الطمأنينة والإنابة والوجل والخوف والرحمة والرأفة والخشِوع والسَكينة والقوة والإخبِات كان صاحبه من السعداء ، وإن انتكس القلب وخلى من الإيمان وأظلم اتَّخذه الشيطان بيتًا ووطنًا له وتحكَّم فيه كان صاحبه من الأشقياء في الدنيا والآخرة.
وقد ذكر علماء السلف أسباب حياة القلوب ودوائها، ومنها قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( اطلب قلبك في ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن، وفي مجالس الذكر، وفي أوقات الخلوة، فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك).
ويقول سليمان الخواص : دواء القلب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر ، وخلاء البطن ، وقيام الليل ، والتضرع عند السحر ، ومجالسة الصالحين .
وإذا دققنا في هذه الأسباب نرى أنها فرائض شرعها الله تعالي وسنن حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم يقيمها ويحييها المسلمون في رمضان ، فهيا بنا بعد إنقضاء رمضان نستمر في إحياء هذه الطاعات لتبقى قلوبنا حية
وفي هذه السطور نبين أقسام القلوب ، ثم نتعرف على القلوب الحية وصفتها في القرآن الكريم ، ثم أسباب ووسائل حياة القلب .
أولا : أقسام القلوب :
جاء في إغاثة اللهفان أن القلوب تنقسم إلى صحيح وسقيم وميت :
القلبٌ السليمٌ:
وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، قال تعالى: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء: 88-89.
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوةٍ تُخالف أمر الله ونهيه، ومن كلِّ شبهةٍ تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم.
القلب الميت:
وهو ضدُّ الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربِّه وغضبه، فهو متعبدٌ لغير الله: حباً، وخوفاً، ورجاءً، ورضاً وسخطاً، وتعظيماً، وذُلاً .
القلب المريض:
هو قلبٌ له حياةٌ وبه علةٌ، فله مادتان تمده هذه مرةً وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإِخلاص له، والتوكل عليه، وفيه من محبة الشهوات .
ثانيا : ماهية القلوب الحية :
حياة القلوب أن تكون عارفة بربها وفاطرها، وبأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وأحكامه، وأن تكون مؤثرة لمرضاته ومحابّه، متجنبة لمناهيه ومساخطه، ولا حياة ألبتة إلا بذلك،
والقلوب الحيةهي التي تحمل صفات رائعة منها الطمأنينة والإنابة والوجل والرحمة والرأفة والخشِوع والسَكينة والقوة والإخبِات،
ولا سبيل إلى تلقيه إلا من جهة الرسل ولا حياة للقلب بدون أتباعهم.
ثالثاً : صفاة القلوب الحية في القرآن الكريم :
وللقلوب المؤمنة الحية صفات ذكرها القرآن الكريم هيا نقرأ هذه الآيات ونتدبر في هذه الصفات :
1 – القلب المطمئنة :
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ الرعد: 28 .
2 – القَلْبٍ المُنِيب:
قال تعالى: ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ ق: 33 .
3 – القلب الوجِل:
قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ الأنفال: 2 .
4 – القلب الرحيم الرؤوف :
قال تعالى: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ﴾ الحديد: 27 .
5 – القلب الخاشِع :
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ الحديد: 16 .
6 – السكينة :
قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ الفتح: 4 .
7 – القلب القوى :
قال تعالى : ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ الكهف: 14 .
8 -القلب المخبِت :
قال تعالى : ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ إن اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ الحج: 54 .
رابعاً : وسائل وأسباب حياة القلب :
يحتاج العبد إلى طاعة ربه عزّ وجلّ لحياة قلبه وسلامته من العلل كما يحتاج جسده للطعام ليحيا، وليعلم أن المعاصى بمثابة الأطعمة المسمومة التى تفسد القلب، وحياة القلب تؤهل المؤمن لحياة طيبة فى الدنيا وسعادة غير محدودة فى الآخرة .
1- ذكر الله وتلاوة القرآن :
فأنفع شىء للعبد هو ذكر الله، قال الله عزّ وجلّ : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد :28 .
وعن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذى يذكر ربه والذى لايذكر ربه مثل الحىّ والميت) رواه البخارى ومسلم،
قال ابن تيمية : (الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء).
وأفضل الذكر تلاوة القرآن, فهي دواء للقلب وعلاج لجميع الأمراض، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ) يونس من الآية : 57 ، وقال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء من الآية : 82 .
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : ( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم) .
2 – الإستغفار والدعاء :
الإستغفار والدعاء ومن وسائل حياة القلوب ، فبالإستغفار يغفر الله تعالى الذنوب والمعاصي التي لها أثر عظيم في إفساد القلب وإضلاله، وإفساح المجال للشيطان للدخول إلي القلب لفساده؛ قال تعالى : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) المطففين : 14 .
ويأتي الإستغفار ليمحو الذنوب ويحيي القلوب قال تعالى : ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) النساء من الآية : 110 .
وللدعاء عظيم الأثر في إصلاح القلوب وإحيائها، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) أخرجه الحاكم.
لذلك روى أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه قال : إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة يقول : ( رب اغفر لى وتب علىّ إنك أنت التواب الغفور )
3 . الجوع أو الصيام :
ومن وسائل إحياء القلوب بعد الجوع، وقد ذكر الإمام العزالي في إحياء علوم الدين عشرة فوائد للجوع نذكرها بتصرف : في الجوع صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنفاذ البصيرة وبها يتهيأ لإدراك لذة المثابرة والتأثر بالذكر، والشبع يورث البلادة ويعمي القلب، فكم من ذكر يجري على اللسان ولكن القلب لا يلتذذ به ولا يتأثر لقسوة القلب ولا تنكسر النفس ولا تذل بشيء كما تذل بالجوع فعنده تسكن لربها وتخشع له، والجائع أو ال
صائم لا ينسى بلاء الله وعذابه؛ ولا ينسى أهل البلاء، فيذكر من عطشه عطش الخلق في عرصات القيامة، ومن جوعه جوع أهل النار .
4 . تقوى الله :
ومن وسائل دواء القلوب التقوى، فهي الطريق الموصل إلى رحمة الله ورضوانه وحياة القلوب وسلامتها، وسُلم الارتقاء نحو سمو النفس وعفتها وطهارتها وتحريرها من شهوات الدنيا وتعويدُ النفس على الصبر وتحمل المكاره رجاء عفو الله تعالى ورضاه، فكيف لا يكون القلب حياً وقد تحررت النفس عن رغبات الحياة .
والصوم وسيلة عظمى لتقوى الله سبحانه القائل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة:183 .
5. قيام الليل :
فهو يطرد الغفلة عن القلب كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه أبوداود وابن حبان .
وعن عمرو بن عبسة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ) رواه الترمذي والنسائي .
6 . الاعتكاف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام ؛ فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعكتف عشرين يوما ) رواه البخاري .
فالقلوب حين تناجي ربها حال اعتكاف المؤمنين في بيوت الله وقد انقطعوا عن الدنيا وملذاتها, وشهواتها، وزخارفها فهي تتخلى عن كل ما يشغلها عن خالقها ورازقها .
يقول الشهيد سيد قطب : لا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى.. لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت, وانقطاعها عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.
7 – الإنفاق :
الإنفاق من أسباب القربات إلى الله تعالى ودخول الجنة ، فهو وسيلة لصفاء القلوب ورضى النفس ، لذلك كان روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:(ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق