قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا
بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) البقرة
الآية 153
في الآية : أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين
بالاستعانة بالصبر والصلاة وهي تعني لغة الدعاء ، وكذلك الصلاة المفروضة ذات الركوع
والسجود ، ثم يبشر الله عباده الصابرين بمعيته لهم .
والاستعانة تعني :
طلب الفرد أو الجماعة العون من الله تعالى
وحده في شأن الدنيا والآخرة ، لأنه لا حول ولا قوة لهم إلا بالله القادر الوهاب .
ومن الجائز الاستعانة بالناس فيما يقدرون
عليه؛ كاستعانة المسلم بأخيه ليقضي له حاجة أو يعينه في إنجاز عمل مشترك، عملا بقوله
تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2.
والصبر : هو حبس النفس على ما يقتضيه العقل
والشرع ، وعما يقتضيان حبسها عنه .
والأمور التي يستعان عليها بالصبر ثلاث
هي
1- الطاعة التي فرضها الله سبحانه على عباده :
يجب الصبر عليها لأن النفس تنفر منها العبادة
لثقل أداءها ولتسلط الشيطان وغلبة الهوى ، وفيه جاء قوله جل شأنه لرسوله صلى الله عليه
وسلم : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ).
2 - المحرمات
والشهوات التي نهى الله عنه عنها :
يحب الصبر على هجرها ومجاهدة النفس عن قربانها ،
يقول تعالى في بيان عاقبة الصبر عن المعصية لقوله تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ
رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
).
3 - كذلك
الكوارث والمصائب المؤلمة التي قدرها الله
سبحانه على عباده : كفقد عزيز ، أو حلول نازلة تجتاح ماله أو علة جسدية وغيرها مما
أكد الله عز وجل وقوعها بقوله : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ) البقرة
أ - الدعاء هو :
طلب العبد العناية من الله تعالى ، واستمداده
منه إياه المعونة .
الأمور التي يستعان عليها بالدعاء هي :
1 - عند الابتلاء بالمصائب والمحن : يفزع الإنسان
إلى خالقه وينقطع إليه ضارعا منكسرا ، قال تعالى : « وإذا مسَّ الإنسانَ الضُرُّ دعانا
لجنبِهِ أو قاعِدا أو قائما فلمّا كشفنا عنه ضُرَّهُ مرَّ كأن لم يدعُنا إلى ضُرٍّ
مَّسّهُ »
2 - عند الرخاء: عندما يكون الإنسان في
حال رخاء واطمئنان ، يجب أن يعلم بأنّ ما به من نعمة هي من اللّه ، وانه هو القادر
على أن يزيلهاه منه ، قال رسول اللّه صلىاللهعليه وسلم بن العباس : « احفظ اللّه
يحفظك ، احفظ اللّه تجده أمامك، تعرّف إلى اللّه في الرخاء يعرفك في الشدّة » .
الصلاة كما عرفها الفقهاء:
هي أقوال وأفعال مخصوصة يقصد بها التقرب
إلى الله تعالى، تُفْتَتَح بالتكبير وتُخْتَتَم بالتسليم، لها شروط، وأركان، وواجبات،
وسنن خاصة متعلقة بها.
الأمور التي يستعان عليها بالصلاة :
1 -
تحقيق الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين : وقد أجمع علماء المسلمينِ
على وُجوب خَمْس صَلَوات في اليوم والليلة على كل مسلم ومسلمة بالِغَيْن عاقِلَيْن،
2 - الإمتثال لأمرالمحافظةِ عَليها في كلِّ
حالٍ؛ حضرًا وسفرًا، سِلمًا وحَربًا، صِحَّة ومرضًا ، قال اللهُ تعالى: (حَافِظُوا
عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ
فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) البقرة: 238 - 239 .
3 - تحنب الفَحشاءِ والمُنكَرِ والتطهر
منهما : قال الله تعالى: ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
) العنكبوت: 45.
4 - ُ كَفَّارةٌ للذُّنوبِ والخَطايَا
: عن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، قال: سَمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ
يقولُ: ((أرأيتُم لوْ أنَّ نَهرًا ببابِ أَحدِكم يَغتسِلُ منه كلَّ يومٍ خَمْسَ مرَّاتٍ؛
هلْ يَبقَى مِن دَرَنِه شيءٌ؟ قالوا: لا يَبقَى من دَرنِه شيءٌ، قال: فذلِك مَثَلُ
الصَّلواتِ الخمسِ، يَمْحُو اللهُ بهنَّ الخَطايا)).
5 - لمُرافقةِ النبيِّ صلَّى الله عليه
وسلَّم في الجَنَّةِ ، عن رَبيعةَ بنِ كَعبٍ الأسلميِّ رضي الله عنه، قال: ((كنتُ أَبيتُ
مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ فأتيتُه بوضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سَلْ، فقلتُ:
أسألُكَ مرافقتَكَ في الجَنَّةِ، قال: أوْ غيرَ ذلِك؟ قلتُ: هو ذاك! قال: فأَعنِّي
على نَفْسِكَ بكَثرةِ السُّجودِ)) .
معية الله من ثمرات الصبر والصلاة والدعاء
:
الصابرون في معية الله :
هي المعية الخاصة المقتضية للمعونة والنصرة
والتوفيق ، قال تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) مرتين في [البقرة: 153،
والأنفال: 46
الداعي في معيةُ الله :
قال صلى الله
عليه وسلم : "يقول الله عز وج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق