الجمعة، 2 فبراير 2018

من الأخلاق الراقية .... ٢ - الشكر بقلم محمد أحمد أبوغدير المحامي

لو جلس الإنسان مع نفسه يتأمل ويتدبر نِعَم الله سُبحانه وتعالى عليه لأمضى الساعات الطويلة بدون إحصاء ، فمن أول نعم الله تعالى أن فضّل بني آدم على سائر المخلوقات ، ومن أجل نعمه سبحانه على عباده نعمة الإسلام بتوحيدهم لله تعالى وإيمانهم برسوله وطاعتهم لله ورسوله .

ومن النعم التي يتمتّع بها الإنسان الصحّة والعافية، ونِعمة السَّمع، والبصر ، ونِعمة الكلام واللسان والعقل والتفكير السليم ، قال تعالى : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل: 78 .

ومن نعمه سبحانه على عباده الصالحين السعادة في الدنيا ، كما روى ابن حبّان عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : ( أربعٌ من السعادة المرأةُ الصالحةُ ، والمسكنُ الواسعُ والجارُ الصالحُ والمركبُ الهنيءُ) ، وكذلك وعده سبحانه لهم في الآخرة بنعيم الجنة حيث روى البخاري في صحيحه : (ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .

وهكذا تفضّل الله سبحانه وتعالى على عباده بالنِّعم التي لا تُعدُّ ولا تُحصى ، ومن الواجب علي المسلم أن يشكر الله على نعمه عليه في كل وقت وحين ويحرص علي ذلك ، فالله سبحانه وتعالى وعد الشاكرين بالجزاء العظيم وجعل الشكر سببا للحفاظ على النعم وزيادة العطاء حين قال سبحانه وتعالى ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) إبراهيم :7 .

فهيا بنا - في هذه السطور - نتعرف على مفهوم الشكر ونقف على أركانه ، لنعلم يقينا أن شكر الله فريضة شرعية أمر الله بها عباده ، وندرك منزلة الشكر العالية وفضله الكبير الثابت في العديد من آيات من القرآن الكريم ، وذلك كله يدفعنا إلى التماس  الأسباب المؤدية إلى الشكر لننال هذا الفضل ونرتقي لتلك المنزلة .

أولا : تعريف الشكر:

أ - الشُّكر لغةً:

مصدر شَكَرَ يَشكُرُ، وهو مأخوذ من مادة: (ش ك ر) وهو بمعنى : الثناء والِعرفانُ والمجازاةُ .

ب - الشُّكر اصطلاحًا:

وقال ابن القيم: الشُّكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا، وعلى قلبه شهودًا ومحبةً، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعةً .

وعرفه آخرون بقولهم: الشكر هو الثناء على المنعم بما أولاكه من معروف .

ج - معنى اسم الله الشكور :

قال الإمام الغزاليّ: الشّكور (في أسماء الله تعالى) هو الّذي يجازي بيسير الطّاعات كثير الدّرجات، ويعطي بالعمل في أيّام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود .

وقال ابن منظور : والشّكور من صفات الله- جلّ اسمه- معناه: أنّه يزكو عنده القليل من أعمال العباد ، فيضاعف لهم الجزاء ، وشكره لعباده: مغفرته لهم وإنعامه على عباده وجزاؤه بما أقامه من العبادة .

وقال ابن سعديّ: وأمّا الشّكور من عباد الله فهو الّذي يجتهد في شكر ربّه بطاعته وأدائه ما وظّف عليه من عبادته.

د - أقوال علماء السلف في الشكر :

قال أبو عثمان : الشُكرُ معرفة العجزِ عن الشُكرِ .

وقالَ الجُنيد: الشُكرُ أن لا ترى نفسكَ أهلاً للنِعمة ، وأن ترى الله سبحانه وتعالى تفضّلَ عليك ، وإذا أرادَ ربُكَ إظهارَ فضلهِ عليك خلقَ الفضلَ ونسبهُ إليك .

وقالَ أحدُ العلماء: الشُكر استفراغ الطاقة ، ويشُكرُ العامةِ على المطعمِ والمشربِ والملبسِ وقوتِ الأبدان .

وقيلَ: هو عكوفُ القلب على محبة المُنعِمِ, والجوارح على طاعتهِ, وجريان اللسان بذكرهِ, والثناءِ عليه, معرفةٌ وتعبيرُ وامتنان وسلوك .

وقيلَ: الشُكرُ مُشاهدةُ المِنّةَ وحِفظُ الحُرمة .

هـ - الفرق بين الشاكر والشكور :

قال المناويّ: إنّ الشّاكر من يشكر على الرّخاء ، والشّكور من يشكر على البلاء.

وقيل: الشّاكر من يشكر على العطاء ، والشّكور من يشكر على المنع.

وإذا وصف الباري بالشّكور فالمراد إنعامه على عباده .

و - الفرق بين الشكر والحمد:

. 1  الشكر يكون بالجوارح ، والحمد يكون باللسان وبالقلب ، ولذلك نسمع بسجود الشكر ، ولا نسمع بسجود الحمد ، لأن الشكر يكون بتسخير النعمة في طاعة الله، وهذا عمل بالجوارح.

. 2  الشكر يكون عند البلاء ، والحمد يكون على كل حال، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته سراء قال: ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) ، وإن نزل به بلاء قال: ( الحمد لله على كل حال ) .

ثانيا : أركان الشكر

 للشكر بمعناه الاصطلاحي ثلاثة أركان هي :

 . 1 اعتراف المرء بالنعمة بقلبه :
روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا ) .

. 2 التحدث بها والثناء على المنعم  :
قال تعالى: ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى: 11 .

. 3 تسخير النعم في طاعة المنعم بها  :
قال تعالى: ( اعملوا آل داود شكر ) سبأ: 13 .
ومعنى الآية: يا آل داود: اعملوا شكرًا لله على ما أعطاكم، وذلك بطاعته وامتثال أمره .

ثالثا : الحكم الشرعي لشكر الله :

شكر الله فريضة شرعية ، لذلك أمر الله عباده بالشكر في العديد من آيات من القرآن الكريم تفيد وجوبه ، نذكر منها ما يأتي :

1. أمر الله العباد بالشكر بعد الذكر ، قال سبحانه : {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} البقرة: 152.

2. وبعد أن وصى الله تعالى الإنسان بوالديه أمره بشكره ووالديه ، فقال سبحانه : { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) لقمان: 14.

3. وأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالشكر بعد أن حذر من الشرك فقال تعالى : ( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) الزمر: 65-66

4. وأمر الله تعالى موسى عليه السلام بالشكر بعد أن إصطفاء بالرسالة، فقال تعالى : {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) الأعراف:144 .\

5. وأمر الله المؤمنين بالشكر بعد أن رزقهم الطيبات ليأكلوا ، فقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172

6. وطلب الله من العباد الشكر بعد أن أحيا لهم الأرض وانبت لهم فيها من الحب والنخيل والأعناب ، فقال تعالى : { وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون } يس : 33-35 .

7. وقال أيضا : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون * ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون) يس : 71-73 .

8. وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول الله عز وجل يوم القيامة : يابن آدم حملتك على الخيل والإبل ، وزوجتك النساء ، وجعلتك تَرْبَعُ وترأس ، فأين شكر ذلك ) رواه أحمد   ، تربع : تأخذ ربع غنيمة القوم ، ترأس : تكون رئيسا للقوم .

رابعا : منزلة الشكر وفضله :

1. علو منزلة الشاكرين :
وصف الله الشاكرين بأنهم قلة من عباده ومما يدل على فضل الشكر وعلو منزلته ، وأن رضا الله معلق بالشكر ، فقال تعالى: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ سورة سبأ آية:13 .

2. الشكر سبب لزيادة النعمة :
وعلق سبحانه زيادة النعم بشكره عليها ومن جحدها كان له العذاب الشديد من الله ، فقال تعالى : ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ سورة إبراهيم آية:7 .
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لرجل من همذان : إن النعمة موصولة بالشكر ، والشكر يتعلق بالمزيد ، وهما مقرونان في قرن فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد .\

3. الشكر منجاة من العذاب :
قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى : قرن الله سبحانه الشّكر بالإيمان، وأخبر أنّه لا غرض له في عذاب خلقه إن شكروا وآمنوا به فقال: ( ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ) النساء/ 147 أي إن وفّيتم ما خلقكم له، وهو الشّكر والإيمان فما أصنع بعذابكم .

4. الله يمن على الشاكرين :
أهل الشّكر هم المخصوصون بمنّته عليهم من بين عباده ، فقال سبحانه ( وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/ 53 .

5. والله تعالى يزيد الشاكرين :
علّق الله سبحانه المزيد بالشّكر والمزيد منه لا نهاية له كما لا نهاية لشكره. قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم :
وأوقف سبحانه الجزاء على المشيئة كثيرا وأطلق ذلك في الشّكر ، فقال تعالى : ( وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) آل عمران: 145 ، وقال سبحانه وتعالى : ( وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران : 144.

6. الشّكر هو الغاية من خلقه وأمره :
جعل الله تعالى الشّكر هو الغاية من خلقه وأمره ، فقال تعالى ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل: 78 .

7. الشكر من سمات العابدين :
وأخبر سبحانه أنّه إنّما يعبده من شكره، ومن لم يشكره لم يكن من أهل عبادته فقال: ( وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة: 17  .

8. الله يثني على أنبيائه بالشكر :
وقد أثنى الله سبحانه على أوّل رسول بعثه إلى أهل الأرض بالشّكر ، فقال : ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً ( الإسراء: 3.
وأثنى سبحانه على خليله إبراهيم ، فقال: ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شاكِراً لِأَنْعُمِهِ اجْتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) النحل: 120- 121.
وأمر الله- عزّ وجلّ- عبده موسى بالشّكر. فقال تعالى: يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ  ) الأعراف: 144  .

9. أن رضا الله في شكره :
كما أخبر سبحانه أنّ رضاه في شكره فقال: ( وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) الزمر: 7

10. الشكر من صفات المؤمنين:
ففي صحيح مسلم عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )  .

خامسا : الأسباب المؤدية إلى الشكر :

1. التلبس بأركان الشكر وهي :
الاعتراف بالنعمة بقلبه ، والتحدث بها والثناء على المنعم ، وتسخيرها في طاعة مسديها والمنعم بها ، وذلك على التفصيل السالف بيانه .

2. شكر من أسدى معروفاً إليك من الناس :
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس) رواه الترمذي .
وروى أبو داود عن ابن عمر ، أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ.(  وأخرج الترمذي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء(.

3. التفكر في نعم الله عليك :
إمعان النظر في كثرة النعم التي نرفل فيها ليلاً ونهارًا، وسرًا وجهارًا، وأننا مطالبون بشكر الله عليها سواءً كانت حسية أو معنوية ، قال تعالى : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) النحل : 78.
قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى لرجل يشكو ضيق حاله : أيسرك ببصرك هذا مائة ألف درهم ؟ قال الرجل : لا ، قال : فبيديك مائة ألف؟ قال : لا ، قال : فبرجليك مائة ألف ؟ قال : لا ، فذكره نعم الله عليه ثم قال له : أرى عندك مئين الألوف وأنت تشكو الحاجة .

4. تقوى الله والعمل بطاعته :
قال تعالى : ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) آل عمران : 123 .

5. نظر العبد لمن دونه في أمور دنياه لمن فوقك في أمور أخراه :
كما أرشدنا إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم - في قوله: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) ، ومن وسائل ذلك : زيارة المرضى في المستشفيات ودور الإعاقة والمصحات النفسية وغيرها ، والنظر في حال أولئك المرضى لنستشعر قيمة ما نحن فيه من نعم كثيرة قلّ لها شكرنا  ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( كن قنعا تكن أشكر الناس ) رواه ابن ماجة .

6. أن لا ينسب العبد النعم إلى نفسك :
ويتعظ من حال قارون الذي ( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ) القصص : 78 ، فكان مصيره كما قال تعالى ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ) القصص : 81 .

7. كثرة العبد لحمد الله عز وجل :
قال أعرابيًا للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به ، قال ( قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله ) رواه البيهقي وحسنه الألباني ، فإن لم تستطع أن تحفظ جميع صيغ الحمد التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكفي أن تحمد الله علي ما وهبك من النعم ولكن مع ذكر النعمة حتي لا تكون مجرد كلمة نُرددها على ألسنتنا ، وستجد أنك بدأت تتحدث بالنعمة وتشعر بها من داخلك فتحمد الله عليها .

8. صلاة الضحى :
ومن وسائل شكر الله تعالى صلاة الضحى ، فعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَة ٌ ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ ، وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى ) البخاري ومسلم .

9. سجود الشكر:
روى أبو داود عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر بشر به خر ساجدا ؛ شاكرا لله  ، وهذه السجدة لا تشترط لها طهارة ، ولا استقبال قبلة .

10. أن يقول إذا أصبح وأمسى :
اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر .
فعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ) رواه أبو داود .

11. كثرة الدعاء بشكر الله تعالى:
كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ قائلاً "فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" رواه أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق