الجمعة، 2 فبراير 2018

قيم اجتماعية راقية ... ١ _ بر الوالدين بقلم :محمد أبوغدير المحامي



الوالدان هما سبب وجود الأبناء في الحياة وهما سبب سعادتهم ، فكم سهرت الأم في تربية أبنائها ورعايتهم ، وكم شقي الأب وتعب لكسب الرزق الحلال وجمع المال من أجل إطعام الأبناء وكسوتهم وتعليمهم ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم .
لذلك أمر الله الأبناء بالتعامل مع الوالدين بالإحسان والمعروف حتى ولو كانا مشركين ، وكان بر الوالدين من أجل الأعمال وأعظم حقوق الله على العباد ، وأولى من الجهاد ، وأن البر بالوالدين مستم لا ينتهي بموتهما أو بموت أحدهما ، بل يستمر ما استمرت حياة الإبن .
لذلك كان من الأهمية بشان دراسة بر الوالدين ان نقف على مفهومه في اللغة وما اصطلح عليه العلماء ، ونبين منزلته في الإسلام ، وبيان أن بر الوالدين يبدأ بحسن صحبة الوالد ولا ينتهي بموته وإنما تمتد البر حتى بعد وفاته ، وذلك يستوجب بيان الوسائل المتعددة للتعاون مع الوالدين وبرهما بعد موتهما ، وأخيرا نعرض لصور ناصعة لبر السلف لوالديهم ، وإليك بيان ما سبق .

أولا : مفهوم بر الوالدين ومنزلته في الإسلام :

أ - معنى كلمة البرّ في اللغة:

أيّ الفضل والخير، من بَرَّ، يَبَرُّ بِرّا، والبارّ هو التقيّ أو الصادق، والبرّّ عكس العقوق،

وبرّ الوالدين: يعني إحسان الطاعة إليهم والرفق يهما

ب – معنى بر الوالدين في الاصطلاح:

هو الاعتناء بأمر الوالدين، والقيام بمصالحهما من حيث خدمتهما، وقضاء الدين عنهما، والنفقة عليهما، وغير ذلك من الأمور الدينية والحياتيّة.

ج - برّ الوالدين في الإسلام

مكانة الوالدين عظيمة في الإسلام إذ أوجب برّ الوالدين ومصاحبتهما بالمعروف والاحسان إليهما، حتّى لو أمروا أولادهما بالشرك بالله ، ومن يقوم بهذا العمل العظيم ينال الأجر من الله سبحانه وتعالى .

 . 1 يعتبرّ برّ الوالدين من أعظم حقوق الله على العباد :
حيث أمر الله عزّ وجل عباده برعاية الوالدين ، فقد جعل سبحانه وتعالى البرّ المرتبة الثانية بعد حقه في التوحيد ، ودليل ذلك قوله تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء: 233 .

 . 2 أوجب الله على الناس شكره ثم شكر الوالدين :
فقال تعالى: ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان:14-15 .

. 3  بر الوالدين أولى من الجهاد :
من باب إكرام الوالدين وجعل الإسلام رعايتهما جهادًا يعادل الجهاد في سبيل الله ، فلا يخرج أحد إلى القتال وأبواه أو أحدهما يحتاج إلى عونه ، روى أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يبايعه على الجهاد والقتال ، فسأله النبي صلى الله عليه و سلم هل من والديك أحد ؟ قال الرجل : كلاهما حي يا رسول الله ، قال -صلى الله عليه و سلم- : ( ارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما ) رواه البخارى ومسلم .

 . 4 برّ الوالدين من أفضل الأعمال :
والدليل على ذلك الحديث الشريف، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ ؟ قالَ الصَّلاةُ على وقتِها قلتُ : ثمَّ أيٌّ ؟ قالَ ثمَّ برّ الوالدينِ قلتُ : ثمَّ أيٌّ ؟ قالَ ثمَّ الجهادُ في سبيلِ اللهِ) صحيح مسلم . استمرار برّ الوالدين في ذرية الإنسان وأولاده من بعده.

ثانيا : بر الوالدين يبدأ ولا ينتهي :

بر الأبناء للوالدين هي الصحبة الحسنة للوالدين في حياتهما ، ولا ينتهي البر بموت الوالدين أو بموت أحدهما ، بل يستمر إلى ما بعد الموت ، تلك الصحبة التي يرضي بها الأبناء ربهم ويرجون بها حسن الثواب في الآخرة .

أ - أول البر حسن الصحبة :

والصحبة تعني السعي الجاد نحو رد الجميل لوالديهما ، والعمل على رعايتهما ، وبخاصة إذا كبرا في السن واحتاجا إلى العون والرعاية ، كما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم ، فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك(.
وروي في صحيح الجامع عن المقدام بن معد يكرب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله يوصيكم بأمهاتكم , إن الله يوصيكم بأمهاتكم , إن الله يوصيكم بأمهاتكم , إن الله يوصيكم بآبائكم , إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب .
وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ، قلنا : "بلى يا رسول الله "، قال رسول الله : ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ووأد البنات ) رواه البخاري
روى مسلم عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله عز وجل حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات. . . .   )

ب - بر الوالدين يستمر بعد وفاة الوالدين :

لا ينتهي البر بالوالدين بموتهما أو بموت أحدهما ، بل يستمر إلى ما بعد الموت ، ويكون بالاستغفار لهما ، والوفاء بالعهود والمواثيق التي عقداها في حياتهما وإكرام أصدقائهما وصلة أرحامهما .
روي إن رجلاً جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال : يا رسول الله هل بقى من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( نعم الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما ) مسند أحمد .

ثالثا : وسائل التعاون مع الوالدين وبرهما بعد موتهما :

إن التضحيات العظيمة التي يقدمها الآباء لابد أن يقابلها التزامات من الأبناء يتحقق بها هي التعاون معهما وبرهما والإحسان اليهما في حياتهما وبعد مماتهما وبيان ذلك في الآتي :

أ - آداب التعاون مع الوالدين :

. 1  اهتمام الأبناء بالوالدين وقضاء حوائجهما ، كما اعتنيا بأبنائهم واستجابا لكل طلباتهم من قبل ، وكذلك معاملتهما بإحسان كما قال تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) الإسراء: 233 .

. 2  مشاركة الوالدين في أمور الأبناء ، وليستشعر الأبناء أنهم لازالوا في حاجة إلى والديهم وأنهما ذو قيمة عظيمة وعالية لدى الأبناء ، وأن يشكروا صنيع الوالدين ، كم قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) لقمان:14 .

. 3  أن يتحمل الأبناء نقد الوالدين لهم مهما كان عنيفا أو قاسيا ، ولا تعاملهما الند بالند ، وليعلم الأبناء أن ما وصلوا إليه من مكانة كان بفضل الوالدين ولا تغتروا بأنفسهم ، ولا يستخفوا برأي أسداه إليه الآباء ولا يسخروا منه وأن يحترموا أقوال الآباء حتى لو لم يكن سديدا .

. 4  وعلى الأبناء أن يراعوا مشاعر الوالدين ، وإياهم أن يعاملوا آبائهم بخشونة ، أو أن يرفعوا صوتهم عليهم - وخاصة عند كبر سنهم - حتى لا يشعروا بالإحباط ، كما يقول تعالى  واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ( .

. 5  وعلى الأبناء عند حديث الوالدين لهما أن لا ينشغلوا بهواتفهم أو أي مؤثر خارجي عن سماعهم للوالدين ، حتى لا يشعرا بعدم اهتمام الأبناء بقولهم ، لأن ذلك يحزنهم ، كما يقول تعالى : ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ( .

 . 6 وطاعة الأبناء للوالدين فيما يأمران واجبة ، وذلك بالقدر الذي لا يلحق بالأبناء ضرراً، ولا يتضمن معصية الله تعالى ، وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) لقمان : 15 .

. 7  الدعاء لهما في حياتهما : يأمر الله بذلك فيقول سبحانه : ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) 24 الإسراء .
ومن دعاء نوح عليه السلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَاراً ) نوح:28 .

ب - برّ الوالدين بعد موتهما :

ولا ينقطع البر للوالدين بموتهما ، إنما يمتد ليشمل الاستغفار لهما ، والدعاء لهما بالرّحمة والمغفرة ، يقضي ما عليهما من ديون أو نذور ، وأن ينفّذ وصيّتهما ، وبيان ذلك في الآتي :

. 1  أن يكثر من الاستغفار لوالديه :وذلك لقول الله سبحانه وتعالى في ذكر دعاء إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) سورة إبراهيم، 40-41 .
ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الله ليرفع الدّرجة للعبد الصّالح في الجنّة، فيقول: يا ربّ أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك) رواه أحمد .

. 2  أن يدعو لهما بالرّحمة والمغفرة ، وما شاء من الأدعية، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه مسلم والترمذي .

 . 3 أن يقضي ما عليهما من ديون أو نذور ، وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (نفس المؤمن معلقة بدَينه، حتّى يقضى عنه) رواه أحمد ، ولحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (يغفر للشهيد كلّ شيء إلا الدّين) رواه مسلم .
وأن يقضي ما عليهما من نذور، مثل نذر الصّيام، أو الحجّ، أو العمرة، أو غير ذلك ممّا يمكن للمسلم أن ينوب عن غيره فيه.

 . 4 أن يقضي ما عليهما من كفارة القتل الخطأ، أو اليمين، أو غير ذلك ، لأنّ هذه الواجبات تدخل في قوله في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: ( أنّ امرأة نذرت أن تصوم شهراً، فلم تصم حتّى ماتت، فجاءت قرابة لها ، إمّا أختها أو ابنتها إلى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - فذكرت ذلك له، فقال : أرأيتك لو كان عليها دَين كنتِ تقضينه؟ قالت : نعم، قال: فدَين الله أحقُّ أن يقضى ) متفق عليه .

. 5  أن ينفّذ وصيّتهما إن كان لهما وصيّة، والوصيّة تكون بمقدار الثّلث أو أقلّ، ويجب تنفيذ هذه الوصيّة.

 . 6 أن يصل الأرحام التي توصل إلا عن طريقهما ، وذلك لحديث أبي بردة رضي الله عنه قال: (قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر، فقال: أتدري لِمَ أتيتك؟ قال: قلت: لا، قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول: من أحبّ أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه بعده، وإنّه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاءٌ ووُدٌّ، فأحببت أن أصل ذاك) رواه ابن حبّان .

 . 7 أن يكرم أصدقاءهما بعد موتهما ، وذلك لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنّه قال: (إنّ أبرَّ البرّ صلةُ الولدِ أهلَ وُدِّ أبيه) رواه مسلم. أن يتصدّق عنهما، وذلك لحديث سعد بن عبادة رضي الله عنه، أنّ أمّه توفيت، فقال: (يا رسول الله! إنّ أُمي تُوفِّيتْ وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: نعم، قال: فإنّي أشهِدُك أنّ حائطي المخراف صدقةٌ عليها) متفق عليه .

رابعا : صور ناصعة لبر السلف لوالديهم:

كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص الناس على البر بوالديهم ، ومن ذلك الآتي  :

. 1  كان أبو هريرة رضي الله عنه إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال : السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته ، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا ، فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيراً.

. 2  أما عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقد طلبت والدته في إحدى الليالي ماء ، فذهب ليجيء بالماء ، فلما جاء وجدها نائمة ، فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح ، فلم يوقظها خشية إزعاجها ، ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده .

. 3  ابنُ الحسن التميمي رحمه الله يهمُّ بقتل عقرب، فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل، فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه فلدغته ، فقيل له : لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها.

. 4  أما ابن عون المزني نادته أمه يوماً فأجابها وقد علا صوتُه صوتَها ليسمعها، فندم على ذلك وأعتق رقبتين.

. 5  روي أن أسامة بن زيد كان له نخل بالمدينة ، وكانت النخلة تبلغ نحو ألف دينار ، وفى أحد الأيام اشتهت أمه الجمار ، وهو الجزء الرطب في قلب النخلة ، فقطع نخلة مثمرة ليطعمها جمارها ، فلما سئل في ذلك قال : ليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدر عليه إلا فعلته .

. 6  وروي أن على بن الحسين كان كثير البر بأمه ، ومع ذلك لم يكن يأكل معهما في إناء واحد ، فسئل : إنك من أبر الناس بأمك ، ولا نراك تأكل معها ؟! فقال : أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها ، فأكون قد عققتها .

الخاتمة :
وخلاصة ما سبق أن الله تعالى حث على بر الوالدين بعد الإيمان به سبحانه ، وجعله من أفضل الأعمال و أعظم حقوق الله على العباد وأنه أولى من الجهاد ،
وأن الإسلام يربى الابن على البر صغيرا وببلوغ يفرض عليه ولا ينتهي البر بموت الوالد بل يستمر ،
وحدد الإسلام آداب التعاون مع الوالدين ، ووسائل البر والإحسان وفي حياتهما بطاعتهما والتواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين ، الدعاء لهما في حياتهما ، إحسان التعامل معهما حال كبرهما ، وبرهما بعد موتهما بإكثار الاستغفار لهما وأن يدعو لهما بالرّحمة ، وأن يقضي ما عليهما من ديون أو نذور أو كفارات ، أن ينفّذ وصيّتهما ، وأن يكرم أصدقاءهما ويصل الأرحام التي توصل إلا عن طريقهما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق