الثلاثاء، 20 فبراير 2018

العـمـرة تعريفها وحكمها وفضلها وأركانها وصفتها كما فعلها النبي و زيارة المدينة إعداد : محمد أبوغدير المحامي


أولا : تعريف العمرة :
العمرة لغة هي : الزيارة ،
واصطلاحاً : هي : زيارة بيت الله الحرام على وجه مخصوص ومن شخص مخصوص . 
وقيل ايضا : هي التعبد لله بالطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير.

ثانيا : حكم العمرة :
العمرة مشروعة بقول الله تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله) ، [البقرة : 196 .
واختلف فيه العلماءُ فمنهم من قال : إنها واجبة واحتج بالآية السابقة ، ومنهم من قال : إنها سنة مؤكدة .

عدد ما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟:
اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلها في أشهر الحج في ذي القعدة: عمرة الحديبية سنة ست.. وعمرة القضاء سنة سبع.. وعمرة الجعرانة سنة ثمان.. وعمرته مع حجته سنة عشر من الهجرة ، وكلها أحرم بها قادماً إلى مكة.
عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَألْتُ أنَساً رَضِيَ اللهُ عَنْه: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قال: أرْبَعاً: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وَعُمْرَةٌ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ، وَعُمْرَةُ الجِعِرَّانَةِ إِذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ-أُرَاهُ- حُنَيْنٍ. قُلْتُ: كَمْ حَجَّ؟ قال: وَاحِدَةً. متفق عليه.

ثالثا : فضل العمرة:
 فمن فضلها “غفران الذنوب وزوالها” :
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الجَنَّةُ». متفق عليه.
ومن فضلها “إكرام الله لضيوفه :
قال صلى الله عليه وسلم ” الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم ” رواه ابن ماجه .
ومن فضل العمرة أنها تنفي الفقر كما تنفي الذنوب
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تَابعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَث الحَدِيدِ». أخرجه النسائي.
.فضل العمرة في رمضان:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قال: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَجَّتِهِ، قال لأُمِّ سِنَانٍ الأنْصاريَّةِ: «مَا مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ». قالتْ: أبُو فُلانٍ، تَعْنِي زَوْجَهَا، كَانَ لَهُ نَاضِحَانِ حَجَّ عَلَى أحَدِهِمَا، وَالآخَرُ يَسْقِي أرْضاً لَنَا. قال: «فَإِنَّ عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي». متفق عليه.

رابعا : أركان العمرة :
أركان العمرة ثلاثة ، وهي : أولا:ً الإحرام ، ثانيا : الطواف بالبيت الحرام سبعاً ، ثالثا : السعي بين الصفا والمروة .
فلا تتم العمرة إلا بفعل هذه الأركان ، وتركها لا يُجبَر بالدم  ، وإليك أخي الكريم تفاصيل هذه الأركان الثلاثة:
الركن الأول الإحــــرام :
أ -  معنى الإحرام  :
نية الدخول في العمرة
ب -  واجبـــات الإحرام  ثلاثة:
1 . التجرد من المخيط والمحيط ! فلا يلبس المحرم ثوبا مفصلا على الجسم لا قميصا ولابرنسا ولا جلبابا ولا سروالا ولا خفين ولا يغطي رأسه بعمامة ولا بأي غطاء مباشر .
2 . لبس رداء و إزار وهو في الميقات لم يتجاوزه ، وإذا جاوز الميقات من غير لبس الرداء والإزار وجب عليه الرجوع ، وإن تعذر عليه فعليه دم .
3 . التلبية يقولها المحرم عند الشروع في الإحرام وهو بالميقات لم يتجاوزه ومن تجاوز الميقات من غير تلبية وجب عليه الرجوع ، وإن تعذر عليه الرجوع فعليه دم ! بل كل الواجبات من ترك واحدة منها وجب عليه دم ، ويستحب تكرارُالتلبية ورفعُ الصوت بها بالنسبة للرجال ، أما النساء تجهرالمرأة بقدر ما تسمع نفسها ورفيقتها !
ج - محظورات الإحرام وهي:
1 . تغطية الرأس بأي غطاء كان غطاءً مباشراً .
2 .  لق الشعر أوقصه أونتفه وإن قل وسواء شعر الرأس أو غيره
3 . مس الطيب مطلقا .
4 .  قليم الأظافر سواء أظافر اليدين أو الرجلين .
5 . لبس المخيط المفصل مطلقاً .
6.  الخصام والنزاع والجدال مع الرفقاء
7 . يحرم على المحرم وغيره ، صيد الحرم وتنفيرُه ، وقطعُ النبات والأشجار .
الركن الثاني : الطواف :
أ - معنى الطواف:
الدوران حول البيت سبعة أشواط ،
ب - شروط صحته الطواف وهي :
- 1النية عند الشروع فيه ، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ، فكان لابد للطائف من نية طواف وهي عزم القلب على الطواف تعبدًا لله تعالى ، وطاعة له عز وجل .

 2 - الطهارة من الخبث والحدَث ، لخبر ، الطواف حول البيت مثل الصلاة .
- 3ستر العورة ، إذ الطواف كالصلاة ، لقوله صلى الله عليه وسلم :(الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه ، فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير) الترمذي. وعليه : فمن طاف بغير نية ، أو طاف وهو محدَث أو عليه نجاسة أوطاف وهو مكشوف العورة ، فطوافه فاسد وعليه إعادته وإلا وجب عليه دم ، أوالصيام .
– 4 أن يكون الطواف بالبيت داخل المسجد ولو بعُدَ من البيت .
- 5أن يكون البيت على يسار الطائف ، لا على يمينه ولا أمامه ولا خلفه .
- 6أن يكون الطواف سبعة أشواط ، وأن يبدأ بالحجر الأسود ويختمه به لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذالك كما ورد في الصحيح .
- 7أن يوالي بين الأشواط ، والفصل اليسير لا يضر وخاصة للضرورة كالصلاة أو نقض الوضوء ، فلا يُفصَلُ بين الأشواط لغير ضرورة ، ولو فصل بينها وترك الموالاة لغير ضرورة بطل طوافه ووجبت إعادته ، لأن بفساد الشرط يفسد الركن ! وبفساد الركن تفسد العمرة !

الركن الثالث السعي بين الصفا والمروة :
أ - معنى السعي :
السعي : هو المشي بين الصفا والمروة ذهابا وجيئةً بنية التعبد يقول ربنا : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا لاجناح عليه أن يطوف بهما (البقرة ) وجاء في الحديث الذي رواه أحمد وابن ماجه أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال : اسعوا بين الصفا والمروة فإن الله كتب عليكم السعي !
ب - شروط صحة السعي :
- 1النية ، لقوله (صلى الله عليه وسلم) : (إنما الأعمال بالنيات) فكان لا
بد من نية التعبد بالسعي طاعة لله وامـتـثـالاً لأمره جل وعلا .
- 2الترتيب بينه وبين الطواف ، بأن يقدم الطواف على السعي .
- 3الموالاة بين أشواطه ، غير أن الفصل اليسير لا يضر ولا سيما للضرورة .
- 4إكمال العـد د سبعة أشواط ، فلو نقص شوط أو بعضه لم يجزئ إذ حقيقته متوقفة على تما م أشواطه ، ومن شك في شوط بنى على اليقين ، وكذلك في الطواف .
- 5وقوعه بعد طواف صحيح ، سواء كان الطواف واجباً أو سنة غير أن الأولى أن يكون بعد طواف واجب كطواف القدوم ، أو ركن كطواف العمرة ، وبفساد شوطٍ يفسد السعي ! وبفساد السعي الذي هو الركن الثالث تفسد العمرة !

خامسا  : صفة العمرة التي فعلها النبي- صلى الله عليه وسلم :
أن يحرم من يريد العمرة بها من الميقات إذا كان ماراً به، ومن كان دون الميقات أحرم من حيث أنشأ، وإن كان من أهل مكة خرج إلى الحل كالتنعيم ليحرم منه، ويستحب أن يدخل مكة ليلاً أو نهاراً من أعلاها، ويخرج من أسفلها إن كان أيسر له، ويقطع التلبية إذا دخل أدنى حدود الحرم.
فإذا وصل المسجد الحرام دخله متوضئاً، ويبدأ بالطواف بالكعبة من الحجر الأسود، ويجعل البيت عن يساره.
ويسن أن يضطبع قبل أن يطوف، بأن يجعل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن وطرفيه على عاتقه الأيسر في جميع الأشواط.
ويسن أن يرمل، وهو المشي بقوة ونشاط في الأشواط الثلاثة الأولى من الحَجَر إلى الحَجَر، ويمشي في الأشواط الأربعة الأخيرة، والاضطباع والرمل سنة للرجال فقط دون النساء، في طواف القدوم وطواف العمرة فقط.
فإذا حاذى الحجر الأسود استقبله واستلمه بيده، وقبَّله بفمه، فإن لم يستطع وضع يده اليمنى عليه وَقبَّلها، فإن لم يستطع استلمه بمحجن، أو عصا ونحوهما مما في يده وَقبَّلها، فإن لم يستطع أشار إليه بيده اليمنى ولا يقبلها، ويمضي ولا يقف، ويقول إذا حاذاه: الله أكبر مرة واحدة، ويفعل ذلك في كل شوط، ثم يدعو أثناء طوافه بما شاء من الأدعية الشرعية ويذكر الله ويوحده.
فإذا مر بالركن اليماني استلمه بيده اليمنى بدون تقبيل في كل شوط ولا يكبر، فإن شق استلامه مضى في طوافه بلا تكبير ولا إشارة، ويقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}فيطوف سبعة أشواط كاملة من وراء الكعبة والحِجر، يكبر كلما حاذى الحجر الأسود، ويستلمه، ويقبِّله في كل شوط إن أمكن، ولا يستلم الركنين الشاميين، وله أن يلتزم ما بين الركن والباب بعد طواف القدوم، أو الوداع، أو غيرهما فيضع صدره، ووجهه، وذراعيه عليه، ويدعو ويسأل الله تعالى.
فإذا فرغ من الطواف غطى كتفه الأيمن وتقدم إلى مقام إبراهيم- صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة/125].
  ثم يسن أن يصلي ركعتين خفيفتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر وإلا في أي مكان من المسجد الحرام، ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون وفي الثانية بعد الفاتحة سورة الإخلاص، ثم ينصرف من حين يسلم، والدعاء بعد الركعتين هنا غير مشروع، وكذلك الدعاء عند مقام إبراهيم لا أصل له.
ثم إذا فرغ من الصلاة يسن أن يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه إن تيسر.
ثم يخرج إلى الصفا، ويسن أن يقرأ إذا قرب منه:  ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ 158( البقرة/158 .
ويقول: أبدأ بما بدأ الله به، فإذا صعد على الصفا ورأى البيت يقف مستقبلاً القبلة ويكبر ثلاثاً رافعاً يديه للذكر والدعاء، لا على هيئة تكبير الصلاة، يوحد الله ويكبره ويحمده قائلاً: «لا إلَهَ إلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلا الله وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ». متفق عليه.
ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة، يجهر بالذكر، ويسر بالدعاء.
ثم ينزل من الصفا متجهاً إلى المروة بخشوع وتذلل، ويمشي حتى يحاذي العلم الأخضر، فإذا حاذاه سعى سعياً شديداً إلى العلم الأخضر الثاني، ثم يمشي إلى المروة، وفي كل ذلك يهلل، ويكبر، ويدعو.
زيارة المسجد النبوي بالمدينة :
زيارة المدينة حيث المسجد النبوي وقبره صلى الله عليه وسلم ليست شرطاً أو واجباً في العمرة ، إلا أنها مشروعةٌ ومستحبةٌ في أي وقت طِوال العامِ ، فإذا وفق الله العبدَ ويسر له الوصول إلى مكة ، سن له الذهاب إلى المدينة للصلاة في المسجد النبوي الشريف ، فإن الصلاة فيه بألف صلاة ،
ويُسن له أيضا السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، كما يسن له أيضا السلام على أهل البقيع وعلى شهداء أحد .
ويسن للمسلم إذا دخل المسجد أن يصلي بالروضة الشريفة الوارد فيها قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي ).
بعد الصلاة في المسجد النبوي ، يسن للمصلي أن يأتي أمام الحُجرة النبوية ويقف تجاه القبر بسكينة وأدب وحضور قلب ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق